جمع الطوابع جريمة يُعاقب عليها القانون… تشجيع الطلاب على قتل معلميهم… إعدام رجل لأنه قال عن المانجو يشبه البطاطا… واعتقال الناس بسبب ارتدائهم لربطات العنق.
الحياة في الصين عندما حكمها “ماو تسي تونغ” لم تكن حياة عادية إطلاقاً… بل كانت حياة غريبة وحمقاء إلى حد كبير.
فعندما استلم “ماو تسي” الحكم اتبع العديد من السياسات الخاطئة والأفكار التي طُبقت بشكل أحمق فحدث ما حدث من المشاكل التي تسببت في النهاية بمقتل من 45 إلى 75 مليون من الشعب الصيني.
تحت حكم هذا ماو تسي تونغ ، الذي أراد من الناس أن يقدسوه ويبجلوه لدرجة الألوهيّة أحياناً… حدثت العديد منالأفعال المجنونة الذي قام بها وكانت تحت أمره، والتي سنعرضها الآن لكم من خلال هذا المقال.

1/ أرسلَ المانجو إلى حاشيته!



في عام 1969 أهدى وزير الخارجيّة الباكستاني، ماو تسي تونغ هديّة، وقد كانت عبارة عن عربة كاملة من “المانجو”… ربما كانت مُجرّد هديّة بسيطة وعابرة، لكنها فيما بعد شكّلت جنوناً كاملاً في الصين.
قام بعد ذلك ماو تسي بتقديم المانجو لبعض حاشيته وبعض المُحيطين به المسؤولين عن صنع الدعاية والبروباغاندا له… فتظاهروا بأنهم سعداء بذلك الفعل الجميل… وفرحوا بالمانجو، وقالوا أن ماو تسي أشبه بملاك نزل من السماء وهبط على أبوابهم لشدة حبه للخير!!
فيما بعد كتبت صحيفة الشعب الصينيّة، وهي مدعومة من ماو تسي أيضاً، أن الدموع كانت تنهمر من عيونهم بسبب فرحهم بالمانجو.

2/ أعدم رجل لأنه قال عن المانجو بطاطا!



كمعظم الصينين الذين لم يكونوا يعرفون المانجو من قبل، كان هناك طبيب أسنان صيني لم يحصل له الشرف بالتعرّف على المانجو الذي أتى به ماو تسي… وصدف في يوم أن جاءه مريض ومعه من هذا المانجو، فلم يندهش به ولم يبدي أي ردة فعل.
وقال أن مانجو ماو تسي تونغ أقرب لكونه بطاطا!!
فيما بعد، أُلقي القبض على هذا الطبيب المسكين بتهمة “معاداة الثورة” ولم يكد يُلقى في السجن حتى تم إعدامه بسبب قيامه بتلك الجريمة الشنيعة التي اقترفها.
جريمة اتهام المانجو بأنه يشبه البطاطا الحلوة!!

3/ جَمع الطوابع جريمة!



أراد ما وتسي أن يضع نهاية لكل شيء يدل على البرجوازيّة في الصين، وفي كثير من الأحيان كانت هذه المظاهر تتلخص في القضاء على أعمال التجارة الفاسدة وأصحاب الأراضي الأثرياء.
بالإضافة لهذا كان يريد أن يفعل ما هو أكثر، فقام بتمزيق الطوابع التي غالباً ما يجمعها الأطفال ويلعبون بها.
فقيل عن ماو أنه كان يكره الطوابع بشدة، وأمر بجمعها والتخلص منها كونها من مظاهر البرجوازيّة في الصين، وعندما بدأت ثورته الثقافية قام بحظرها… واعتبر جمعها والاحتفاظ بها جريمة يُعاقب عليها القانون الصيني!

4/ شجّع الطلاب على قتل معلميهم!



كما هو معروف، فإن الحزب الشيوعي الصيني يحثّ شعبه على “إزالة العادات السيئة من المجتمع” بالإضافة لهدم الأفكار البالية القادمة من الأجداد.
على الرغم من أنه لم يقلها صراحةً بأنه يجب أن تضربوا وتقتلوا معلميكم، لكن الجميع فهمها كذلك… أنهم يجب أن يسحقوا كل شيء يأتي من المعلمين حتى لو كان صحيحاً!
ففي عام 1966 وفي 91 مدرسة مُختلفة من الصين، قام الطلاب بجرّ معلميهم في الشوارع، وقاموا بضربهم والاعتداء عليهم. مُدّعين بذلك استخدامهم لطرق قديمة وبالية في التدريس، وقد اشتد الأمر لحد كبير، فتسبب في مقتل الكثير من المعلمين في الشوارع!
أما ماو… فقد أعطى أوامره بعدم التدخل فيما كان يفعل الطلاب من جرائم.

