التهاب الثدي :
ما هو التهاب الثدي؟
التهاب الثدي هو التهاب في أنسجة الثدي. قد يصبح الاحتقان والاحمرار التهاباً بسرعة، ويعني ذلك أن البكتيريا تنمو في الأنسجة الملتهبة. قد تلاحظين أن مناطق في ثدييك:
حمراء
قاسية وجامدة
مؤلمة
ساخنة
متورّمة أو منتفخة.
قد تشعرين أيضاً بوجود تورّم، وغالباً ما يطلق على هذه الحالة اسم "القناة المسدودة"، مع ذلك لا تكون نتيجة لانسداد فعلي في القنوات. يحدث ذلك بسبب تجمّع الحليب أي اللبن في نسيج الثدي، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب وتورّم. إذا كنت مصابة بانسداد في القنوات، فقد تشعرين بالمنطقة القاسية على ثديك مثل الوتد لأن قناة الحليب، والقنوات المجاورة لها، والحويصلات، قد أصبحت ملتهبة.
قد تكون لديك أعراض شبيهة بالأنفلونزا، مثل:
القشعريرة والارتجاف
الصداع
ارتفاع الحرارة إلى 38.5 درجة مئوية فما فوق
الإرهاق.
تصاب واحدة من كل عشر أمهات مرضعات بالتهاب الثدي، كما تعاني منه بعض الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن حليباً اصطناعياً. قد تكون الإصابة بالتهاب الثدي تجربة مؤلمة، لكن يمكن الشفاء منه بسرعة مع اتباع النهج الصحيح. تكون الإصابة عادة في ثدي واحد فقط، لكن يحتمل أن يصاب كلا الثديين في نفس الوقت. لسوء الحظ، يمكن أن تصابي بالتهاب الثدي أكثر من مرة.
ما الذي يسبب التهاب الثدي؟
يأتي التهاب الثدي غالباً بسبب مخزون الحليب المتبقي غير المفرغ تماماً، والذي يتمّ إنتاجه بشكل أسرع من التخلص منه. قد يحدث هذا الأمر ما لم يفرغ طفلك الرضيع ثدييك بشكل تام أثناء الرضاعة. ومن أكثر الأسباب الشائعة لهذه الحالة وجود مشكلة في طريقة إدخال الطفل الحلمة في فمه أو ما يسمى "التمسّك بالثدي بإحكام". إذا كان طفلك لا يضع أحد ثديك في فمه بالشكل الصحيح، فقد يؤدي ذلك إلى تقرّح الحلمة ولا يشجعك على إرضاع طفلك من الجانب المتقرّح.
يمكن أن يتسبّب ذلك باحتقان الثدي وركود الحليب ومن ثمّ التهاب الثدي. إذا كان طفلك يفضل ثدياً واحداً على الآخر، فقد تصابين بالتهاب الثدي. قد تسبب الأمور التالية أيضاً ركود الحليب وتؤدي إلى التهاب الثدي:
الاحتقان الذي لا يعود إلى حالته الطبيعية، ربما لأن طفلك ينام طوال الليل.
اتباع روتين صارم في الرضاعة بحيث توجد فترات طويلة بين الرضعات.
الضغط على الثدي بسبب الملابس التي ترتدينها، أو ضيق حزام حمّالة الصدر، أو وضعية نومك، أو حزام الأمان في السيارة.
وجود إصابة في الثدي.
من المحتمل الإصابة بالتهاب الثدي الإنتاني أو البكتيري جرّاء تراكم الحليب في الثديين أو بسبب الجراثيم التي تغزو الجسم. لم تتضح بعد كيفية دخول الالتهاب إلى الثدي على وجه التحديد. تشتكي بعض النساء المصابات بالتهاب الثدي أيضاً من تشقّق الحلمة، وربما يكون الالتهاب قد مرّ عبر التشقق أو الشق الموجود في الحلمة إلى جهاز الثدي الليمفاوي.
تزداد احتمالات الإصابة بالتهاب الثدي لدى الأمهات لأول مرة ، لكن هذا لا يعني أن الأمهات الأكثر خبرة في الرضاعة الطبيعية بعيدات عن هذا الاحتمال. قد يحدث التهاب الثدي في أي وقت وأنت ترضعين طفلك، لكنه أكثر شيوعاً في الأشهر الثلاثة الأولى، خاصة في الأسبوع الثاني أو الثالث بعد الولادة وأنت تتعلمين كيفية الرضاعة الطبيعية.
لقد تمّ ربط التهاب الثدي بالأطفال الذين يرضعون من الزجاجة أو الببرونة أو يستخدمون اللهّاية أو المصاصة. فكلاهما يمكن أن يتداخل مع الوقت الذي يقضيه طفلك على الثدي، ويمكن أن يؤثر على كيفية تمسّكه بثديك. إذا كان طفلك يعاني من ربطة أو عقدة اللسان، فقد يواجه مشكلة في وضع الثدي في فمه بإحكام.
كيف يمكنني معالجة التهاب الثدي؟
لا توقفي الرضاعة من الثدي المصاب. مع أن هذا الأمر قد يؤلمك، إلا أن التوقّف عن الرضاعة من الثدي المصاب سيضاعف التهاب الثدي ويزيد الحالة سوءاً. إذا كنت تشعرين بتوعك أو ما لم يُحدث الاستمرار بإرضاع طفلك فرقاً بالنسبة للالتهاب، فراجعي طبيبتك.
