موجة من القمل مقاومة للأدوية والمستحضرات الطبية!
عند إدراككِ أو حتى الشك بأن طفلكِ يعاني من القمل، قد تتجهين فوراً وبكل تكتّم وتحفّظ إلى الصيدلية لشراء أدوية أو مستحضرات خاصة للتخلّص من هذه المشكلة... ولكن، ماذا لو قلنا لكِ إن معظم أنواع القمل الحالية أصبحت مقاومة لهذه الأدوية؟ إذ تبيّن أنّ تلك الأخيرة باتت لا تجدي أي نفع مقارنةً بالسابق.
ولعلّ هذا ما تعاني منه معظم البلدان حول العالم، إذ تشهد المدارس خصوصاً موجة من هذا القمل المضادّ للأدوية. هذا الأمر دفع بالباحثين إلى تقصّي الحقائق بشكل أكبر، ليكتشفوا على صعيد المثال لا الحصر أن 98% من القمل المنتشر في الولايات المتحدة الأميركية هو مقاوم للأدوية.
إذ تبيّن أن هذا النوع من القمل بات لا يتأثر بمعظم المستحضرات في السوق، والتي تحتوي إمّا على مادّة الـpyrethrins أو مادّة الـ permethrins وهما المادتان الفعّالتان اللتان ساهمتا في السابق في القضاء على هذه المشكلة.
ولكن، ما تفسير حصول ذلك؟ الإجابة المبسّطة هي أنّ هذه الحشرات الصغيرة المتطفّلة تطوّرت جينياً بشكل يمنع المواد التي كانت كفيلة بالقضاء عليها بالتأثير حتى بها، ما يجعل من عملية العلاج المنزلي أمراً صعباً.
ما العمل في تلك الحالة؟
لحسن الحظ، أنواع القمل المستحدثة هذه ليست مقاومة لكل الأدوية والأساليب، إذ إنّ هناك بعض الطرق التي لا تزال تمنع تكاثرها وتقضي عليها، بالإضافة إلى تركيبات حديثة لمستحضرات وأدوية تخلو من الـpyrethrins أو الـ permethrins.
لذلك، وللسيطرة على المشكلة من مراحلها الأولية وبشكل فعّال، من المهمّ أن تلجئي فور إكتشافها في فروة رأس طفلكِ إلى إستشارة الطبيب، والذي سيمنحكِ وصفة تستطيع خرق التحوّل الجيني الذي خضع له القمل أخيراً وتقضي عليه.
كذلك، لا تهملي مراجعة الطبيب مرّة أخرى بعد فترة يحدّدها بنفسه للتأكد ما إن كانت المشكلة قد زالت تماماً، أو ما إن كان طفلكِ يحتاج لطريقة علاج أخرى.
وتذكري أن ليس من أمر يدعو للخجل والإحراج، وبالأخص من الطبيب، في هذا الموضوع!فالقمل ليس بمرض، بل هو مشكلة شائعة لدى الأطفال وتتفشّى بسهولة بالأخص في المدارس، ما يعني أن كلّ طفل معرّض لها.
فما أن تلاحظي أي عوارض لتفشّي القمل في رأس طفلكِ مثل الحكاك المستمر، أسرعي في إستشارة طبيبكِ قبل أن تتفاقم المشكلة ويصبح علاجها أكثر تعقيداً!