حكايتي مع القمر عندما يحل المساء ويعم الهدوء فلا تسمع سوى حفيف الهواء، فأبدأ بالسير فلا شيء غير عبق الزهور، أسير بين أوراق الشجر المتساقطة، وأصوات الحشرات قد عم أرجاء المكان لتنبئ عن سكون الليل، أترقب النجوم من بين الغيوم، فاذا بضوء القمر أنيس العاشقين قد بدء، فابتسم القمر لي، فجلست أخاطبه عن مكنون فؤاد العاشقين له وعن سر بوح الشعراء وغرام عاشقين تحت جناح الظلام تغزل بك، وبريق النجوم من حولك، أشجان لا تنتهي، لحن حب، نغم شوق، عزف غرام، بل أكثر من ذلك شاركتهم الأحلام والأحزان ومكمن الآهات، أنيس من يبكي على فراق الحبيب، مخبئ من اشتكى من لوعة وشوق الحبيب، فتبسم لي وقال هل يهمك الجواب، فقلت أريد أن اعرف منك سر ما ذكرت، فقال لك ما تريد يا من أنستني ليلتي، انا أسير الغرام ونبع الأشواق، حبيس الأنفاس ومكمن المشاعر، مشاعر تأججت لها أقلام العشاق، مدامع المحبين كُنت لها مخفف ولي جرحهم بلسماً، أعزف بالمد والجزر فنوني، أنير للعشاق ظلمة الدجى فيتجلى عنهم شبح الظلام، أسمع لمن يبوح لي وأكون له جليس ليفضي ما بداخله، أحتوي المشاعر وأبدلها الشعور، حاضر بكل المحافل، أنيس مؤانس رفيق المحبين على مر العصور، الحلم، الأماني، الصفاء، الأمل، هذي حكايتي والقمر.