TODAY - 13 July, 2010
الحرارة تجاوزت الـ 53 درجة مئوية وسط أمنيات لا تتحقق:
العراقيون بين عدوين.. حرارة الجو وبرودة السياسيين
مع تفاقم أزمة الكهرباء وارتفاع درحات الحرارة بشكل كبير يتجه العراق نحو صيف قاس ولا يبدو في الأفق أي بصيص للأمل، فدرجات الحرارة المرتفعة جداً تقابلها برودة سياسية تجاه معظم القضايا المهمة.
يستغرب المواطن العراقي ما يجده من برودة من السياسيين تجاه القضايا المهمة الى درجة التجمد وسط أزمات عديدة من أبرزها غياب الكهرباء. فلا يعرف المواطن الراحة ولا الاسترخاء وينتظر أن يبتسم له المسؤولون في الاعلان عن تشكيل حكومة او حل أزمة الكهرباء.
هذا وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ رسمياً اليوم عن تقليص ساعات الدوام الرسمي في الادارات الى 6 ساعات من الان الى نهاية رمضان بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
حول أزمة الكهرباء وعدم تشكيل الحكومة الجديدة استطلعت "إيلاف" رأي الشارع العراقي، وفي هذا الإطار يقول عامل بناء: تركت العمل وانا عاطل لان درجة الحرارة أكبر من أن أحتملها، في البيت لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا يوجد حكومة أيضا لنلجأ لها.
وتقول صحافية: هذا الحر الشديد والكهرباء غير موجودة.... لا استطيع ان أخطو خطوة خارج البيت.
وقال سائق سيارة نقل عام: السيارة نار ولا تطاق، والناس لا تركب معي فاضطر في أوقات الظهيرة للذهاب الى البيت، فأجد اطفالي يشكون من الحر في ظل أزمة الكهرباء، والحكومة غائبة، ولا اعرف ماذا اقول لأطفالي.
وقال ممثل: لا اعرف أن أعمل في أجواء حارة مثل هذه، المخرج يعيد المشهد عدة مرات ولا ينجح، أنا انتظر أن تتشكل الحكومة عسى أن تتغير درجات الحرارة. يبدو أن حرارة الجو متعلقة بتشكيل الحكومة (ويضحك).
إحدى التظاهرات في العراق إحتجاجاً على أزمة الكهرباء
درجة الحرارة في بغداد تجاوزت هذه الايام الـ 50 درجة مئوية وهناك من يقول إنها وصلت الى الستين، وكل الوعود التي قطعتها وزارة الكهرباء ذهبت مع أول أيام الصيف، ومع اقالة الوزير، وبقي الناس بانتظار ان تتم ولادة طبيعية للحكومة ولكنها كما يبدو ستكون ولادة قيصرية، وهذه الولادة لها تبعاتها على المواطن الذي يستحق ان تطلق عليه كلمة مسكين.
يجلس المواطن في بيته، خائفا من شدة الحر، يبحث عن ظل في الغرفة المفتوحة النوافذ او في تلك الشرفة، الحكومة تحذر من "ضربة الشمس"، وكل الشوارع العراقية مكشوفة واغلب الاعمال لابد ان تمر تحت أشعة الشمس ولهيب الحر.
العراقي يبحث عن حلول ولا يجدها، فمولدات الكهرباء تحتاج الى الوقود، والوقود يحتاج الى المال، فيتجه للبحث عن الفرج في التلفاز: متى يخرج احد السياسيين ليعلن القضاء على ازمة الكهرباء التي تجعل المواطن يستريح لكنه يفاجأ بأخبار التناحر على المناصب والبحث عن مخرج لتشكيل الحكومة، ومن ثم تأجيلها الى اجل غير مسمى.
ويؤكد العديد من المشتركين في المولدات الكهربائية ان اصحاب المولدات يفرضون اسعارا مرتفعة تتعدى تلك التي حددتها مجالس المحافظات، وخصوصا في بغداد.
ومنذ سنوات يعاني قطاع الكهرباء في العراق عموما نقصا في إنتاج الطاقة جراء تعرض المحطات وشبكات النقل الى أضرار كبيرة عند اجتياح البلاد العام 2003، وما اعقبه من اعمال تخريب.
ويعتمد العراقيون، وخصوصا في بغداد، على مولدات الطاقة لمعالجة النقص المستمر الذي يصل الى حوالى 18 ساعة في اليوم. الى ذلك، يعمد بعض اصحاب المولدات الى قطع التيار على المشتركين بذريعة سحب طاقة اكثر من تلك المقررة مسبقا، ولا يعيده الا بعد ساعات عدة.
Elaph