الأحد 4 أيلول 2016 - 12:53 م
اصغر حافظ للقرأن سيف مصطفى، وأكبر حافظة بلقيس عبد الوهاب
حيدر الجزائري / المربد
قد تنبهر من إجاباته السريعة على إكمال قراءة آية أو سورة كاملة من القران الكريم على ظهر الغيب، رغم صغر سنه.
لكنه في وسط حفظة القران، معروف بأنه أصغر حافظ للقران في العراق لم يكمل السنة العاشرة من عمره، ويرتل آياته بلسان طلق ومن دون أخطاء.
الطفل " سيف مصطفى لطيف" من أهالي قضاء المدينة الواقع في شمال البصرة، يمتاز على بقية الحفظة بإجاباته المفصلة عن الآيات وبداية ونهايات صفحاتها في القرآن وبأي سورة وجزء وصفحة.
ذاكرة قوية
وعن "سيف" تحدث لراديو المربد بشكل أوسع "حمزة صباح جاسم" نائب مدير مركز تحفيظ القران الكريم في البصرة التابع للعتبة الحسينية، إن "سيف" يعد اصغر الحفظة في العراق، واستطاع حفظ القران بشكل متقن بوقت قياسي نحو 10 أشهر، لأنه يتمتع بذاكرة قوية ويستجيب بكل كفاءة لنصائح و واجبات حفظ القرآن التي يعطيها له المركز، فضلاً عن كونه طالباً متفوقاً في دراسته الابتدائية.
ويشير بان والده كان له الدور الكبير في تدريسه ويواظب معه على حفظ القران في المنزل، رغم أن والده شخص بسيط ومشغول باستحصال رزق عائلته وتحقيق حلمه في حفظ ابنه للقرآن.
ويتلقى الحافظ الصغير دعوات كثيرة لحضور محافل ومسابقات قرآنية على صعيد البصرة والعراق، فيما نال هو ووالديه وأستاذه جوائز عدة، كان آخرها من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد مهدي الكربلائي، بعدما قدم أداء رائعا في مسابقة مشروع "آلف حافظ للقران".
من الأصغر إلى أكبر حافظة
ويبدو أن شغف حفظ القرآن في البصرة لا يعرف حدود الاعمار حتى وان بلغ بعضهم "من العمر عتيا".
فـ"بلقيس عبد الوهاب نفاوة"، امرأة حفظت القرآن بعد أن بلغت الـ72 عاماً، وتقول لراديو المربد، أنها وهبت ما تبقى من عمرها لحفظ القرآن وتدريسه بعد أن تقاعدت من العمل كمدرسة، كما أنفقت ما جمعته من المال على بناء مركز للقران في قضاء القرنة شمال البصرة، محل ولادتها.
وتبين بان القرآن الذي حفظته في مدة سبعة أعوام بات رفيقها وأنيسها، كما أنها تحرص على تخريج دورات تحفيظ وترتيل وشرح لأحكام القران للنساء وبشكل متواصل في ذات المركز الذي يضم طابقاً علوي مخصص كمركز قرأني للرجال.
"بلقيس" البصراوية أخذت تسرح في ترتيل الآيات، وبعد أن صمتت برهة من الزمن تنهدت قائلة "يالتني أعود شابة من جديد لأمضي بهذا الجهد بعزم وطموح أكبر".
عائلة قرآنية
وعودة إلى قضاء المدينة، الذي يحتضن عائلة كاملة من ستة بنات مع والدتهن جميعهن من حفظة القرآن، كما حولن دارهن إلى مركز نسائي للحفظ والتلاوة.
ويقول والدهن عبد الرحمن عبد الزهرة الإمارة للمربد، أن القرآن يبعث لراحة النفس والطمأنينة، ويزيد من الخير والبركة، كما أن الدار الذي يتلى فيه الآيات والسور لاتحل عليه المصائب، فضلاً عن تسببه بالتوفيق في عموم الحياة باعتبار القران نور وهداية.
ويشير إلى أن بناته الستة من المهتمات في الدراسة الأكاديمية وبعضهن تخرجن من الجامعة.
أما والدتهن ليلى محسن فتقول للمربد أنها تمكنت من تخريج 14 طالبة من حفظة القران، فيما استقبلت 18 طالبة جديدة للغرض ذاته، وباشرن بحفظ الجزء الأول من القران.
وتفتقد البصرة إلى مركز قرآني حكومي بحسب الوقف الشيعي في البصرة الذي أكد أيضا عدم وجد إحصائية دقيقة لأعداد حفظة القرآن والمراكز والمؤسسات القرآنية الخاصة في البصرة، لكن وفقاً لمراكز خاصة فان المحافظة تضم نحو 90 مركزاً ومؤسسة قرآنية معظمها ترتبط بالعتبات المقدسة، فيما يسجل لها نحو 270 حافظاً كاملاً للقران، بعضهم صغار وبعمر الـ11 كـ "حسين محمد عبد النبي 11 عاماً"، إلى جانب مئات الحفظة لأجزاء القران.
يشار إلى أن العتبة الحسينية في كربلاء، أطلقت عام 2010 مشروع الألف حافظ في العراق بعد عام واحد من تأسيس دار القرآن الكريم، ويهدف إلى تنشئة حفظة للقرآن من كافة المحافظات العراقية وتأهيلهم للمشاركة في المحافل الدولية، إلى جانب إقامة دورات في تفسير القرآن الكريم ورعاية المواهب من المجودين والمرتلين بالإضافة إلى دورات ضبط قراءة القرآن الكريم.