قصة الحب الحزينة لنزار قباني و حبيبته بلقيس -
نزار قباني شاعر الحب والغزل كانت له قصه حب جميله رقيقه كنسمه ربيع حدث هذا في أواسط ستينيات القرن العشرين حين التقى بحبيبة العمر القصير الجميل، ( بلقيس الراوي ) وهي فاتنه من العراق التي تسكن أسرتها في حي الأعظيمه ببغداد، وتسكن هي قلب نزار وسقط نزار في عينيها السوداوين وشعرها الطويل وروحها الاخاذه وشخصيتها الاسره
التقاها في حفل استقبال بسيط في إحدى السفارات العربية في بيروت , وكان خارجا لتوه من أزمة وفاة زوجته الأولى " زهراء" الدمشقية , وولدة " توفيق " الذي توفي اثر عملية جراحية للقلب في لندن , وهو ما يزال في الثانية والعشرين من عمره . وكانت ابنته الوحيدة " هدباء " قد تزوجت وانتقلت لتعيش مع زوجها في احدى دول الخليج العربي .
كان نزار وحيدا تماما وكانت بلقيس قبيلة من النساء, هيفاء فرعاء يكاد شعرها يلامس الارض في استرسال لم تر عين نزار مثله . وهكذا رأها , بشكل جعلة يعود الى كتابة الشعر مرة اخرى بعد توقف دام ثلاث سنوات ,لم يكن يعرف له نزار مبررا. ويقول :" لكنها بلقيس , أعادت الحبر للأقلام مثلما اعادت الدماء للعروق" .
عاش نزار مع بلقيس التي تربعت على عرش قلبه اجمل قصه حب لكنها ككل قصص الحب في المدن العربية جوبهت ب(لا)كبيرة جدا لكن الحب الصادق لم يهزم وبقي الأمل موجودا لينير درب العاشق لقد كان الاعتراض الاقوى على تأريخ نزار الشعري وكانت مجموعاته الغزلية وثائق أشهرها أهل بلقيس ضده لكن الشاعر كان قد عاهد محبوبته على الوفاء لحبهما والزواج .. ظل نزار يلاحقها بأصرار شديد مدة سبع سنين , رفضت من خلالها بلقيس اشخاصا عديدين لانها تحب نزار على الرغم من انه يكبرها كثيرا , وكانت لم تتجاوز الــ 23 من عمرها وهو في سن الاربعين
ماذا يفعل ولقد رفض ابوها ( الراوي ) تزويجه ابنته ولم تصلح شهرة نزار ولا مركزه الدبلوماسي السابق ولا قلبه الذي تربعت فيه ابنة الرجل العراقي ولا قلبها الذي احتله الشاعر السوري حيث لم يشفع كل هذا في ترقيق قلب الراوي ولا تفتيح عقله الذي لم يدله على قوة الحب وجبروته فحين يجمع بين البشر فلا لغة ولا دين ولا جنسية ولا عرق تعوقه إنها الثقافة الرحبه التي تصب الحياة في قالب صلب.
عاد نزار يمضغ المر ويشرب الحنظل .. يبكى .. يصرخ وتبكي معه حبيبه الفؤاد ولم يستسلما تعاهدا وانتظرا الوقت ..... حتى جاءت فرصه ذهبيه في التاسع من نيسان 1969 حين دعي نزار الى بغداد ليشارك في مهرجان الشعر العربي واختلى بنفسه ليكتب قصيدته في هذا المهرجان
وكتب نزار قصيده في مائه بيت وبييتين انتقد فيها الحكام العرب والسلاح وعرض من خلالها مشكلته الشخصيه فهو واضح وجرئ ومباشر والقى نزار قصيدته الطويلة:
كان عندي هنا أميرة حب ** ثم ضاعت أميرتي الحسناءُ
أين وجه في الأعظمية حلو**لو رأته تغار منه السماء
انني السندباد مزقه البحر **وعينا حبيبتي الميناء
ان في داخلي عصور من الحزن**فهل لي الى العراق النجاء
وأنا العاشق الكبير ولكن ** ليس تكفي دفاتري الزرقاءُ
ها هو يلجأ إلى العراق، كاللجوء السياسى الذى يضمن الحياة بكرامة لطالبها، واستمع رئيس الجمهورية العراقية (أحمد حسن البكر) إلى القصيدة وتحرك فيه الإنسان المثقف الشاعر فقبل طلب اللجوء الغرامي الذي تقدم به نزار السوري لابنة بلده العراقية
ويشكل الرئيس وفدا لخطبة بلقيس ونزار تكونت من: الشاعر شفيق الكيالى وزير الشباب والشاعر شاذل طاقه وكيل وزير الخارجية ورعاية احمد حسن البكر
هذا الوفد تسميه التقاليد القبلية (الجاهة) أي وجهاء القوم، إذا طلبوا لا يرد لهم طلب وإلا أصبح الرافض خصما للقبائل، والعرب عادة يحترمون طلبات الالتجاء فيدخلون في حمايتهم طالب الحماية حتى لو كان قاتلا
وطبعا لم يرد الراوي طلب الدولة الأول في تاريخ البشرية
فوافق الرواي وانتصر الحب وانتصرت الشجاعة.
