أنا لست بطلا، لقد تصرفت فقط كعراقي شهد الألم وإراقة دماء الكثير من الابرياء.
كان هناك حديث كثير حول الفعل والشخص الذي قام به وحول البطل والفعل البطولي وحول الرمز والفعل الرمزي.
لكنني أجيب ببساطة: إن ما اضطرني للتصرف (بهذا الشكل) هو الظلم الواقع على أهلي، وكيف يرغب الاحتلال أن يذل وطني بوضعه تحت حذائه.
خلال السنوات الماضية سقط أكثر من مليون شهيد برصاص الاحتلال، وفي العراق الآن أكثر من خمسة ملايين يتيم ومليون أرملة ومئات ألاف المعوقين، وعدة ملايين مشردين داخل البلاد وخارجها.
لقد كنا بلد واحد يتقاسم فيها العربي مع التركماني والكردي والاشوري والصابئي واليزيدي خبزه اليومي، وكان الشيعة يصلون مع السنة في صف واحد ويحتفل المسلمون بميلاد المسيح مع المسيحيين، هذا بصرف النظر عن أننا تقاسمنا الجوع تحت الحصار لأكثر من عقد من الزمان.
أن صبر العراقيين لم ينسهم الاضطهاد، لكن الغزو فرق الأخ عن أخيه والجار عن جاره، لقد تحولت منازلنا الى خيام للعزاء.
أنا لست بطلا، لكن لدي وجهة نظر، لدي موقف. لقد اذلني أن أرى بلادي ذليلة وأن أرى بغدادي تحترق وأهلي يقتلون.
لقد علقت آلاف الصور المأساوية في عقلي تدفعني نحو طريق المواجهة،
فضيحة أبو غريب، مذبحة الفلوجة، النجف، حديثة، مدينة الصدر، ...وكل شبر من أرضنا الجريحة، أن شعورا بالخجل لازمني لأنه لا حول لي.
ما أن أنهى واجباتي المهنية في نقل أخبار المآسي اليومية، حتى أقدم عهدا لضحايانا، عهدا بالثأر.
لقد حانت الفرصة واقتنصتها، اقتنصتها وفاء لكل قطرة من الدماء البريئة التي سالت بسبب الاحتلال.
أقول لاولئك الذين يلومني: هل تعلمون كم منزلا مهدما دخلها هذا الحذاء الذي قذفته؟ كم مرة داس هذا الحذاء على دماء ضحايا أبرياء؟ ربما كان هذا الحذاء الرد المناسب عندما انتهكت كل القيم.
عندما قذفت الحذاء بوجه المجرم جورج بوش أردت أن اعبر عن رفضي لأكاذيبه، لاحتلاله بلادي، لقتله أهلي، نهب ثروات بلادي وتدمير بنيتها التحتية، وتهجبر أبنائه الى الشتات.
وإذا أسأت للصحافة عن غير قصد، فاني اعتذر، أن كل قصدي كان التعبير عن مشاعر مواطن يرى أرضه تنتهك كل يوم.
أن المهنية التي بكى عليها البعض تحت كنف الاحتلال، يجب أن لا يكون لها صوت أعلى من صوت الوطنية.
أنا لم أفعل هذا حتى يدخل اسمي التاريخ أو من أجل مكاسب مادية، كل ما أردته هو الدفاع عن بلدي.