النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع:

خواطر للحياة - خواطر 2016

الزوار من محركات البحث: 77 المشاهدات : 568 الردود: 0
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 86,653 المواضيع: 20,591
    صوتيات: 4589 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 60170
    آخر نشاط: منذ 3 دقيقة
    مقالات المدونة: 1

    خواطر للحياة - خواطر 2016



    (1)
    الفيس بوك أكرم من الإنسان


    ربما أحلى ما في الفيس بوك، أنّه يسألك يومياً: ماذا يخطر
    في بالك؟
    هو السؤال الذي نحتاج أن نسمعه ممّن حولنا كلّ يوم،
    فلا نجدُه.. يضيع في زحمة أعمالهم، أو زحمة الفوضى مِنْ
    حولهم، أو في شدّة تدفّق مصالحهم، أو ربما يضيع في كَومة
    المشاعر المضطربة في دواخلهم.
    الفيس بوك كريم، كما الناس بخلاء.. يبخلون بالابتسامة
    والسؤال والاهتمام بالآخر .. قد يقضون ساعاتٍ طوالاً
    في عوالم وهمية في حين أنَّ مَنْ حولهم ينتظرون منهم ولو
    لحظات للاهتمام والسؤال.
    كيف يمكن للفيس بوك أن يكون أكرم من الإنسان؟!
    لذلك اعتدت يومياً أن أسأل نفسي: واليوم ماذا يجول في
    خاطرك سيدتي؟
    في بعض الأحيان، أتعمّد الإجابة بصوتٍ مرتفع، وأشارك
    الآخرين أفكاري، وغالباً ما يدور ذلك في داخلي .. لتختفي
    تلك الأفكار في زحمة الضجيج من حولي.
    يا تُرى لماذا فقدنا ذلك السؤال وذلك الاهتمام ؟!




    (2)
    غرباء


    ما بالي كلّما قلت بأنّ غربتي قد بدأت تتلاشى، تفاجئني
    الأحداثُ بأنّي قد أخطأتُ تقديراتي.
    فهناك أقدارٌ تلازمنا مهما حاولنا الفرار منها أو تأطيرها.
    لعلّ الاغتراب هو أحد تلك الأقدار.
    فالغُربة: وطن مقدّس.. يمنحك الحرية في أن تكون
    (أنت)، لا (هم).
    وطن يَسِنُّ قوانينه، على أساس احترام الذات وتقديس
    المبدأ، ويرسم له حدوداً من العزّة لا يطأها إلا الطاهرون..
    ولذلك عاش جميعُ الأنبياء والمصلحين، غرباء في
    مجتمعاتهم وأوطانهم.



    (3)
    لنبدأ بربيع القلب قبل ربيع الطبيعة


    الجميع يستعدّ للربيع..
    عيدُ الشجرة، عيدُ الأرض، وما إلى ذلك من تسميات.
    والربيع، بحدِّ ذاته كمفردة، يشيع في النفس أجواءَ البهجة
    والحُبُور.. فهو ولادة جديدة للطبيعة والحياة، تُزَيَّن الأرض
    بألوانها البهيّة.. كلُّ شيء جميل..
    ولكن إذا لم يكن في النفس أستعدادٌ لتقبّل هذا الجمال،
    وهذه الولادة الجديدة للحياة، فلا فائدة من كلِّ ذلك، ولا يعود
    للربيع أيُّ معنًى وأيُّ طعم.
    ولا يمكن لقلبٍ أن يستعدّ للربيع وهو يعيش عمى الألوان،
    أو تعلوه غشاوة..
    قلوبٌ كهذه ليست قادرةً على تذوّق طَعْم الربيع.
    فربيعُ القلب هو الأهم، علينا أن نعلّم قلوبنا كيف تكون ربيعاً
    لصاحبها ولمن حوله، ربيعاً للتجدّد والحياة والحبّ والعطاء..
    ربيعاً لكي يبتهج الآخرون بها، ويستشعرون الجمال من
    خلالها ..
    فلنبدأ بالاحتفال بربيع قلوبنا أولاً، لكي نتمكّن من استشعار
    ربيع الطبيعة.
    كلّ ربيع وأنتم بخير.



    (4)
    أصابهم الصَّمم


    في عالم مضطرب، تخنقه كثرةُ المُغريات ويحاصرُهُ القلقُ
    من زوال النِّعمة أو القلق من عدم قدومها.
    أجدني أشعر برغبة عارمة في لُبْس مُسوحِ الصمت والطوافِ
    بهدوءٍ حول وجعٍ طالما سكنني...
    كيف يمكن أن تجعلهم يسمعون هَمْسَ روحك وعِلّتهم
    الصَّمَم؟!
    كيف يمكنك أن تمارس طقوس وحدانيّتك، وسط ضجيج
    آلهتهم المفترشة قارعةَ الطريق.. يتسوّلون حولها، طالبين
    الرزق والذريّة والعزّة؟!!



    (5)
    ضياع


    (عَجَبٌ لأمّةِ ) اقرأ، وهي لا تقرأ!!
    عَجَبٌ لأمّة العمل والإنتاج وهي تفرحُ للعطلة !!
    عَجَبٌ لأمّة العلم ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]
    وهي تفرّ من الدرس والعمل والتطوير !!
    الطلاب يبحثون عن العطلة فراراً من الدرس، والموظّفون
    يبحثون عن العطلة فراراً من الدوام وهم يشهدون يومياً
    ولخمس مرّات في صلاتهم: (أنّ محمداً رسول الله) ، ذلك
    النبيّ الذي قبّل يَدَيْن تورّمتا من شدّة العمل، وعاش عمره كلّه
    عاملاً يأكل من كدح يديه!!
    عجيبةٌ أمّةُ (اقرأ) ، كيف ضاعت في متاهات الجهل
    والظلام ..
    وأصبحت أمة (النوم خيرٌ من الصلاة) !!