إذا عانيت من التهاب الثدي لبضعة أيام وأصبت بالعدوى أو الالتهاب، فقد تصف لك طبيبتك المضادات الحيوية. سواء بدأتِ بتناول المضادات الحيوية أم لا، قد تساعدين نفسك بمحاولة القيام بالتالي:
تأكدي من وضع طفلك حلمة ثديك في فمه بإحكام والرضاعة بطريقة صحيحة.
جربي أوضاعاً مختلفة للرضاعة إذا كانت تساعد طفلك الرضيع على التمسّك بالثدي بإحكام وبطريقة أفضل.
من أجل تفريغ كل الحليب من ثديك المصاب، أكثري من إرضاع الطفل حسب رغبته واهدفي إلى إرضاعه بين 8 و12 رضعة في اليوم.
يمكنك شفط الحليب باليد أو بالمضخة بعد عملية الرضاعة إذا شعرتِ بأن طفلك لم يستخدم الثدي كما ينبغي. تجد بعض الأمهات أن مضخة الشفط تتفوق على أطفالهن الرضع في تفريغ الحليب من الثدي، خاصة إذا كنّ يعانين أيضاً من ألم في الحلمة.
استريحي قدر المستطاع واشربي كميات وافرة من السوائل.
تجنبي ارتداء ملابس أو حمالة صدر ضيقة حتى تتحسن الأمور
قد تجدين من المناسب وضع قماش دافئ على الجزء المصاب، مثل فانيلا (نسيج ناعم من القطن) أو كمّادة أو أخذ حمام أو دش دافئ. ترى بعض الأمهات أن الكمادات الباردة أفضل.
إذا وجدت أن تدليك الثدي يريحك، قومي بذلك بلطف شديد بينما ترضعين طفلك لأنه سيساهم في تدفق الحليب. ربما يزيد التدليك الشديد سوء التهاب الثدي ويزيد تدفق الحليب "المتسرّب" إلى أنسجة الثدي.
يمكنك أخذ مسكنات ألم لتخفيف أوجاعك. تستطيعين استخدام الأيبوبروفين أثناء الرضاعة الطبيعية، وربما يعينك على تخفيف الالتهاب والألم. كما يعتبر الباراسيتامول بديلاً جيداً.
قد تفضلين تجريب تدابير المساعدة الذاتية هذه قبل مراجعة الطبيبة وتناول المضادات الحيوية.
مع ذلك، ما لم يبدأ التهاب الثدي لديك بالتحسّن، فقد يتطور إلى خرّاج الثدي. وهو نوع من تجمّع القيح داخل الثدي يصيب نحو ثلاثة بالمئة من النساء اللاتي يعانين من التهاب الثدي ويتطلّب أخذ المضادات الحيوية. إذا كان لديك خرّاج، فستحتاجين إلى عناية طبية فورية، وجراحة في بعض الأحيان، لإفراغه. قد يبدو الخرّاج أحمر اللون وساخن الملمس، ومتورّماً بشكل ملحوظ، وربما تعانين من ارتفاع في درجة الحرارة.
إذا كان طفلك لا يرضع جيداً ولا يضع الثدي في فمه بالشكل الصحيح، فاطلبي المساعدة من طبيبتك أو ممرضة التوليد. فقد تدّلانك على أخصائية للرضاعة الطبيعية أو أخصائية في تغذية الأطفال الرضع.
كم يدوم الالتهاب؟
إذا تمّ اكتشاف التهاب الثدي مبكراً، فمن السهل معالجته في وقت قصير وسرعان ما ستشعرين بالشفاء تماماً. في حال بدأت بتناول المضادات الحيوية، تأكدي من إنهاء الجرعة بأكملها. أما إذا استمر الثدي يؤلمك بمجرد اللمس كما استمر ارتفاع درجة الحرارة بعد عدة أيام من أخذ المضادات الحيوية، فسارعي إلى الاتصال بالطبيبة. قد تحتاجين إلى بعض الاختبارات أو الفحوصات لمعرفة ما هو بالضبط نوع البكتيريا الذي يسبّب المشكلة كي تحصلي على العلاج المناسب.
هل يجب أن أتوقف عن الرضاعة الطبيعية لو أصبت بالتهاب الثدي؟
كلا. في الواقع، من الهام الاستمرار في الرضاعة الطبيعية عندما تصابين بالتهاب الثدي. ستساعدك حركة الحليب على التحسّن. وبالرغم من أنه قد يكون مؤلماً بدرجة كبيرة في بعض الأوقات، عليك السماح لطفلك بالرضاعة أكثر كلما أمكن ذلك من أجل تفريغ الثدي من الحليب. يمكنك تجريب وضع فانيلا دافئة على ثديك لدقائق قليلة قبل كل عملية رضاعة إذا كان الأمر مؤلماً بشدة. ربما يساعد ردة الفعل التلقائية لإدرار الحليب ويجعل الرضاعة أقل ألماً.
ما لم يفرغ طفلك الثدي الملتهب في كل رضعة، فيمكنك استخدام مضخة شفط حليب الثدي لتفريغه. ولو شعرت أنك لن تتحملي عملية الرضاعة الطبيعية، حاولي شفط حليب الثدي وإعطاءه لطفلك الرضيع في كوب أو زجاجة.
هل سيؤثر هذا على طفلي الرضيع؟
مع أنك قد تعانين من التهاب الثدي، لن يؤثر على طفلك الرضيع الذي يستطيع الرضاعة بأمان من الثدي المصاب، لكن قد يكون مذاقه أكثر ملوحة قليلاً من المعتاد.
حتى لو كنت مصابة بالتهاب الثدي الإنتاني أو البكتيري وحدث أن ابتلع طفلك البكتيريا مع حليب الثدي المصاب، لا تقلقي لأن الحمض (الأسيد) في معدة طفلك سيقتلها.