قصيدة بعنوان
(دموعٌ أنزلها القدر)
للشاعر
عقيق الحمداني
أعيتكَ ذاكرةً رَفّت بها الصورُ ****لا أنتَ تنسى ولا المحبوبُ يُنتَظرُ
قرحى جفونكَ أفواجٌ سحائِبُها ****لا الصّبرُ يُجدي ولاذي الحالُ تَتَّسِرُ
ظمِّد جراحكَ وارحل إنَّهم غدروا ****وامسح دموعَكَ لا تَحزَن فذا القَدَرُ
يامَن وقفتَ بمحرابِ الهوى زمناً ****عامانِ رتَّلتَ الآياتُ والسُّوَرُ
فاترك عهودالصِّبايامَن قُتلتَ بها ****واكسر قيود الوفا فيهالقدكفروا
ها أنتَ مغترِباً تشقى بِحبِّهمُ**** داروا كؤوساً ومِن شريانك اعتصروا
بلِّغ سلامي لِمَن غَنَّت فداكَ أبي**** أنتَ الخفوقُ وأنتَ السَّمعُ والبَصَرُ
قد كان ظنِّي بكم يا منيتي وطناً ****أنتِ الربيعُ وأنتِ الشمسُ والقمَرُ
عيناكِ ما صَدَقتْ بالدَّمعِ غاليَتي**** أخْفَتْ مكائدَ بالأحزانِ تَستَتِرُ
أنتِ التي ضَيَّعتْ عمري فَوا أسفي ****مَن خِلتُهم فَرَحي في بَلوتي اتَّجَروا
باللهِ ياقَدَري ماذا جَنَيتُ أنا ****أمشي صباحاً بلا شُربٍ كَمَن سَكِروا
همّتْ بذاكِرَتي أطيافهم فَبَكَتْ ****روحي الحزينةَ ما أْلْفَت لهم أَثَرُ
ياروحي مهلاً فما عادوا أحِبًّتنا ****لو كان حبّاً لَما صدوا ولا هجروا
بات الحبيب وقد ناءت شمائِلهُ ****كما يَبيتُ بلا أوراقِهِ الشَّجَرُ
تكريتُ يا وجعي فاضت مدامعنا ****أنفاسنا تعبت والقلبُ ينفطرُ
بيضاءُ أجنحتي حطَّت بداركمُ ****أدميتموها وجنح الروح منكسرُ
ليلٌ تهافتَ بالهموم كنتِ بهِ ****أنتِ الصواعقُ والإعصارُ والمطرُ
أنت الضياعُ وأنتِ الحزنُ أكتمهُ ****واليأسُ أنتِ وأنتِ الدمعُ ينهمرُ
تكريتُ ردّي عليهم إذ بنا جَهِلوا ****نحنُ الإسودُ إذا حلَّ الحمى خطرُ
فينا الثباتُ إذا خارت عزائِمُهُم ****لما تمادوا وكنا خيرَ من صبروا