    (6)
    معادلة صعبة


    في نهاية كلّ عام، يشغلُني هذا السؤال:
    يا ترى هل نحتفي بنهاية عام لأنّنا كبرنا عاماً؟ تمّت إضافة
    عامٍ كاملٍ إلى سجلّنا العُمْري؟
    أم لأنّ عمرنا نَقَصَ عاماً؟ وتقلّصت مسيرتنا نحو الله ؟ أي
    اقتربنا أكثر من لقائه؟
    هل كبرنا عاماً؟ أم نقص من عمرنا عامٌ؟
    معادلةٌ صعبة، ولكن يبقى المهم: إذا كبرنا أو صغرنا عاماً،
    كيف كان ذلك؟
    ماذا فقدنا خلالَ هذه العملية؟
    ما هي المشاعرُ التي رافقت هذه العملية؟
    كيف سنُصنَّف في نهاية كلِّ عام: من الخاسرين أم من الرابحين؟
    وعندما نحتفي بيوم ميلادنا: هل نحتفي لأنّنا كبرنا عاماً؟ أم
    لأنّ عمرنا نقص عامٌ ؟



    (7)
    أقسى الأسفار


    من الإثارات الهامّة في حياة الإنسان، والتي تضيف عليها
    جمالاً.. هو السفر.
    السفر تارة للسياحة والترفيه وتارة للعمل وطلب الرزق
    وتارة لطلب العلم وتارة فراراً من طاغية وهروباً من ظلم،
    وأحياناً لرؤية أهل وأحباب، وطوراً للعبادة والوصل مع الله
    (كسفر العمرة والحج).
    تنوّعت الأسباب والسفر واحد..
    وربما أقسى أنواع السفر هو الذي نُجبر عليهِ.. (وإن
    اختلفتْ أسبابُ الجَبْر).
    لأنّك تشعر بأنّك تُساق إلى نحر روحك.



    (8)
    نوم اليقظة


    هل جرّب أحدكم النوم وهو مستيقظ ؟
    أن تنام، ولكنّ النوم لم يقوَ على أن يفصلك عن عالمك،
    عالم اليقظة.
    يحدث هذا في حالات القهر!
    فالتعبُ والإرهاق يفرضانِ عليك النومَ، والقهرُ يفرضُ
    عليك اليقظة... فتنام وأنت يقظ !!
    سبحان الله الذي أودع فينا الأضداد .. وسبحانه الذي
    يجعلنا نحيا رغم القهر الذي يحاصر اليقظة والنوم فينا !!



    (9)
    لماذا لا يرحمنا الله ؟


    في بعض الأحيان، نتساءل لماذا لا يرحمنا الله؟ لا يستجيب
    دعاءنا؟
    هل سألنا أنفسنا: ماذا قدّمنا نحن لله؟
    ماذا هيّأنا لأنفسنا من أسباب الرحمة؟!
    أستغرب كثيراً من أولئك الذين يعيشون في نِعَم الله، تحت
    سمائه وعلى أرضه ويستفيدون من شمسه، ويتمتّعون بالصِّحة
    والعافية وحُسْن القِوام، وكلّ تلك النِّعَم التي وهبها الله لهم،
    ثم لا يلتزمون عبادته، ولا يتحمّلون مشقّة طاعاته، ولا يراعون
    فرائضه.. ولا يسعون إلى رضاه ؟!
    ألا تتّفقون معي أنَّ هذا أمر عجيب ؟!



    (10)
    فلنصنع أقدارنا بأيدينا ..


    هي ليلة مباركة، يقوم بعض العباد بإحيائها بالدعاء
    والصلاة حتى الفجر، طمعاً في قضاء حاجة أو خوفاً من
    غضب أو رجاءً لمغفرة ... وما إلى ذلك من أسباب تختلف
    باختلاف حوائج البشر.
    أعتقد أنَّ فضل ليلة القدر لا يكمن فقط في الدعاء والصلاة ،
    بل بأن يجعلها الإنسان، محطّة انتفاضته وثورته على نفسه..
    فهي الليلة التي يقرّر فيها العبد أن يتوب عن معصية، أو يردع
    نفسه عن سلوك مُشين، أو ينوي نية صادقة، أو يعزم على تغيير
    رذيلة فيه.. هي الليلة التي يصنع الإنسان فيها قدره، ويشير
    إلى الله تعالى بأنّه قد غيّر قدره لكي يستجلب رحمته وتأييده
    وتسديده، لذلك يقول بعض العرفاء: «لا بدّ للإنسان أن تكون
    له ليلة قدر في حياته، وهي الليلة التي ينفض الإنسان عن نفسه
    غبار الغفلة والجهل والضلالة، ليلة يعود فيها إلى الله تعالى
    وإلى نفسه .. وليس بالضرورة أن تكون في شهر رمضان، في
    أي شهر يحدث هذا، فهي ليلة قدره .
    نعم، هي ليلة يصنع الإنسان فيها قدره.. فليرَ كلّ واحد فينا
    كيف يحيي تلك الليالي الفضيلة، لنستثمر تلك الليالي أفضل
    استثمار، بالتوبة والإنابة والتفكّر وطلب العلم والإنتاجية
    والنهضة لأجل تغيير واقعنا المتعب.
    ليلة القدر: ليلة نصنع فيها أقدارنا.. اللهم سدّدنا لذلك ..
    فالأمة التي لا تعرف كيف تصنع قدرها، أمّة ضائعة.. لن يجود
    عليها الزمن بأفضل الأوقات.
    أحبّتي: ليالي قدر مباركة .. وأقدار عظيمة تنتظرنا ..
    فلنسارع إليها.
    فليقرأ كلّ واحد منّا كتاب حياته جيداً، ويحلّل أحداثه
    ووقائعه، ويسأل نفسه: لماذا حدث كلّ هذا؟ ثم يمسك قلماً
    ويبدأ بالكتابة من جديد، يكتب له قدراً جديداً لعلّ السماء
    تكتب له سلاماً عند مطلع الفجر.



