بطاقة الهوية
6
الاسم عليّ عليه السلام
اللّقب أمير المؤمنين
الكنية أبو الحسن
اسم الأب أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب عليه السلام
اسم الأمّ فاطمة بنت أسد عليها السلام
الولادة 13 رجب 23 ق. هـ.
الشهادة 21 رمضان 40 هـ
مدّة الإمامة 30 سنة
مكان الدفن العراق / النجف الأشرف
- الولادة والرعاية النبويــّة
لقد كتب الله عزّ وجلّ لوصيّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كرامة، لم ينلها أحد من الناس، فقد وُلِدَ الإمام عليّ عليه السلام في جوف الكعبة من أبوين صالحين. ونشأ عليه السلام في كَنَف والديه، وبعد سنوات من ولادته المباركة، تعرّضت قريش لأزمة اقتصاديّة خانقة كانت وطأتها شديدة على أبي طالب، إذ كان رجلاً ذا عيال كثيرة، فاقترح النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يتوكّل أمر رعاية عليّ عليه السلام ليخفّف العبء عن أبي طالب رضوان الله عليه، وكان عمره آنذاك ستّ سنوات. فنشأ في دار الوحي،ولم يفارق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في حياته، وهو القائل: "وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ إِتِّباعَ الفَصيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لي في كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلاقِهِ عِلْماً، وَيَأْمُرُنيِ بالاْقِتِداءِ بِهِ". عاش عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بدايات الدعوة".. وَلَقَدْ كانَ يُجاوِرُ في كُلِّ سَنَةٍ، بِحِراء، فَأَراهُ وَلا يَراهُ غَيْري". كما سبق إلى الإيمان والهجرة "وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ واحِدٌ يَوْمَئِذٍ في الإِسْلامِ غَيْرَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَخَديجَةَ وَأَنَا ثالِثَهُما"1.
وهذا ما يجعلنا نعيش في رحاب شخصيّة اختصّها الله بما لم يختصّ بها أحداً، بالإسلام على الفطرة، وهذا ما جادت به سيرته، حيث إنّه لم يسجد لصنم قطّ.
إستنتاج
تربّى عليّ عليه السلام في كنف الرسول صلى الله عليه واله وسلم، فاستقى من ينابيع الوحي علماً وأخلاقاً وكان أوّل الناس إيماناً وتسليماً به, وارتقى إلى حال لم يذكر فيها أنّه سجد لصنم قطّ.
تربّى عليّ عليه السلام في كنف الرسول صلى الله عليه واله وسلم، فاستقى من ينابيع الوحي علماً وأخلاقاً وكان أوّل الناس إيماناً وتسليماً به.- حياة الإمام في مكـّة
247
عاش أمير المؤمنين عليه السلام في مكّة مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثاً وعشرين سنة، امتازت بالنُصرة التّامّة للنبيّ وتحمّل الأذى في جنبه، هذا ما جاء في وصف الإمام عليه السلام لعلاقته بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول: "وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعي مِنْ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالْقَرابَةِ القَريبَةِ، وَالْمَنْزِلَة الخَصيصَةِ. وَضَعَني في حِجْرِهِ وَأَنا وَلَدٌ يَضُمُّني إِلى صَدْرِهِ، وَيُكنِفُنيِ إِلى فِراشِهِ، وَيَمسُّني جَسَدَهُ وَيَشُمُّني عَرْفَه. وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْء ثُمّ يُلَقِّمُنيهِ. وَما وَجَدَ لي كِذْبَةً في قَوْلٍ، وَلا خَطْلَةً في فِعْلٍ"2.
من الهجرة حتى وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
أ- الهجرة والمؤاخاة:
هاجر الإمام عليّ عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنوّرة. ولمّا آخى صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار، جعل منه أخاً له، حيث قال:"هذا عَليٌّ أَخي في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَخَليفَتي في أَهلي، وَوَصِيّي في أُمَّتي وَوارثُ عِلْمي وَقاضِي دَيْني، مَالُهُ مِنّي َالي مِنْهُ، نَفْعُهُ نَفْعي، وَضُرُّهُ ضرّي، مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّني، وَمَنْ أَبْغَضَهَ فَقَدْ أَبْغَضَني"3.
