طبيب عراقي يصنع كبداً من الخلايا الجذعية خارج جسم الإنسان
فتح باب الأمل لملايين المرضى حول العالم
بغداد – الصباح
نجح طبيب عراقي يدرس في بريطانيا، بتصنيع كبد خارج جسم الإنسان من خلايا جذعية تحت ظروف مختبرية، في انجاز أكاديمي وعلمي يفتح باب الأمل واسعا أمام ملايين المرضى الذين يعانون من عجز الكبد في العالم بشكل عام، والعراق على وجه الخصوص.
وقال الطبيب نوري حنون جاسم العجرش: إنه «تبنى مشروعاً دراسياً لتصنيع كبد قابل للحياة تماشياً مع الحاجة الملحة لمواكبة التطور في علاج عجز الكبد»، مشيراً إلى أن جهوده «أثمرت عن تصنيع كبد خارج جسم الإنسان من الخلايا الجذعية في ظروف مختبرية».
والطبيب العجرش، هو أخصائي الجراحة العامة في كلية الطب جامعة البصرة، وحاليا طالب البعثة الدراسية لنيل شهادة الدكتوراه في جراحة الجهاز الهضمي بقسم الجراحة كلية الطب في جامعة نوتنجهام البريطانية.
وأضاف في اتصال مع الزميل باسل الخطيب، أن زراعة الكبد «تعد الطريقة الفاعلة الوحيدة لمعالجة حالات عجز الكبد المزمن وحالات تشمع الكبد المتقدمة»، مستدركاً «لكن هذه العملية فوق الكبرى تواجه محددات كبيرة في أكثر دول العالم تقدما مثل بريطانيا أبرزها شحة المتبرعين وحالات رفض الجسم للكبد المزروع، منوهاً بأن الوضع في العراق أصعب بكثير لعدم وجود مركز لزراعة الكبد فيه أصلاً.وأفاد العجرش بأن المرحلة الأولى من مشروعه تضمنت «عزل الخلايا الجذعية وفحصها وتنميتها ومن ثم اختبار قابليتها للتطور إلى أنسجة أخرى عظمية أو شحمية أو غضروفية وإجراء الفحوصات عليها»، مبيناً أن الفحوصات تهدف إلى التأكد من «عدم رفض الخلايا الجديدة من قبل جسم المستقبل في حال زراعتها داخله».
وأضاف أن المرحلة الثانية من المشروع تتمثل «بتصنيع أنسجة كبدية قابلة للحياة وذات مقدرة وظيفية عالية مساوية لمقدرة الكبد الاعتيادي عند البالغين»، مؤكدا أن هذا «الانجاز يفتح باب الأمل واسعا للمرضى الذين يعانون من عجز الكبد في العالم والعراق».
ودعا العجرش وزارة الصحة الى «إنشاء مركز علاجي وبحثي متخصص بحالات عجز الكبد تكون عملية تصنيع الكبد من الخلايا الجذعية ركنا أساسا فيه»، منوهاً بأن هذه الخطوة سوف تخفف من معاناة الكثير من العراقيين.
يذكر أن الدكتور العجرش قدم بحثه الخاص بهذا الانجاز في مؤتمر عقد مؤخرا في جمعية الجراحين البريطانية في لندن، وسيتم نشر البحث في مجلة الجراحين البريطانية.
ويعد المؤتمر من المؤتمرات الجراحية المهمة في العالم، وفي المملكة المتحدة، وأن قبول البحث والموافقة على نشره، يعدان انجازا أكاديميا وعلميا كبيرا، فضلا عن أهمية الاكتشاف الجديد الذي توصل إليه الباحث العراقي.