    (11)
    الموت.. رسول الله إلينا..

    هناك أشياء لا يمكن أن تُقال ولا يمكن أن تُكتب .. هي
    تُستشعر!! مشاعرنا فقط قادرة على أستيعابها، وقادرة على
    النطق بها، بكاءً في بعض الأحيان، وصمتاً في أحيان أخرى.
    الموت.. واحد من تلك الأشياء.
    فلنَحْتَرِمْه.. لأنّه رسول الله إلينا.
    وقلّة مَنْ يفهم رسالته ويستشعرها.



    (12)
    إلى عيون أحمد البريئة !!


    على قارعة طرقات الوجع الإنسانيّ، رأيته.. في العاشرة
    من عمره، نحيفاً.. أسمرَ.. حزيناً، يحمل في يده كيساً للعلكة
    يبيعها للمارة ليشتري بثمنها عشاءً لأسرته في إحدى مخيّمات
    أربيل للنازحين السوريين!!
    أعجبني إصراره على العمل بدل التسوّل، وأفجعتني
    قساوة الهمّ المرتسم على مُحيّاه في أروع لوحة للعوز البشري
    المتشرّب طفولة صبي يفترش أرض الغربة لأنّ وطنه لم يعد
    قادراً على منحه الأمان بعد أن قُتلت أخته وشُرّدت عائلته.
    مَنِ المسؤول؟!
    مَنْ سيقف أمام قاضي السماوات والأرض في محكمة
    العدل، ليجيب عما يحدث لأحمد وآلافٍ أمثاله من الأطفال
    في سوريا والعراق.. وفي عالمنا العربي والإسلامي..
    الآلاف من أمثال أحمد غير المرئيّين وغير المعروفين لنا.. ننساهم
    ونحن نفترش موائد طعامنا، ونرسم لأطفالنا شكل أحلامهم.
    البراءة في عينيّ أحمد، تدغدغ الهمّ في داخلي.. وتجعله
    ينتحب لأحمد في العراق، وأحمد في سوريا، وأحمد في
    فلسطين، وأحمد في مصر، وأحمد في اليمن ، وأحمد في
    ليبيا... فإلى متى يبقى الأحمديون، يفترشون طرقات العوز
    والهمّ بأيدٍ صغيرة وأحلام بريئة ويلتحفون السماء بأملٍ منكسر
    يخشى أن يُعلن عن نفسه



    (13)
    مَنْ يمنح الأمان؟!


    همست لي إحداهنّ: ما تريده الواحدة منا، هو أن يشعرها
    (رجلها) بالأمان !! وهي تنصرف مبتعدة عنّي، أحسست أنّ
    هذه المعادلة خاطئة..
    ما يشعرنا بالأمان هو وجود الله في دواخلنا..
    الله مَنْ يمنح الأمان.. لا أحد سواه.



    (14)
    الحبّ.. قيمة الحياة


    في يومٍ ما .. في مكان ما .. ذات لحظة ما ..
    ندرك بأنّ الحياة صغيرة.. بقدر حبّة حمّص.
    كما ندرك بأنَّ قيمتها عظيمة.. كما الحبّ.
    ولكن الفاصلة بين هذه اللحظة التي نعيشها الآن، ومجيء
    تلك اللحظة فاصلة قيمتها كقيمة الحبّ وحجمها بحجم حبّة
    الحمّص..
    ويبقى إدراك البعض لذلك بحجم حبة الحمّص..
    فيما يدرك البعض الآخر ذلك بحجم الحبّ الذي يملأ
    الكون.



    (15)
    حالنا.. بمعايير الآخرين


    عندما يسألنا الآخرون عن حالنا، نجيب: بخير.. على ما يرام.
    يا ترى كيف نحدّد الـ (المايرام) ؟ هل بمعايير الآخرين.. أي
    ما يعتقده الآخررون أنّه (ما يرام) ؟ أم ما نشعر نحن بأنّه
    (مايرام)؟!
    ولماذا نفقد في غالب الأحيان الشجاعة بأن نُصرّح
    بحقيقة حالنا فيما إذا كنّا على غير ما يرام؟!!



    (16)
    عندما ينفد مخزون الدمع في المآقي


    قد نجد في بعض الأحيان، رغبة في البكاء.. لا لشيء،
    سوى الشعور بأنّ القهر يتربّع اليسار من الجهة العليا
    لصدورنا!
    وفي تلك اللحظة نفسها، ندرك بأنّ مخزون الدمع في مآقينا
    قد نفد!
    حينها نحتاج إلى قوّة عظمى تمدّنا بالحياة من جديد..
    الله مَنْ يفعل ذلك!!



    (17)
    لحظة يتوقّف فيها الزمن


    عندما يتوقّف الزمن فينا في لحظة ما.. سندرك، أيّ نوع من
    المؤلفين والمخرجين نحن!!
    لأنّ تلك اللحظة هي بداية عرض الفيلم الذي أنتجناه!!



    (18)
    اجعل من نفسك أمّة..


    قرار واحد قد يغيّر مسير حياة أمّة..
    فيما إذا استطاع صاحبه أن يجعل من نفسه أمّة !!



    (19)
    منحة إلهية


    المطر، منحة إلهية.
    إذا عرفنا كيف نفتح له درب الخير.
    نعتذر، فكلّ شوارع قلوبنا بلا مجارٍ!!



    (20)
    عطاءٌ بلا مأوى


    عندما تهطل الأمطار، ترتسم أمامي صورتان:
    الأولى: عطاء السماء للأرض،
    والثانية: ذعر فقراء الأرض.. فلم يَعُدْ لهم مأوى!!



