رؤاك من الشاطيء الأخضر
ترف على ليلك المقمر
و أطياف ماضٍ وراء الخيال
تكاد تغيب مع المضمر
تبيت تسامرها في خشوع
و تهفو اليها مع السمر
فيا أيها الشاعر المستهام
بما في ألطبيعة من منظر
و بالحسن تشرق آياته
على الناس كألشمس في المظهر
شغوفا بكل معاني الجمال
فمن كان خاف ومن مسفر
تصلي بهيكل قدس الغرام
و تعنو لمبدعه الأكبر
و تصهر روحك في ناره
لتقبس من نوره الأطهر
و في مقلتيك بقايا لهيب
و أشواق ظام الى الكوثر
تعانق أسرار هذا الوجود
بروح تتوق الى الجوهر
فيا شاعر الحب طف بالجمال
مشوقا الى روضه المثمر
وناج الحبيب بحلو النسيب
لترشف من ثغره المسكر
و تغرق في لجة من فتون
وتغفو على صدره الأسمر
و عش للمحبة بين الورى
لتستلهم الوحي من عبقر
و غن الانام نشيد السلام
وبارك لهم بالغد النيّر
وغرد بالحانك الخالدات
على مسمع الكون والاعصر
فتحيا الشعوب بصفو الاخاء
و تسلم من عيشها الأكدر
وتجني جميعا ثمار المنى
وتسعد في عالم خيّر