السومرية نيوز/ بغداد
"لم أعد اخجل من نفسي .. أحببت روحي وأنا صلعاء ، بنهاية المطاف عرفت أن العلاجات لن تجدِ نفعاً .. وهي مجرد تصبيرة"، عبارة تحمل الألم، لكنها تعكس الكثير من الصلابة والأمل لشابة موهوبة في مقتبل العمر رحلت عن الدنياً وتركت دروساً بالغة.
وجدان عبد الإله النقيب، مواليد 1991، أصيبت بمرض السرطان عام 2010 نوع "هودجكن" الذي يصيب الخلايا اللمفاوية ويتسبب بأورام مميتة، تلقت إثره مجموعة علاجات، لكن قصتها باتت مثلاً لقوة الإرادة والآمل.
لم تتوان النقيب وهي في زهرة شبابها، عن محاربة مرض "عضال" أخذ منها زينتها وقواها بعد أن أدرك الموت المحتم، لكن الأمل كان رفيقاً لها أين ما تحل، ولم يشعر المقربون منها بأي شيء ممّا ذكر فثغرها الباسم وإطلالتها الجميلة كان أقوى من المرض الخبيث.
واضطرت للإفصاح عن مرضها للمقربين منها قبيل وفاتها بنصف عام، إذ أستغرب الكثير من هذه القوة والشجاعة وروح الأمل بداخلها وهي تكافح المرض وتعيش آخر ما تبقى من عمرها.
وتقول النقيب في رسالة جرى تناقلها على نطاق واسع في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "لم أكن أملك القدرة على الإفصاح عن مرضي خشية الشفقة التي قد أراها بأعين الناس، لكن وجدت نفسي أقوى وأشجع ممن يدورون حولي"، مؤكدة أنها "لم ترغب أيضا بمراجعة الأطباء لكن إزدياد الألم دفع بي للذهاب والاستسلام لجرعات العلاج الكيميائي".
وتضيف النقيب، "فرحت كثيرا بعد أول كورس كيميائي لعدم بيان أعراضه وتساقط شعري، لكن استكمال الجرعات بشكل أقوى أبان كل التبعات التي ترتبت على مظهري"، مستدركة بالقول، إن "العلاج لم يقتل المرض، لكنه ساعد على إبعاد الأجل لمدد إضافية".
شعرت وجدان بالرعب للوهلة الأولى من تساقط شعرها الجميل وعند مشاهدتها لأول خصلة تتساقط قالت "أخجل من نفسي حين أشاهد المرآة".
لكن الشابة اليافعة قررت عدم الخجل ومواجهة التحديات رغم إدراكها أن الفتاة عادة ما تكون ضعيفة، فيكف الحال إن كانت مريضة، قائلة باللهجة العامية، "آني أقوى من كل اللي ويايه عندي كانسر واشتغل وما أشكي لأحد، ويحسدوني على ضحكتي وإبتسامتي، معناها آني أقوى من كل الموجودين اللي ميعانون ما أعاني بداخلي".
وقررت وجدان، أن تترجم الجمال وتبعث دروساً في الأمل، بأناملها الجميلة كجمال ثغرها الباسم وكتب في "الشعر الشعبي" بعد أن باتت جليسة دارها لعدم تمكنها من مواصل العمل في 2015 وكتبت مجموعة من الشعر أسمتها (حجل وأحلام وطفولة)".
وتبين، في يوم 1 كانون الثاني 2016 كان هنالك حفل توقيع معها لإبداعها في مجال الشعر، قائلة "شعرت بحالة جيدة رغم التعب اليومي الذي أتعرض له والحمى والسعال".
وشعرت "مكافحة السرطان" بالسعادة في إنجازها البسيط الذي دفع بجميع من يعرفونها بالقول "أنتِ تعطينا شجاعة وقوة" الأمر الذي أسعد وجدان أكثر ودفع بها لمواصلة الأمل.
وتركت وجدان رسالة نهائية لكل من يعاني المرض كان مفادها "عيشوا أقوياء لأجل أنفسكم وأسركم ومن تحبونهم ويحبونكم، ولا تستسلموا أبداً، وطوعوا الدنيا إليكم بإرادتكم وعزيمتكم".