    (21)
    الوجع الغامض


    هناك وجع في داخل كلِّ إنسان، غامض غموض الإحساس
    به.. لا يدركه إلا مرهفو المشاعر.



    (22)
    رياضة لا يحتويها زمن!


    يضيق الصّدر أحياناً، لا نعرف لماذا..
    قد نغتصب من الزمن، فرحة، فلا نسعدُ بها ولا ندري لماذا..
    نلتقي بأناس نحبّهم، ولكنّنا نبقى نشعر بالفراغ..
    ننتظر قدوم الفجر.. وعندما يأتي نشعر برغبة جارفة للنوم..
    ننام فتقلقنا أحلامنا، لأنّها دوماً تضلّ الطريق عند الصباح..
    نصبح.. ونضحى، ونمسي.. ونمسي ونصبح.
    تلك رياضة الزمن فينا!!
    ورياضتنا، لا يحتويها زمن!!



    (23)
    قيمة الإنسان ما يحسنه


    ممّا تعلّمناه: قيمة كلّ إنسان ما يحسنه أو يُتْقِنه.
    فويلٌ لمن لا يحسن أو يُتْقِن شيئاً.



    (24)
    كلّ جمعة.. وأنتم عيد لمن حولكم


    جيم.. جمع للعائلة.
    ميم.. محبّة للجميع.
    عين.. عيد المسلمين.
    هاء.. هداية للنفوس.
    فمن كان مسلماً حقاً، فليحبّ الجميع ليمسيَ عندَها سبباً
    لهداية الجميع وعيداً لجمع محبّيه وأهله.. سيكون هو جمعة
    للزمن الذي يحيا فيه.
    كلّ جمعة.. وأنتم عيد لمن حولكم.



    (25)
    صفات الأنبياء للاستمرار في الحياة


    نحتاج في بعض الأحيان إلى صبر أيوب، وحِلْم إبراهيم
    وكظم غيظ نوح، وتسامح محمد..
    حتى نتمكّن من الاستمرار في الحياة.



    (26)
    أزمة تواصل!

    نحتاج إلى الإحساس بصدق مشاعر الناس، كما يحتاج
    الناس إلى الإحساس بعفويّتنا وطيبة قلوبنا.
    أعتقد، هناك أزمة تواصل !!



    (27)
    الحاجة إلى المحبّة

    ما يحتاجه البعض منّا، في بعض الأحيان.. هو الإحساس
    ببعض المحبة تُجاه البعض الآخر..
    لأنّ البعض الآخر، يظنّ أنّ بعض المحبّة، لا تأتي إلا من
    الأنبياء!!



    (28)
    الإنسانية.. احترامٌ للإنسانية


    الإنسانية، لا تعني أنّك إنسان.
    بل تعني، أن تشعر بإنسانيّة الآخر.. مهما كان لونه أو عرقه
    أو حَسَبُه أو دينه أو الجغرافية التي ينتمي إليها.
    الإنسانية، لا تعني بأنّك تشعر بإنسانيّة الآخر، بقدر ما تعني
    احترام تلك الإنسانية.
    ذلك ما شعرت به وأنا أعبر المياه التي أحاطت بيوت
    الفقراء، أعبرها بمساعدة امرأة من ذلك العالم، كانت تسعى
    أنْ تحافظ عليّ من السقوط في تلك المياه، المياه التي تحاصر
    بيتها وبيوت جيرانها كما تحاصرنا الرغبة بالاشمئزاز كلّما
    مررنا بالقرب من تلك الأحياء.
    يا ترى أيّ منّا يستشعر بإنسانيّته أكثر؟!
    أنا التي جئت إليها أواسيها بشيءٍ من المعونات، أم هي التي
    أصرّت على أن تحافظ عليّ من السقوط في المياه؟ وفقدت
    في سبيل ذلك ما يحمي قدميها من غدر المياه!!



    (29)
    لحظات نعجز فيها على الاتّعاظ..

    أصعب لحظة تمرّ بحياتنا عندما نرى دمعاً في عيني طفل..
    والأصعب منها، أننا نعجز عن تداركها!
    أثقل لحظة تمرّ علينا، عندما نرى بيتاً يُهدم على رؤوس
    أصحابه، ونعجز عن رفع الأنقاض عنهم!!
    وأقسى صورة يمكن أن تختزنها الذاكرة، صورة انحناء
    الزمن في ظهر امرأة، ما عادت تعرف طريق العودة..
    والأدهى من كلّ هذا.. هو أنّنا نعجز عن الاتّعاظ!!



    (30)
    الكبسولة الناجعة

    في بعض الأحيان، يضيق الصدر دون أن نعرف لذلك سبباً!!
    وحتى لو عرفنا السبب، فماذا سنفعل؟!!
    القدرة على الصبر، هي الكبسولة الناجعة لمثل هذه الحالات.
    محرّك تلك القدرة: حجم وجود الله في دواخلنا.



    (31)
    بلد الفقراء... بلد المصالح

    أشعر بالغثيان.. لأنّني أنتمي إلى بلدٍ لا أشعر فيه بالتديّن
    ولا بالإنسانيّة !
    فالربُّ هنا، المصالح ..
    أنا أنتمي إلى بلد الأصنام والخوف..
    إلى بلد الفقراء الذين عجز الأنبياء عن الوصول إلى
    منازلهم، لأنّهم بلا مأوى.. فظلّ الأنبياء يطوفون حول أنفسهم
    ثم عادوا بعطاياهم تعلوهم الحسرة.. فلا نبوّة بدون عطاء!!



    (32)
    العميان في زمن الطوفان

    مؤلم، أن تكون أنت البصير في عالم العميان!!
    كما هو مؤلم، أن تكون أعمى في زمن الطوفان!!



    (33)
    للحياة ألوان أخرى..