قالَ النبيْ صلى الله عليه وآله وسلم مؤاخياً أمير المؤمنين عليه السلام: "هذا عـَليٌّ أَخي في الدُّنـْيا وَالآخـِرَةِ، وَخـَليفَتي في أَهلي، وَوَصـِيـّي في أُمـَّتي".
ب- الزّواج من فاطمة:
في السنة الثانية للهجرة، تزوج عليّ عليه السلام من سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ثمرة هذا الزواج الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى (أمّ كلثوم) عليها السلام. فشكّلت هذه الأسرة النموذجيّة، المثال الأعلى للأسرة الإسلاميّة في إيمانها، وجهادها، وتواضعها، وأخلاقها الكريمة.
ج- بطولات عليّ:
شارك عليّ عليه السلام إلى جانب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، في مجمل الحروب والغزوات التي خاضها باستثناء غزوة تبوك حيث تخلّف عنها بأمر من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. هذه الغزوة التي قَبْلَ القيام بها عبّر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن سموِّ مكانة عليّ عليه السلام: "أَلا تَرْضَى أَنْ تَكونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارونَ مِنْ موسى إِلَّا أَنّهُ لا نَبِيّ بَعْدي"4. لقد كان لعليّ عليه السلام في كلّ تلك المعارك، السهم الأوفى، والنصيب الأكبر من الجهاد والتضحية.
ففي معركة بدر التي قُتل فيها سبعون مشركاً، قتل عليٌّ عليه السلام ستّة وثلاثين منهم.
وفي معركة أُحُد حينما فرَّ المسلمون، وجُرِح النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، صمد عليه السلام مع ثُلّة قليلة من المؤمنين عليه السلام يذودون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتّى مَنَعوا المشركين من الوصول إليه.
أمّا في معركة الأحزاب، فقد كان حسم المعركة لصالح المسلمين بيديه المباركتين، حينما قتل"عمرو بن عبد ودّ العامريّ".
248
وفي معركة خيبر، وبعد أن فشل جيش المسلمين مرّتين في اقتحام الحصن اليهوديّ المنيع، قرّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعطي الراية لعليّ عليه السلام: "لأُعِطيَنَّ الرّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّ الله وَرَسولَهُ، وَيُحِبّهُ اللهُ وَرَسولُهُ، كَرّاراً غَيْرَ فرّارٍ لا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحِ اللهُ عَلى يَدَيْهِ"5. وبالفعل كان الفتح على يديّ الإمام عليه السلام، وفتح الحصن وحقّق نصراً عزيزاً بعدما قَتَل عليه السلام"مرحباً".
وفي"معركة حنين"، انهزم المسلمون من حول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وصمد عليّ عليه السلام وبعض بني هاشم يدافعون عن رسول الإسلام، بكلّ شجاعة وعزيمة، حتّى أنزل الله نصره عليهم.
إستنتاج
العلاقة الراقية بين النبي ّصلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليه السلام تتجسّد علاقة روحيّة في الموآخاة بينهما، وفي زواجه من فاطمة بنت الرّسول، ومشاركته في كلّ المعارك والفتوحات التي خاضها النبي ّصلى الله عليه وآله وسلم دفاعاً عن الإسلام، عدا غزوة تبوك، حيث استخلفه النبيّ في المدينة قائلاً: "أَلا تَرْضَى أَنْ تَكونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارونَ مِنْ موسى إِلّا أَنّهُ لا نَبيّ بَعْدي".
249
للمطالعة
صفة عليّ عليه السلام في حديث ضـِرار
رُوي أنّ معاوية بن أبي سفيان طلب من ضرار الكنانيّ، أن يصف له الإمام عليّاً عليه السلام، فامتنع، ولكن بعد الإلحاح الشديد من معاوية، قال ضرار: "كان والله بعيد المدى، شديد القِوى، يقول فصلاً ويحكم عدلاً، يتفجَّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته، وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة... فإن تبسَّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدين، ويقرّب المساكين... وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين..."
فبكى معاوية، ونزلت دموعه على لحيته، وجعل ينشّفها بكمّه، وقد اختنق القوم بالبكاء، وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك... (والفضل ما شهدت به الأعداء).
هذا هو الإمام العظيم عليّ بن أبي طالب عليه السلام، الذي كان قدوة مثاليّة للمسلمين ونبراساً رائداً للمؤمنين، وأوَّل الناس إسلاماً، وأعظمهم عبادة، وأكثرهم شجاعة.