لا احب الحزن ... ولكن ظروف الحياة هى التى تقودنا ..
قد اصبحت دنيايا التي اعيش بها.. دائرة من الهموم والوحده.. والاحزان القاتله
اصبح الكون في عيني اسودا.. لا ارى نورا ..ولا شمسا
كل ما حولي قد تلون وتغلف بالسواد القاتم.. واصوات الرياح من حولي تهز اغصان الوجع في جذوري
وتلقي على صدري صخرة من الهموم السوداء..
لا ادري لماذا خلقت في هذه الحياة؟؟!!..
هل خلقت لانكوي بنيران العذاب المتاججة ..التي باتت تسكن في شراييني ..وتغلي في دمائي؟؟!!
اصبح صوت البحر اكثر علوا مما كان ..اسمعه يناديني
ويصرخ باسمي.. لاسكن فيه.. لاجلس على صخوره.. وقد اغرقت مياه شواطئه المضطربه قدماي
وبات دمعي شلالات تجري وتغوص في البحر.. لتزيد من جنونه وخوفه.. لكن هيهات ان يرى احدهم دمعي بعدما اختلط بتلك الامواج العاتيه
خبئيه ايتها الامواج.. واحفظيه وسط ذراتك.. فانت الوحيده التي تعلمين مدى قسوته ومرارته.. ومدى عذابه
ااه يا دمعي.. لو نزلت على نور الشموع المشتعله حولي لاطفاتها.. وبللت جوارحها حتى تبكي معك
تبكي لاجلك .. ايها الدمع الملتاع المعذب
طفل يعيش وسط الظلام لا يسمع بكاءه احد
ولا يبكي لاجله احد
ولا يحس بعذابه احد
الكل رحل وابتعد..
حتى القمر الذي كان يضيء لهو دربه المجهول
قد ادمته الجراح والاحزان فانطفا باكرا
اني اسمع غصات النجوم وتوجعها في كبد السماء الحزينه
اتطلع اليها بعيون مبلله باهات الدموع لاراها وقد ادمى الجرح نورها
وغير لون لمعانها الى اشعه سوداء تخترق اهدابي وتفتت عظامي
ما اصعب ان تتنفس هواء الاوجاع.. وان تختنق كل ليله منه حتى تتمنى ان تتوقف انفاسك
فتبيت جثه هامده سكنت كسكون هذا الليل الموحش
وقد ثقل سواده وزاد برده ورعبه
من غيرك يا الهي يسمعني حين ابكي.. وحين اشتكي احزاني وصيحاتي
من غيرك يارب العالمين يحس بحالي.. ويعلم ما في داخلي من عذاب ودمار
قد دمرتني احزاني واثقلت حملها على كاهلي حتى تمنيت ان اجمعها داخل صندوق اسود وارمي بها
الى جزيرة بعيده فلا ارى بعد اليوم حزنا ولا هما
ولكني اكتشفت انها مهما بعدت ورحلت فسوف تعود لتسكن داخل اعماقي
وفي شراييني ..وكـأن قلبي الصغير هو جزيرتها ..وهو مسكنها الوحيد
كثيرا ما صرخت وبكيت اريد ان ارى شمس النهار.. اريد ان اسمع صوت البلابل وهي تشدو لي
ولكن حياتي اصبحت ليلا اسودا قتلت فيه الاطيار ..واختفت منه الانوار
فاشتد الظلام الحالك فيه.. وانتشرت به اصوات الرياح تهز ما حولي وتحركه.. لتخفي صوت نبض قلبي فلا
يسمعه احد غيري
كلما احسست ان دموعي قد انتهت وجفت اراها تتجدد كل ليله لتقلق صوت اهات العذاب في داخلي
فيعلو صوت النواح والبكاء حتى يفتت ذراتي ويشعل نيران الوجع فيها
فلو نطق الجماد … من حولي لبكى لاجلي .. ولاجل عذابي
بت احس نفسي تتلاشى شيئا فشيئا
وان موعد رحيلي الاخير قد اوشك واقترب
وسافارق حياة الاحزان وارحل عنها ..وليبقى خلفي شموع مكسورة
واوراق مبعثرة
مبلله بدمع اسود
تجففه رياح الاحزان من خلف تلك النافذه الصغيرة التي يتطلع منها القمر على حالي ويبكي..