    كم هو مؤلم، عندما يمضي العمر، دون أن يهمس أحدهم
    في أذنك بكلمة حبّ أو يجعلك تشعر بدفء مشاعره..
    يجعلك تدرك أنّ للحياة ألواناً أخرى، غير اللوم والتوبيخ
    والتأنيب.
    عندها ستفهم، لماذا قالوا: «الكلمة الطيّبة، صدقة !!»



    (34)
    شعور الغربة

    بصدق: هل شعرتم يوماً بفجوة تفصل بين أرواحكم
    وأجسادكم ؟!
    كأنّما تلك الروح ترفض الركود في ذلك القالب الجسدي،
    في حين أنّ الجسد يحكم من قبضته ويزيد من قساوة قضبانه!!
    إن شعرتم بذلك، فهذا يعني أنّ الغربة تحكم قبضتها على
    المصير!!



    (35)
    توقيع الزمن

    عندما سقط القلم من يدها، تبعثر حبره على قارعة الطريق..
    أسرع الزمن ليرسم توقيعه خلف خطواتها !!



    (36)
    أمي.. قدّيسة المحراب

    من شعاع عينيها، نسجتُ ثوب الحياة..
    ولأنّها قديسة .. فسأقضي في محرابها، كلّ ما فاتني من
    صلاة.
    هي، أمي!!



    (37)
    منسيّة

    في زاوية للزمن، كانت منسيّة.. وضعت جنينها.
    جاء مشلولاً، لأنّ القابلة نسيت مقصّها في أحشاء أمّه !!



    (38)
    الوجود.. امرأة

    الوجود: امرأة.
    فلنرَ كيف نرسم معالم وجودنا.



    (39)
    وتبقى هي تنتظر..

    لملمت جدائل أحزانها تحت خمارها..
    سارت مبتعدة، فقافلة الوجع تنتظرها لتنطلق بها إلى حيث
    الزمن الذي سيؤرّخ مسيرتها.
    لم تكن تعلم، بأنّه سبقها إلى هناك، ليغيّر علامات الطريق
    فيضلّ الزمن الاتجاه وتبقى هي تنتظر.. يطول الانتظار ويطول
    بحث الزمن عنها في الاتجاه المغاير.. تبقى تنتظر، حتى تقرّر
    العودة.



    (40)
    نهاية العام.. ما بين الأمل والخيبة

    في نهاية كل عام، يداعبني شعور غامض..
    يتأرجج ما بين الأمل بعام أفضل والخيبة من عام سيكرّر
    نفسه!
    ما زالت تلك الأرجوحة تغلق عليّ منافذ الرؤية !!



    (41)
    هنيئاً لك..

    قالت لها صديقتها ذات يوم: هنيئاً لكِ، زوجك رومانسيّ..
    كلامه مثل العسل وابتسامته أعذب من الشهد.
    عادت إلى ذاكرتها المتعبة، عمّن تتحدّث هذه الصديقة؟
    هي لا تعرف شخصاً بهذه المواصفات.
    وحينها أدركت لماذا قالوا: إنّ الله يسأل أول ما يسأل
    الرجل، عن أهل بيته !!



    (42)
    همّها... مقدار ما يملك

    كان جلّ همّها، أن تجده.. صديقاً، خطيباً، عريساً..
    الشيء الهام هو أن يأتي، يملأ فراغ الروح والزمن..
    وعندما جاء، أصبح كلّ همّها، مقدار ما يملك !!



    (43)
    سقوط القناع

    عندما سقط قناعه على قارعة الطريق، تكوّر إسفلت
    الشارع..
    لم يعد صالحاً للسير.. فجميع المركبات غيَّرت اتجاهها!
    وحدَها، بقيت متجاهلةً ، فقد اعتادت على رؤية وجهه
    بدون قناع !



    (44)
    الثقة

    لم تلقِ أم موسى رضيعها في اليمّ،
    إنّما اليمّ مَنْ ألقى إليها أمانه.. لأنَّها وثقت بصاحب اليم!!



    (45)
    سرعة الزمن

    الزمن، كالحبّ ..
    يمرّ سريعاً، لا نستشعره إلا بعد رحيله !!



    (46)
    لأجلهم..

    كانت تعمل، تهتم.. تراعي مشاعر.. تكتم حزنها، تغادر
    رغباتها، لأجلهم.
    عندما كبرت، سكنتها الرغبة بأن تجد مَنْ يهتم بها، لم يعد
    هناك من يبالي !!



    (47)
    رحيل القمر

    قيامةٌ قامت قبل يقظتها، عندما وقفت قائمة على قدميها
    تقود قطيع أحلامها إلى حيث قافلة تعتزم السفر للتجارة، وإذا
    بقطيع قطّاع طرق يقطع طريقها ليصلب تلك الأحلام على
    لائحة قوانين الرقيق..
    تقطّعت أنفاسها وهي تنتفض في فراشها خوفاً من تلك
    القيامة ، وبعد أن فتحت عينيها ، رأت القمر راحلاً معلناً قدوم
    قيامة أخرى.. فقد كانت لائحة قوانين البشر.. تنتظرها لتصلب
    عليها قوافي الوجع !!



    ​(48)
    بوحٌ..

    سألها الفيس: ما هي أخبارك؟!
    ولأنّ هذه هي المرّة الأولى التي يهتمّ بها أحد ويسألها،
    شعرت برغبة جارفة للبكاء، لم تعرف بما تجيبه..
    ولكن العاطفة كانت أقوى.
    أخذت تكتب.. تكتب.. تكتب.. تبوح بما في داخلها، تعبّر
    عن ذاتها..
    وفجأة!!
    سقطت مغشيّاً عليها .. إثر دخان علا المكان بعد احتراق
    جهاز حاسوبها !!



