لم يكن اختيار الحكيم زعيما للتحالف الوطني العراق محظ صدفة، على خلاف المعادلة السائدة في العراق منذ تأسيس الدولة العراقيةوالتي انتجت زعماء ما يعرف اليوم بزعماء الصدفة والخدمة اللحظية حيث كان اختيار الحكيم زعيما للتحالف الوطني متوقعا لأسباب عدة كما يرى مراقبون لا للارث التاريخي الذي تمتلكه أسرته دينيا واجتماعيا وحتى سياسيا انما جاء نتيجة عوامل مهد لها الحكيم لنفسه مستفيدا من قراءة المستقبل والاستفادة من اخطاء الماضي والاعتراف بها كان احد اهم نقاط الشروع للانطلاق للامام, ناهيك عن منهجه السياسي التي غالبا ماتتسم بالبراغماتية والواقعية بعكس راديكاليته العقيدية والمذهبية التي اكتسبها من الاجواء التي عاشها دينيا.


مراقبون رأوا ان الحكيم اكثر من زعيم لكتلة سياسية عراقية انما هو جسر لادارة اكثر من ملف اقليميا ودوليا.

يقول في ذلك المحلل السياسي بسام الحسيني "الحكيم ممكن ان يكون جسرا بين التقاطعات الايرانية والاميركية وقد يكون البودقة التي تجتمع فيها نظرية امن البحار الخمسة بعد المقبولية التي يحظى بها عند محور الممانعة من جهة والمحور الاخر دعونا نسميه ما بعد الاطسي" ويضيف الحسيني ان الحكيم يجني ثمار ما اصر عليه من خطوات جريئة في الوقت الذي كانت الزعامات السياسية تحسب للصوت الانتخابي الف حساب فيما هو كان يخسر ليربح فالربح عنده منظور وغير منظور.

في سياق التوازنات التي يمكن ان يلعب الحكيم فيها ادورا مهمة يقول حسن راضي استاذ العلوم السياسية، اختيار الحكيم ممكن ان يعيد الثقة بين العراق وامتداده العربي كون الرجل لم يفرط يوما بانتمائه لعربوته ودائما كان يرسل تمسكه بقوميته ونسبه فيما كان للحكيم مقبولية لدى اوساط خليجية وهي الاهم من وجهة نظره كونها هي من تصنع القرار العربي.

ويبين راضي دفاعا عن رؤيته " خذ مثلا ذاك الاجتماع المطول بين الملك عبد الله ملك السعودية الراحل في وقت كان الاخير يعاني من وضع صحي مربك" ويشير راضي للحكيم وجهات نظر فرضها بقوة في لقاءاته مع امير قطر وتحديد المشترك واقناعه للاخرين بان العراق قوي ولا يمكن الرهان على ضعفه.

لم تقف التوازنات عند البعد الايراني والاميركي والخليجي بل تعدى الى الامم المتحدة المنظمة الام للعمل السياسي والانساني حيث لا شك ولا جدل ان تصريحات رجال هذه المنظمة لا يمكن عدها ترفا اعلاميا انما هي رسائل يقرؤها الجميع وان عبر في الكثير منها عن القلق المفرط.

يقول تعقيبا على هذا الراي " حسين الجنابي محلل سياسي "لم يك كوبيش ممثل الامين العام للامم المتحدة مجبرا على تبيان ان اختيار الحكيم زعيما للتحالف الوطني رسالة طيبة للامم المتحدة" مبينا ان هذا التصريح يبين حجم الضبابية التي تعانيها الامم المتحدة في تحركات صانع القرار وضياع البوصلة عنده في مواضيع المصالحة الوطنية ومرحلة ما بعد داعش.

الشيخ حسين الناصر "رجل دين" يرى في زعامة الحكيم للتحالف الوطني فرصة لتغطية المكون الشيعي سياسيا ودينيا فوجود المرجعية يمثل الغطاء الابوي للجميع لكن الغطاء السياسي تحتاجه الناس من ممثليهم وقواهم السياسية وبإمكان الحكيم بإرثه ومكانته ان يرمم العلاقة بين القوى السياسية والمرجعية التي اغلقت ابوابها وامتنعت عن الحديث السياسي وعادت لقراءة الاحداث من جديد وامام الحكيم دور مهم في اعادة الطبقة السياسية الى برانيات النجف.

اكبر التحديات عند الحكيم ليس المكون السني الذي يطمئن له دون وغيره ولا المكون الكردي الذي تربطه معهم علاقات تارخية جزء منها موروث ثقافي وديني وجزء اخر منها حسابات سياسية تصبح في مصلحة الهدوء السياسي انما التحدي الأكبر امامه هو وحدة الشيعة وجمع المتناقضين او المتضادين ان أردنا ترشيق المفردة بالحديث عن الصدر والمالكي فالحكيم وبحسب الباحث في الشان السياسي (جمعة علي ) لم يتعامل مع المالكي على انه كارت سياسي محترق انما ظل يقول في أوساطه الخاصة والعامة ان المالكي رجل له جمهوره وليس من مصلحة احد الا إعادة الأدوار السياسية له ومثال ذلك اعتراضه على قرار الغاء مناصب رئيس الجمهورية ، فيما قال الجمعة عن الحكيم والصدر "هما من جيل واحد ومن خط مرجعي واحد واختلفت رؤاهم للإصلاح واعتقد ان الحكيم قادر على تقديم رؤية إصلاحية تقنع الصدر الى مغادرة مفردة التخالف الوطني التي يكررها الى

مفردة التحالف الوطنيالخيمة الجامعة".

http://www.alsumaria.tv/mobile/news/...ع-والت/ar