علماء كبار أجازوا العمل وندموا عليه
على مقربة بضعة أيام وبضع حلقات من نهاية مسلسل عمر الفاروق الذي انتجته قناة آم.بي.سي واستنزف المال والجدل وأثار ضجة كبرى قبل بثه في العالم الإسلامي بسبب تقمص دور الفاروق عمر بن الخطاب أحد أكبر رجالات الإسلام في التاريخ والخليفة الراشد الثاني، بدأت الانتقادات تتهاطل على هذا العمل ليس من طرف الذين دعوا لمقاطعته من علماء الإسلام وإنما أيضا من الذين باركوا العمل وأفتوا بإمكانية تقمص دور الخليفة الراشد ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي، وقدموا شروطا خاصة ومنها أن يكون الممثل جديدا غير معروف، وأن لا يظهر مرة أخرى تلفزيونيا أو سينمائيا لمدة خمس سنوات على الأقل
المسلسل تاه خلال الكثير من حلقاته مع شخصيات بعضها غير موجودة أصلا، ونسي عمر بن الخطاب الذي اختصر صورته في كونه رجلا يحمل عصاه ويتجوّل في الأسواق لتفقد رعية حاول المسلسل أن يقول انها بنت حضارتها في الأسواق وليس خليفة فتح بلاد الروم وبلاد الفرس وشمال إفريقيا وأكمل حروب الردة التي بدأها الخليفة الأول أبو بكر الصديق، ووجد مؤلف العمل وليد سيف نفسه في ورطة بعد أن أكمل عمله باختلاق روايات غير موجودة في التاريخ محاولا عبر "كذبة" سيناريو اختلاق علاقة صداقة بين بلال الحبشي ووحشي الذي قتل حمزة بن عبد المطلب، محاولا تقديم رسالة الإسلام للبشرية، والغريب أن المسلسل أخذ الكثير من الحلقات لرواية علاقة لم تذكرها كتب التاريخ القديمة مثل سيرة بن هشام أو تاريخ الطبري، والمعاصرة إطلاقا، وأكيد أن الذي قرأ عبقرية عمر للراحل عباس محمود العقاد أو الفاروق لحسين هيكل أو حتى على هامش السيرة لطه حسين الذي يذكر فيها تاريخ عمر بن الخطاب لا يكاد يعرف الشخصية المعنية بمسلسل عمر الذي تبثه الكثير من القنوات ومنها القناة الجزائرية العمومية، والغريب أن الذين وافقوا على تشخيص صورة عمر بن الخطاب ربما لم يعلموا بأن في المسلسل أيضا تم تشخيص صورة بقية الخلفاء الراشدين، وهم أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وكلهم أخذوا مكانا هامشيا في المسلسل، الذي لا يمكن لمشاهده أن يرسخ تاريخ الإسلام في ذاكرته من خلال متابعته، كما حصل مع الكثير من المسلسلات القديمة وحتى مع الفيلم الخالد الرسالة، حيث كانت كل الأحداث تدور حول صاحب الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم الذي تم تغييبه بشكل غريب في مسلسل عمر حتى يجعلك تتخيل أن عبقرية عمر وبقية الصحابة موهبة من الله ولا علاقة لدور النبي في ذلك.