    (49)
    تَعَثُّر

    أسرع في السير عندما رآه .. هؤلاء الأطفال القذرون
    يعكّرون مزاجه كما يعكّرون صفو الحياة.
    اقترب منه الصغير، خرجت بعض الحروف من فمه، ضاعت
    في صخب الأنا الممتدّة في فضاءات المكان والزمان..
    سقطت الحروف على الإسفلت الأسود ، تركت نتوءات
    رمادية على وجه الشارع.. تعثّرت قدماه في اليوم التالي بها
    وهو يتخطّاها مسرعاً إلى بيته..
    أسرع الطفل القذر ليمسك يده ويساعده على النهوض فيما
    كان الإسفلت الأسود يندب حظّه .



    (50)
    قرارٌ حاسم

    في اللحظة التي قرّرت أن يكون لها قرارٌ حاسمٌ بشأن حسم
    تخاذلها المستمرّ دوماً..
    كان المذياع يعلن صدور مرسوم، يقضي بإلغاء كلّ قرار
    حاسم يشكّل خطراً على حياة النساء !!



    (51)
    سجينان

    في كلِّ مرّة تفتح فيها نافذة شرفتها.. تسمع تغريدة ذلك
    العصفور تداعب أحزانها ..
    لم تكن تعلم بأنّ العصفور كان يغرّد فقط حين تفتح هي
    نافذتها، لأنّه من وراء قضبان قفصه كان يرى قضبان قفصها !



    (52)
    سماء، طائرة، ثمن

    من فوائد السماء، أنّها فضاء واسع لاحتواء حجم الطائرات..
    ومن خصائص الطائرة، أنّها تختزل المسافات البعيدة لتقرّبها
    في رحلة مدفوعة الثمن..
    فلا ندري أنشكر السماء أم الطائرة أم الثمن؟



    (53)
    ولادة النور

    عندما ولد النور في ربيع الأول.. أمسى الربيع فصلاً دائماً
    لزمن مُحمد (ص)
    وعندما بُعث مُحمد (ص) ، نوراً ورحمة للعالمين، أمسى
    الربيع زمن القلوب كلّها..
    وفي القلوب كان عرش محمد (ص)!!
    فأين هي أمّة محمد ؟!



    (54)
    أحبك يا رسول الله


    لنا حياتان:
    الأولى: الفيسولوجية وسببها الوالدان.
    الثانية: الرّوحية وسببها محمّد . (ص)
    الأولى: قصيرة / محدودة / مقيّدة / ضيّقة / فانية.
    الثانية: خالدة / لا حدود لها / حرّة / لا نهاية لها / من
    تعطي لنا قيمة في الأولى.
    لذلك أحبّك يا رسولَ الله يا محمّد (ص) .. أكثر من أيِّ
    شخص آخر.



    (55)
    محراب الفقراء

    عندما يتربّع الوجع على عرش القلب... فاعلم أنّك أمسيت
    محراباً لصلاة الفقراء.



    (56)
    مطر

    مطر.. مطر.. مطر، هكذا أنشد «السيّاب » في السَّحَر...
    مطر.. مطر.. مطر، تجمعه جدّتي في نيسان لخير البشر..
    مطر.. مطر.. مطر، ينتظره العباد أملاً بربيع القدر..
    فما بالك يا مطر، أمسيت وبالاً على أهلي من ذوي العوز
    والفقر؟ !!



    (57)
    عطاء الشمس

    جميل عندما تجد الشمس تحيّيك كلَّ صباح..
    هي المخلوق الوحيد الذي لا يتعب من العطاء والابتسامة..
    هي الكائن الوحيد الذي لا يفرِّق في عطائه بين أسود
    وأبيض ومسلم وبوذي وصغير وكبير وكردي وعربي ..
    هي تعطي فقط ..
    فكم واحد فينا، شكر الشمس في غدوها صباحاً وأثنى
    عليها في غروبها مساء..
    كلّنا يتغنّى بالقمر، مع علمنا أنّه انعكاس لضوئها !!



    (58)
    على عجل..

    نهض مبكراً.. مستعجلاً، صرخ: فطوري..
    قميصي.. حذائي.. سيّارتي، كلّ ذلك كان على عجل..
    عاد من عمله مستعجلاً.. صرخ: غدائي على عجل، نام
    على عجل، صلّى على عجل.. تحدّث مع أولاده على عجل..
    لا يوجد لديه وقت..
    عندما أجلس على جهاز حاسوبه .. تفاعل معه لساعات
    طويلة فلا داعي للعجل.
    هكذا هم غالبية القوم !!



    (59)
    الكبريت الأحمر

    جميل أن تكون هناك قلوب تخفق بحبك وتفكر في
    إسعادك..
    نادرة هي كما الكبريت الأحمر..
    مصداق هي إلى (آلاء ربك) .. فمَنْ وجدها فليحرص
    عليها ..



    (60)
    كان لديها وقتٌ

    عندما قالوا لها: شاركي في منتدى ثقافي، قالت: لا وقت
    لديّ.
    قالوا: أنت مدعوّة إلى ندوة علمية، قالت: لا أستطيع ترك
    الأولاد وَحْدَهم.
    قالوا: هذا كتاب، قالت: أعمال المنزل تأخذ منّي كلّ الوقت
    والجهد.
    قالوا: تابعي أحداث العالم، قالت: تشغلني أحداث الأسرة.
    ولكن..
    كانت بارعة في تدوين أحداث الحارة والجيران، وناطقاً
    إعلاميّاً جيّداً لأخبار الصويحبات، ومسجّلاً بارعاً لخطايا
    الفتيات، ومؤرّخاً ذكيّاً لكلّ عثرات الأصحاب..
    كان لديها وقت !!



    (61)
    إلى حيث لا زمن..

    في بعض الأحيان نشعر برغبة جارفة للابتعاد..
    يقودنا الحنين إلى طفولتنا البريئة..
    واللعب مع الأصحاب في باحة الدار.
    ذلك الدار الذي نتمنّى الآن أن نختبئ تحت ظله المنكسر!
    كم هو جميل، أن نغادر زمننا إلى حيث لا زمن.. ولا أحد.
    لأنّ ولا (أحد)، يمكن أن يكون زمنك !!



