دعيني أرحل
لا أدري ماذا أفعل فيكِ
كلما رحلتُ عنك
رجعت كالطفل إليكِ
كلما قلتُ انتهينا
وذاك الماضي طوينا
رجعتني السنين
على نار الحنين
ووجدت نفسي بين يديكِ
اتركيني أرحل
فالاشتياق إليكِ أجمل
دعيني أبكي عليكِ
واشتاق وجهك الأكحل
كم أنا مشتاقٌ أن أبكي كالأطفال
وأتمناكِ كالحلم الجميل ....كالخيال
فدعيني أرحل
حبنا غاليتي كالوردة
إذا غمرها الماء تذبل
ساعديني أعبر هذي الحدود
ربما أضيعُ وأجد نفسي
وربما أعود!
متى أحببتك؟...لا أعلم
منذ أن كان التاريخ...وأقدم
منذ زمنٍ طويلٍ ...طويل
منذ تكوّن القمر
في عينيكِ...أو بعده بقليل
لا أتذكر
منذ كانت عرائش الياسمين بيضاء
والبحر مرآة للسماء
وكان العمر أخضر
كنتُ كورقة خريفٍ تائهة
كحبة مطرٍ ضائعة
صغيراً كنتُ
وكنتِ أصغر
لكن المطر يرحل
والخريف تبدّل
والعمر يكبر
فدعيني أكبر
ربما نسيتك ونسيتِ
وهويت غيرك وهويتِ
أو ربما أحببتك أكثر!!
اتركيني أرحل
فالعصافير تموت إذا ماطارت
والشمس أجمل إذا غابت
لا تخافي حبيبتي
مهما كبرنا
نشتاق لعمرنا الأول
أنا مصابٌ بك
فساعديني أبحث عن الدواء
هذا القلب العليل
لابد له من شفاء
وأنا غارقٌ في بحرك
كيف أرحل عنكِ
كيف أنجو منكِ
وكيف أتنفس الهواء؟
سأرحل
وأفتح كل الأبواب
وأبحث عن حلّ
وأبحث عن جواب
كيف نقدر على الجفا؟
وكيف بمقدور الحب
أن يَحتوي هذا العذاب
فدعيني ...دعيني
من هذا القفص اطلقيني
ماعادت أطيق القبل الباردة
وتلك النظرات الشاردة
أصبحت غريباً عنك
وغريباً سأرحل
سأوصد هذا القلبْ
لا تبكي....ولا تتوسلي
لا توسل في الحبْ
لا تقولي ولن أقول
سأرحل عنكِ
كالضيف الخجول
أصعب ما في الفراق الكلام
فدعينا نفترق في سكوتْ
أنا كالطير العابر
بعد العناق
يفارق أسطحة البيوتْ
أنا حبيبتي
ولدتُ في أرضكِ
وربما عدتُ إليها لأموت
د. أحمد شمسين