.
مِن أينَ أتشربُ في عينيكِ الناعستينِ أعطبُ صمتكِ الآسر ؟
.
مِن أينَ للإغواءِ الآثمِ يحسمُ أمرهُ بسحرِ ما فيكِ يتبرجُ في أصابعكِ ؟
.
مِن أينَ أزيدُ في الوترِ الدائمِ المُؤنسِ وذرّاتِ روحكِ الصاخبة ؟
وَقُلْنَا لهَا أينَ أرْضُ العِراقِ..... فَقَالَتْ وَنحنُ بِتُرْبَانَ هَا
وَهَبّتْ بِحِسْمَى هُبُوبَ الدَّبُورِ..... مُستَقْبِلاتٍ مَهَبَّ الصَّبَا
رَوَامي الكِفَافِ وَكِبْدِ الوِهَادِ .....وَجَارِ البُوَيْرَةِ وَادي الغَضَى
وَجَابَتْ بُسَيْطَةَ جَوْبَ الرِّدَاءِ...... بَينَ النّعَامِ وَبَينَ المَهَا
إلى عُقْدَةِ الجَوْفِ حتى شَفَتْ..... بمَاءِ الجُرَاوِيّ بَعضَ الصّدَى
وَلاحَ لهَا صَوَرٌ وَالصّبَاحَ..... وَلاحَ الشَّغُورُ لهَا وَالضّحَى
لِتَعْلَمَ مِصْرُ وَمَنْ بالعِراقِ..... ومَنْ بالعَوَاصِمِ أنّي الفَتى
وَأنّي وَفَيْتُ وَأنّي أبَيْتُ .....وَأنّي عَتَوْتُ على مَنْ عَتَا
وَمَا كُلّ مَنْ قَالَ قَوْلاً وَفَى..... وَلا كُلُّ مَنْ سِيمَ خَسْفاً أبَى
وَلا بُدَّ للقَلْبِ مِنْ آلَةٍ .....وَرَأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصّفَا
وَمَنْ يَكُ قَلْبٌ كَقَلْبي لَهُ ......يَشُقُّ إلى العِزِّ قَلْبَ التَّوَى
وَكُلُّ طَرِيقٍ أتَاهُ الفَتَى .....على قَدَرِ الرِّجْلِ فيه الخُطَى
وَماذا بمِصْرَ مِنَ المُضْحِكاتِ..... وَلَكِنّهُ ضَحِكٌ كالبُكَا
بهَا نَبَطيٌّ مِنَ أهْلِ السّوَادِ..... يُدَرِّسُ أنْسَابَ أهْلِ الفَلا
فَمَا كانَ ذَلِكَ مَدْحاً لَهُ......وَلَكِنّهُ كانَ هَجْوَ الوَرَى
وَمَنْ جَهِلَتْ نَفْسُهُ قَدْرَهُ ......رَأى غَيرُهُ مِنْهُ مَا لا يَرَى
ألا كل ماشية ..المتنبي
وبها أرتلُ ملامحَ السّمراءِ في قدحٍ يجملُني أبا
.
حين يبدأ كلُّ شيئ بخفةِ الأشواقِ سأركضُ بداخلي وأنجو