    (62)
    ذكاءُ الحياة

    يعجبني في الحياة، ذكاؤها.. فهي تجيد كيف تعطي لكلّ
    إنسان استحقاقه..
    وما يدهشني في الإنسان، أنّه لا يفهم الدرس بسهولة !!



    (63)
    صباح الخير لإنسان الخير

    نقول: صباح الخير.. فيا ترى هل هناك صباح لا خير فيه..
    ونقول: مساء الخير، فهل يمكن أن يكون هناك مساء لا خير
    فيه..
    كلّ الأزمان هي خير..
    لنقل: صباح إنسان الخير..



    (64)
    هجرة إلى الأعماق

    نحتاج في بعض الأوقات، النزوح إلى الداخل..
    الهجرة إلى الأعماق.. لنقرأ بصمت وهدوء مدّونات غلّفها
    النسيان!!
    ولكن المشكلة تكمن، في أنّنا قد لا نرغب بعدها بالعودة.
    فيستوطن المنفى فينا..



    (65)
    سكون الحياة

    مؤلم أن يجعلك الموت تفقد عزيزاً..
    والأشدّ إيلاماً، أن تجعلك الحياة تفقد عزيزاً!!
    والأوجع من كلّ ذلك .. أن تضيع ما بين ضجّة الموت
    وسكون الحياة !!



    (66)
    ممكن..

    كلّ ما يمكن أن يحدث، هو ممكن!!
    وكلّ ما حدث ممكن أن يحدث ثانية!!
    ولكن الذي لا يمكن هو إمكانية تطابق ردّ فعلك تجاه
    الممكنات.



    (67)
    ليلة الجمعة

    ليلة الجمعة، تتكرّر كلّ ستة أيام..
    ولكن الذي لا يتكرّر، لحظة صفاء يسجد فيها القلب فيزهر
    العالم من حوله.. حبّاً وسلاماً..
    السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
    السلام علينا وعلى عباد الله جميعاً، على أمل أن يصبحوا
    صالحين !!



    (68)
    الصمت المقدّس

    تارة، الصمت خيار مقدّس.
    وتارة أخرى، هو بديلٌ لا مفرّ منه!
    وفي كلا الحالتَيْن، هو أجمل مستحضرات الزينة التي
    نضعها على وجوهنا.. لأنّه الأقدر على إخفاء جراحنا !



    (69)
    أين الموحّدون؟

    علّمونا صغاراً: قل هو الله.
    أخبرونا أن نتلوها في خمسة أوقات: قل هو الله أحد..
    عندما كبرنا، عَلِمْنا أنّ هذا يُسمَّى: التوحيد..
    خنقتنا الحيرة: أين إذاً الموحدون؟!!



    (70)
    باسم الله..

    الأنبياء جاؤوا لكي يعرّفونا بالله..
    الله الذي يسكن قلوبنا وعقولنا وأرواحنا ، الله الذي يريد
    منّا أن نحبّ الناس ونحمي الضعفاء ونساعد المحتاج ونرحم
    ونسامح وننشر الخير والفضيلة..
    فإذا بالله أصبح بأيدي أناس لا يعرفونه رمزاً للقوة والقسوة
    والعنف..
    يقتلون بأسم الله، ويسرقون بأسم الله، ويحكمون العالم
    بقبضةٍ من حديد ونار بأسم الله .. كلُّ أحاديثهم وأفعالهم
    بأسم الله .. لأنّهم عباده المخلصون وأمناؤه على دينه !!
    لذلك أشعر بأنّ أنبياء الله يرنون إلينا من علياء السماء .. لعلّنا
    نعود إلى ربهم ودينهم.



    (71)
    الوطن.. هو الحياة

    الوطن.. ليس مساحة ترابية تختصر تأريخ حياتنا.
    بل هو الحياة.. يفترش الوجود فينا!
    فكلما كبر الوجود فينا، كبر الوطن!!



    (72)
    يوم القيامة

    في لحظة واحدة انقلبت موازين القوى!!
    احترق الكون، وتصاعد دخانه إلى السماء ليتحدّى سَمْكَها
    فيسقط على الجبال التي أمست كالعهن المنفوش .. وباتت
    الأرض بلا رواسٍ فمادت بسكانها!!
    والسكان من فزعٍ يومئذٍ وجلون.. يفرّ الواحد فيهم من أمه
    وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤويه.. (أنا أعلم أنّ كلّ
    ذلك سيحدث ولكنّي أرجو أن أجد شيئاً آخر)..
    أن يكون السيناريو هكذا:
    هي لحظة واحدة.. ويمسي الكون بحِلْية أخرى، تفتح السماء
    أبوابها لنرى ما تحويه من أسرار وعجائب.. سنرى بين أضلعها
    وجوه من نحبّ.. تبتسم لنا!
    ستبدّل الأرض ثوبها، بواحدٍ آخر.. لا أعرف لونه أو كنهه، لكنّي
    واثقة بأنّه سيكون أجمل من ثوبها الأول!
    هي لحظة واحدة.. يأمن فيها القلب من ذلك الفزع الأكبر،
    ثم يلتقي بالحبيب..
    هي لحظة واحدة.. ونقف بين يديه ، نذرف عنده دموع
    العمر كلّها.. أحزانه وهمومه.. وسيجعلنا ننسى..
    فعنده هو فقط يمكن أن ننسى..




    (73)
    الحياة.. فرصة

    يعتقد البعض أنّ أيامه القليلة في الحياة، ساحة لاستعراض
    ذاته العضلية وفرض وجوده بقوّة الإجبار والإكراه.
    مساكينُ.. ذات يوم سيكتشفون أن الحياة ، فرصة جميلة
    للعيش بحبٍّ وسلام، ولكن متأخراً!
    عندما تضيع منهم الحياة وكلّ فرص العودة والتعويض !!



