القرآن الكريم كتاب عملي للحياة يتحرك بحركة الحياة.
فأن تجمد أمة بين يديها القرآن الكريم هي ليست جديرة بحمله، وهي أمة لا تتخلق بأخلاقه, وهي أمة تنبذ القرآن وراء ظهرها، وهي أمة تهجر القرآن،
فهي أمة جديرة بأن تعيش منحطة ذليلة مقهورة. فعندما يقول الله سبحانه وتعالى لنا:(وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) الأنعام
حينما يقول الله تعالى( فَاتَّبِعُوهُ) فذلك لأن فيه ما نحن بحاجة إلى اتباعه، نحن لا نجد في سواه ما يمكن أن يجعلنا نثق به في اتباعنا له.
هو كتاب عملي َاتَّبِعُوهُ. ولا تستطيع أن تقول: ماذا نتبع فيه؟. أوما الذي فيه؟.
{وَاتَّقُوا} وتأتي كلمة {اتَّقُوا} في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، في حالات التحذير عن التفريط مما ألزم به سبحانه وتعالى،
فبعد أن قال: {فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا}: أحذروا أن تفرطوا في اتباعكم له، أحذروا أن تبتعدوا عن اتباعكم له. ثم بعد أن نكون قد اتبعناه، واتقينا الله في أن لا نفرط في اتباعنا له, قال :{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} عسى أن ترحموا....