وطال الاستعداد للزواج لأسباب عديدة منها وفاة توفيق ابن نزار في لندن عام 1972، وهو طالب الطب في دمشق، مات شابا طموحا حالما آملا
حزنت معه بلقيس واحترمت آلامه وساعدته في اجتيازها، وتزوجا فى بيروت عام 1973 وعاشا حبا حقيقيا كاملا تم فيه المراد من رب العباد، فالحب بلا زواج كالمال في الأدراج...وانجبا عمر وزينب وغنى نزار للحب والوطن، ثماني سنوات عسلا، شهدا، أزهارا وثمارا، صنعها أربعة من البشر، بلقيس ونزار وزينب..... وعمر
كانت لبنان قد انفجرت بالغباء عام 1980 حتى هدمو لبنان بلد الجمال والسلام حتى جاء اليوم الذي فقد فيه نزار فاتنته العراقية. فقد قتلت بلقيس عام 1981 في حادث انفجار دمر السفارة العراقية في بيروت .
وصارت السفارة العراقية في بيروت ركاما من الحجر والبشر، جرى نزار إلى الحطام ليأخذ بلقيس التي كانت تؤدي واجبها لصالح لبنان والعراق جرى ليأخذها في يده، وفي حضنه خارج الدمار والغباء وقف نزار أربعه أيام كاملة على قدميه فى انتظار بلقيس. لا طعام، لا نفس والباحثون في الحطام والركام يبحثون، أربعة قرون في أربعة أيام بعدها أخرجوا جسمانا في عظمة سبابته اليسرى خاتم زواج منقوش عليه اسم نزار.
كتب نزار في حبيبته بلقيس اشعارا واشعار وكتب مباشرة بعد موتها قصيدة في الحب والهجاء في حوالي الفي كلمه منها هذه الابيات:
قسما بعينيك اللتين إليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول يا قمري عن العرب العجائب
هل تعرفون حببيتى بلقيس
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا بين القطيفة والرخام
***************
بلقيس يا بلقيس يا بلقيس
كل غمامة تبكي عليك
فمن ترى يبكي عليا
بلقيس كيف رحلت صامتة
ولم تضعي يديك على يديا
بلقيس كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل أوراق الشجر
وتركتنا نحن الثلاثة ضائعين
كريشة تحت المطر
أتراك ما فكرت بي
وأنا الذي يحتاج حبك مثل زينب أو عمر
بلقيس يا معشوقتي حتى الثمالة
************
و هؤلاء الكاذبون يقرفصون ويركبون على الشعوب ولا رسالة
لو أنهم حملوا إلينا من فلسطين الحزينة نجمة أو برتقالة
لو أنهم حملوا إلينا من شواطىء غزة حجرا صغيرا أو محارة
لو أنهم من ربع قرن حرروا زيتونة أو ارجعوا ليمونة
ومحو عن التاريخ عاره
لشكرت من قتلوك يا بلقيس يا معبودتي حتى الثمالة
لكنهم تركوا فسلطينا ليغتالوا غزالة
قال نزار عن بلقيس اعذب الكلمات وارقها (بلقيس كانت واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي بعد رحيلها أقمت بابا من الحديد في بيتي يسبقه بمتر ونصف، أغلقه علي وعلى اولادى من السابعة مساء، أصبحت أنام بعيون مفتوحة بعد أن خاصمت الطمأنينة، أرادوا أن يخفوا صورها من البيت فصرخت فيهم أريد أن تبقى بلقيس معى حتى لو غابت كانت جزءا من عمري ومن عيش مشترك وكانت صديقة شعري قبل أن تكون صديقتي ولم تكن تعتبر قصيدتي ضرة لها، بل جزءا من مجدها)
كتب نزار قصيده من اروع ماكتب كانت في رثاءها
بلقيـــــس ..
شكراً لكـــم ,, شكرًا لكـــم
فحبيبتي قتلت .. وصاربوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت .. وهل من أمة في الأرض
إلانحن – نغتال القصيدة..؟
بلقيس
كـــانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت أطول النخلات في أرض العراق
كانت إذا تمشي
ترافقها طواويس .. وتتبعهــا أيائل
بلقيس.. يا وجعي
ويا وجع القصيدة حين تلمســها الأنامل
هل يا ترى
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ...؟
يانينوى الخضراء
ياغجريتي الشقراء
ياأمواج دجلة
تلبس بالربيع بساقيها ... أحلى الخلاخل
قتلوك يابلقيس
أية أمة عربية تلك التي
تغتال أصوات البلابل ..؟
أين السمؤال ..؟؟والمهمل ..؟؟
والغطاريف الأوائل ...؟؟
فقبائل أكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب
وعناكب قتلت عناكب
قسما بعينيك التي اليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول ياقمري عن العرب العجائب.
وهكذا انتهت قصه حياة بلقيس لتنتهي بعدها حياة زوجها بعد 15 عاما ولكن قصائد حب نزار بقيت شاهدا على حبهما وبقيت ملاذا للمحبين