    (74)
    حقيبة سفر

    عندما نحمل العمر، حقيبة سفر..
    لنحرص ، أن لا يسقط منها ما نحتاجه عند الوصول إلى
    المقصد.



    (75)
    خوفٌ

    في داخل كلّ واحد منّا، تكمن عقدة الخوف..
    الخوف من الماضي أن يكرّر ذاته في مرآة الحاضر!
    الخوف من الحاضر، أن يصادر منّا ما قبضناه من الحياة
    بِشِقِّ الأنْفُس !
    الخوف من المستقبل، أن لا يأتي كما نريد!
    الخوف، هو رفيق خطواتنا، الحاضر على طول مسيرتنا!
    يا ترى لو كان الله حاضراً في وجدان مسيرتنا، هل سيبقى
    للخوف وجودٌ؟



    (76)
    هل تحبّني؟

    سألت زوجها: هل تحبّني؟
    أجاب: نعم.
    تابعت: كيف تثبت ذلك؟
    قال: إذا أصغيتِ جيداً لما أريد، سوف تدركين مقدار حبي
    لك.
    تساءلت: أنا أفهم أن الإصغاء لما يقال.
    أكّد: ولكنّي أفهمه لما أريد!
    تمرّ السنون، وما زالت حائرة لا تعلم: هل يحبُّها؟ وما هو
    دليله؟



    (77)
    صمت

    في بعض الأحيان، نشعر بأننا بحاجة إلى قلب يسمعنا قبل
    الأذن!
    ولكن ندرك بعد حين بأنّه لا يوجد هناك قلب يمكن أن
    يتّسع لكلّ ما سيُقال، فنلوي أعناقنا ونختار الصمت..
    فيعجز الصمت عن احتوائنا !!



    (78)
    أقدارٌ تسير بنا

    تسير بنا الأقدار، لا قدرة على تغيير هذا..
    لذلك علينا أن نسير معها كعاشق ، ينظر إلى ما يأتي به
    معشوقه بعين الرضا ويبحث دوماً عن مبرّرات لتصرفاته كي
    يبقى يعشقه.



    (79)
    لحظة من العمر

    كلّ لحظة من العمر تمرّ لها قيمتها الخاصة.
    فلنحرص على أن لا تضيع أيّة قيمة منّا..
    لأنّ مجموع تلك القيم، من سيصنع الفرق بين حياتي
    وحياتك.



    (80)
    حبّ وثقة

    عندما قاد اليمُّ، صندوقاً يحتضن رضيعاً، إلى شاطئ الملك.
    كان هناك قلب امرأة ينبض بالحبّ ، فرش له بساط
    الأمن ليكبر في قصر كان من المفترض أن يكون رمسه .
    ثقة أم الرضيع بالله، وحبّ زوجة الطاغية.. مَن أنقذ نبيّاً !
    فلنتعلّم كيف نضع ثقتنا بالله .. وكيف يكون حبناً سبباً للحياة !



    (81)
    صمتٌ

    مؤلم أن تتّخذ (الصمت) خياراً لك، لتخبرهم بأنّك مجروح.
    والأشد إيلاماً.. أنّهم لا يجيدون الإصغاء.



    (82)
    عطايا الحياة

    من جمال الحياة ، أنّها تغمرنا بعطاياها من حينٍ إلى آخر.
    وأجمل تلك العطايا ، أناس يجعلونك تغمس جمالهم في
    كوب وجعك، فتثملُ صبراً !



    (83)
    سؤال فقهيّ

    طوى سجّادته وأخذ يداعب مِسْبحته، كان متيقّناً أنّه أقامها
    على أفضل ما يرام..
    ولكنّه لم ينتبه إلى تلك الدّماء التي لوّثت ثوبه، تلك الدّماء
    التي سالت من القلب الذي ذبحه قبل قليل بسكّين قسوته
    ونسي أن يقرأ عليه الفاتحة !!
    سؤال فقهي: هل الدّماء التي تسيل من القلوب، تنجّس
    ثوب الصلاة؟ !!



    (84)
    معجزة

    عندما ينتظر الناس معجزة، لتغيّر أحوالهم.
    أنتظرك، تنبضُ في قلبي لأكون أنا المعجزة!!
    لأنّي ظلّك على الأرض.



    (85)
    حلم

    كلُّ حلم سيتحوّل إلى حقيقة إذا آمن به صاحبه.
    ما ينقصنا هو الإيمان بأحلامنا وشيء من الثقة بالله.
    ستنبض كلّ أحلامنا بالحياة.



    (86)
    انقراض الإنسان

    سؤال: ما هو الفرق بين الإنسان وباقي الحيوانات؟!
    سمعناه ونحن صغارٌ في المدرسة...
    واعتقدنا حينها بأنّنا نعرف الإجابة.
    وعندما كبرنا، أدركنا كم كنّا جهلاء ونحن صغار.
    وكلّما توغّلنا في الزمن قدماً، أدركنا كم كانت الإجابات
    المدرسية خاطئة.
    فيجب إعادة صياغة السؤال: ما الذي يميّز الحيوان عمّا
    يُسمّى ب (الإنسان)؟!
    أفيقوا... فما يُسمّى بـ (الإنسان)، في مرحلة (الانقراض).!



    (87)
    قلوبٌ نابضة بالخير

    رغم قسوة الحياة وتحدّياتها المتراكمة..
    فوجود قلوب من حولك تنبض بالحبّ والعطاء، يجعلك
    تزداد تمسّكاً بها.
    فلكلّ تلك القلوب الطيّبة النابضة بالخير، القلوب التي
    نستدفىء بها دوماً من صقيع الجراح .. أرفع قبعتي حبّاً
    وإجلالاً لها..
    تلك القلوب التي تستعدّ لتكون عرش الله.



    يتبع ....

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال