لم تدخل المدرسة في حياتها وأمنيتها تعليم البراعم كتاب الله
تمثل الشابة غنية بحري "36 سنة" الاستثناء بقرية أولاد فايد بسطيف بقدرتها على تجاوز إعاقتها بامتياز، والخروج من دائرة النسيان والعمل على إثبات ذاتها من خلال ختمها القرآن الكريم باعتمادها على حاسة السمع فقط، فهي عصامية، ولم يكتب لها القدر أن التحقت بمقاعد الدراسة كبنات جيلها، على اعتبار أنها كفيفة من عائلة ميسورة الحال، وتنحدر من منطقة ريفية، غير أنها تمكنت في أقل من 5 سنوات من حفظ القران الكريم بروايتي حفص وورش عن طريق أشرطة الكاسيت بركن البيت المتواضع.
وكانت بداية الحفظ برواية حفص، وبإصرار شقيقها الأكبر التحقت بالمدرسة القرآنية بمركز البلدية، حينها انتقلت من رواية حفص إلى ورش، الأمر الذي حال دون استكمال الحفظ في آجال قصيرة، حيث تقول تعبت كثيرا لأن طريقة الحفظ عن طريق السمع تتطلب تركيزا إضافيا وهدوءا دائما بالإضافة إلى أن كثرة الأحكام تكلفها جهدا إضافيا، حلمها الكبير أن تتمكن من تعلم استعمال البراي والتحكم في تقنياته رغم صعوبة مأمورية التنقل إلى مدينة سطيف، في إشارة واضحة لتحدي إعاقتها، وتجاوز ظروفها الاجتماعية الصعبة، وتذكر أن لشقيقها الأكبر دورا كبيرا، فيما هي عليه الآن من راحة نفسية بعيدا عن أي دعم أو التفاتة من السلطات المحلية فماعدا الـ 3000 دج منحة الكفيف لا تملك أي دخل، ولا تلقى تشجيعا من أي جهة كانت رغم أن المنطقة تعج بأصحاب المؤسسات والمال، أمنيتها تحققت بختم القران وأملها كبير في الاستفادة من فتح مدرسة لتعليم النشء القران الكريم بمسجد القرية، وزادت سعادتها بعد ترويج المصحف الالكتروني الذي يضع حدا لمعاناة فئة المكفوفين ويمكنهم من حفظ كتاب الله في ظرف وجيز.