5/ هدمَ سور الصين العظيم!



في بداية السبعينات، أدركت حكومة الصين أنه ينبغي التخفيف من إضاعة الأموال على مواد السكن والبناء، والحد من مصاريفها الطائلة… لأجل هذا تم تشجيع الصينين على القيام بتفكيك بعض أجزاء سور الصين لاستخدام طوبه في البناء.
فقام بعض القرويين الساكنين بجانب السور، بهدم أجزاء منه وأخذ الطوب واستخدامه في بناء منازلهم… إلى أن تدخلت الحكومة بقرارها الحكيم فهدمت “قطاع كامل” من السور واستخدمته لأجل بناء سور.
أما الآن، فسور الصين هو موقع تاريخي، يُحافظ عليه من قبل الجميع.

6/ النمور هي أعداؤنا!



بعد حادثة هجوم بعض النمور على مُزارع في إحدى الضواحي الصينيّة… أعلن ماو تسي تونغ أن النمور والذئاب وحتى الفهود هي أعداء للشعب الصيني ويجب أن يقوموا بسحقها!
كما أثار الحزب الشيوعي العديد من الحملات من أجل القضاء على هذه الحيوانات المفترسة وخصوصاً النمور، وخلال عدّة سنوات فقط، قتل الصينيون حوالي 75% من عدد النمور في العالم…
فأصبحت هذه الحيوانات، على حافة الانقراض.

7/ غيّرَ قوانين إشارة المرور!



الحرس الأحمر… والذي هو الحامي للثورة الثقافيّة التي قام بها ماو تسي، أراد القضاء على أي شيء يحاول أن يعادي الثورة، أو يهز استقرارها… فكانت إشارة المرور إحدى ضحايا هذا الحرس.
الأمر حدث عندما لاحظ أفراد الحرس أن الناس يتوقفون عند إشارة المرور الحمراء وينطلقون عند الخضراء!
مُباشرةً… أعلن الحزب الشيوعي أن الوقوف سيكون على اللون الأخضر والانطلاق على اللون الأحمر، واعتبروا أن العكس “يُعيق تقدّم الثورة”.
لحسن الحظ أن الأمر لم يُنفذ، وذلك بسبب تدخل رئيس الوزراء الذي أقنعهم بأن هذا الأمر غير مفيد وسيجلب السخط والمشاكل التي هم بغنى عنها.

8/ اعتقلَ الرجال بسبب ارتدائهم لربطة عنق!



يحكي الكاتب الصيني “ليانغ هنغ” قائلاً، إن الظهور بمظهر جيد في فترة حكم ماو تسي تونغ كان مأزق بحد ذاته، ويسرد بعدها قصة ابيه الذي ارسل للسجن بسبب قيامه بهذه الجريمة… جريمة ارتداء ربطة عنق!
إذ اقتحم أعضاء الحرس الأحمر منزل والد هنغ أحد الأيام، فوجدوا داخل المنزل عدة ربطات عنق، فأعلنوا أن هذا ممنوع كونه من مظاهر “الرأسماليّة”… وبعدها بقليل وجدوا ما هو أفظع من ذلك بكثير.
وجدوا من مجموعة من البدلات الأنيقة، والقمصان ذات الأكمام، فأخذوها جميعاً واحرقوها مع بعضها، وارسلوا والد هنغ إلى السجن!

9/ اهداء 10 مليون امرأة للولايات المتحدة الأمريكيّة!



في عام 1973، جلس ماو تسي تونغ مع هنري كسنجر – وزير الخارجية الأمريكي – وتناقشا في المجال الاقتصادي والعلاقة التجاريّة الثنائيّة بين البلدين.
فقال ماو لكسنجر إن الصين بلد فقير جداً وليس لديها ما تقدمه في مجال التجارة إلا النساء، فعرض عليه تقديم 10 مليون امرأة صينيّة كهدية للولايات المتحدة… والذين كانوا من النساء أصحاب المشاكل في الصين!
فيما بعد، نصح أحد أفراد الحزب الحاكم ماو تسي بعدم القيام بهذا الأمر الذي قد يسبب غضب عارم لدى الشعب الصيني، فكف عنه مُباشرةً.
وليس بعدها بزمن قليل… داهم الموت ماو تسي تونغ لينهي حياة هذا الرجل، الذي قال في لحظاته الأخيرة بين حشرجة وسعال:
لستُ خائفاً من أي شيء، لقد أرسل الله لي دعوة…
ومات.