لن تنطلق مهمة ناسا القادمة لاستكشاف المريخ حتى عام 2020، ولكن عملية اختيار موقع الهبوط تجري الآن بالفعل. وحالياً أحد الاقتراحات الرائدة تأتي من مراهق لم ينته بعد من المدرسة الثانوية.
أليكس لونغو من مدينة رالي بولاية كارولينا الشمالية كان منذ طفولته مُهتماً باكتشافات الفضاء.
يقول لونغو،"إن أول تجربة لي في الاكتشافات الفضائية كانت عام 2005. كنت في الخامسة فقط من عمري، وجعلني والداي أشاهد انطلاق سفينة فضائية".
قرر لونغو أنه لا يريد مجرد الذهاب إلى الفضاء بنفسه يوماً ما فقط، بل يريد أن يكون أول شخص يمشي على سطح المريخ.
بدأ لونغو بتتبع بعثات ناسا التالية على موقع الوكالة، وفي عام 2014 رأى الإعلان عن بعثة المسبار المقبلة إلى المريخ.
يقول لونغو، "رأيت أنهم يبحثون عن أفكار لدى العلماء لاقتراح مكان للهبوط. فقرَّرت أن أكتب شيئاً".
كتب لونغو إلى وكالة ناسا من قبل، يقول الشاب، "في كل مرة كانوا يرسلون لي ملصقات رائعة أو شعارات لبعثات سفن الفضاء"، وأضاف، "سيكون رأيي صغيراً جداً في هذا الموضوع، وربما سيرسلون لي بعض الأشياء اللطيفة".
فكر لونغو بعد ذلك، أنه ربما عليه إخبار والدته لورا بما يُخطط له.
تقول لورا أن الابن قال لها، "هل أستطيع إرسال هذه إلى ناسا؟، قلت له فلنلق نظرة، وجلست وإذا به ملف علمي من عدة صفحات. قلت له إن هذا رائع جداً، وفكرت في أنه سيحصل على المزيد من الانتباه وسيكون هذا رائعاً".
الهبوط على سطح المريخ
كان اقتراح الابن هو الهبوط في نفس المكان الذي هبطت فيه سفينة Spirit في 2004، والذي يسمى بفوهة بركان جوزيف. ووجدت ناسا بعض المؤشرات المحتملة المثيرة للاهتمام، والتي تشير إلى احتمالية وجود حياة على المريخ من قبل، ويعتقد أليكس لونغو أن جوزيف ربما يستحق نظرة ثانية.
وافقت ناسا على ما يبدو، وأرسلت رسالة إلى بريد لونغو الإلكتروني، تدعوه لحضور أول اجتماع تخطيط لمكان الهبوط.
يقول لونغو، "في البداية لم أصدق، اعتقدت أنه حلم أو شيء كهذا. وقلت لنفسي لقد تلقيت للتو دعوة لحضور مؤتمر في ناسا، كم هذا رائع".
كان الاجتماع في فندق بواشنطن، بالقرب من مقر وكالة ناسا، حيث أوصله أبوه وأمه إلى هناك، وكان من المقرر أن يتكلم لونغو في الجلسة الأخيرة من المؤتمر.
يقول لونغو مُتذكراً، "بصراحة، كنت خائفاً بعض الشيء. لأن هناك 125 من أصحاب الدكتوراه وطلبة الدراسات العليا في تلك الغرفة، وربما أنا أقلهم خبرة أو معرفة. وأنا أقدم عرضاً لجميع هؤلاء".
وتتذكر الوالدة تفاصيل الاجتماع قائلة، "كنت أركز على تنفسي، حتى لا أقع من على الكرسي. وعندما انتهى، انفجرت الغرفة بأكملها بالتصفيق. كان الجميع يُدرك ما يُمثله هذا الأمر لهذا الشاب".
كان ذلك في عام 2014 عندما كان أليكس لونغو في الرابعة عشر. ولكنه انضم الآن إلى بعض علماء المريخ الأكثر خبرة والذين يفضلون أيضاً العودة إلى فوهة بركان جوزيف. إذ يعتبر اقتراحهم واحداً من ثمانية اقتراحات نصف نهائية، ومن المفترض أن ينقص هذا العدد إلى أربعة في اجتماع العام القادم.
حصل أليكس لونغو كذلك على دعوة لحضور المؤتمر الذي ترعاه ناسا، والذي سيختار موقع الهبوط البشري الأول على سطح المريخ. وقد علم أنه عليه الحضور.
يقول لونغو، "إذا كنت فعلاً أول إنسان سيذهب إلى المريخ، أريد أن يكون لي رأي في المكان الذي أهبط فيه".