حين نتحدث عن تحقيقات الطب الشرعي، فأحد أفضل الاستراتيجيات التي تتبعها هي إعادة بناء مسرح الجريمة. وتُسمّى هذه العملية بشكل عام “تنميط الجاني” وهي أداة تحقيق سلوكية تساعد المحققين في التنبؤ، وتحديد أنماط دقيقة لمواصفات الجرائم، والجناة المجهولين.
ومع ذلك، فإن العملية الفعلية لإعادة تمثيل كيفية وقوع الجريمة تنطوي على علوم معقدة. وتعد بقع وقطرات الدماء أحد الوسائل الهامة في الكشف عن ملابسات الجريمة. فيعرف خبراء الطب الشرعي أن بقع الدم لها نمط خاص، ويمكن للمحللين تتبع مصدر الدماء بتطبيق قوانين الفيزياء.
مؤخرًا، جعل علماء الفيزياء علم تحليل بقع الدم أكثر واقعية ودقة، وقد نشروا نتائجهم في مجلة “Physical Review Fluids”. تقدّم الورقة البحثية نموذجًا نظريًا لتحليل أنماط الدماء.
كيف يبدأ خبراء الطب الشرعي بتحليل بقع الدم؟
أول خطوة هي رصد بقع الدم، ومن ثم رصد حجمها، والتكرار، والمكان، والشكل. كذلك يجب الأخذ بالاعتبار عوامل أخرى، مثل ملمس السطح الذي تناثرت عليه قطرات الدماء؛ لتوفير بيانات كافية تساعد محللي الطب الشرعي في حساب سرعة تلك القطرات وأصلها ومنشأها، وتفسير أنماطها.
أما الخطوة التالية، فتكون بإيصال حبال أو خيوط من قطرات الدم الكبيرة وتتبع مسارات العودة إلى تلك النقطة التي تم حسابها عند منشأ القطرة. فاتجاه وزاوية قطرات الدم مفتاح أساسي في هذه العملية.
هذه الخطوط المستقيمة المتشكّلة من الخيوط ستتقاطع عند نقطة هامة، وهي النقطة التي تعبّر عن مكان الضحية وقت حدوث الجريمة. تتبع مسار قطرات الدم ليس مهمة سهلة، فهناك متغيرات يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل مقاومة الهواء وغيرها من العوامل الخارجية.
بعد إجراء عملية التحليل الدقيقة للدماء وغيرها من الأدلة المادية في مسرح الجريمة، فإنها توصل لطريقة قتل الضحية، وهو ما يساعد في التعرف على مرتكب الجريمة؛ بناء على تحليل نوع وطريقة الجريمة.
وبناء على نتائج التحليل الجنائي، يتم تحديد الجوانب المختلفة لشخصية المجرم من خلال خياراته قبل وأثناء وبعد وقوع الجريمة. يتم الجمع بين هذه المعلومات مع التفاصيل الأخرى ذات الصلة والأدلة المادية، ومن ثم مقارنتها بخصائص أنواع شخصية معروفة، والعقليات الشاذة المختلفة لتكوين وصف لأفعال للجاني.
ولفهم أوضح لعملية تحليل قطرات الدماء في مسرح الجريمة، يمكن مشاهدة مقطع الفيديو التالي، وقد تم شرح محتواه في سياق الكلام أعلاه.
الفيديو:Blood Stain Analysis | Calculating the Area of Convergence and the Area of Origin
المصدر
1 ، 2