تحسين قدراتك في الخطابة يحتاج منك إلى معرفة عدد من اﻷمور، الطريق ليس صعبًا على الإطلاق، ونحن نقدم طرقًا من أجل تحسين أساليب الخطابة والحديث مع الآخرين.
تحسين قدراتك في الخطابة هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لأصحاب الأفكار والقادة والمسئولين، فأنت تريد عرض وجهة نظرك أو التأثير على مجموعة كبيرة من الناس، ستحتاج إلى أكبر قدر من الثقة والإلهام لتتمكن من إلقاء خطبة ذات تأثير ملموس على الآخرين. الأمر ليس سهلاً ويحتاج إلى تدريب وإلمام بالطرق المناسبة للتحدث في مكان عام، في النصائح التالية ستتعرف على التمارين الذهنية والجسدية المناسبة، بالإضافة إلى طرق التحدث الأفضل للتفاعل مع الحاضرين، ولتتمكن من الحفاظ على سير خطبتك متماسكةً وذات تأثير قوي ومنضبط.
ما تحتاج إلى معرفته من أجل تحسين قدراتك في الخطابة
1- تأكد من معلوماتك وابحث عن المزيد في البداية، ومن أجل تحسين قدراتك في الخطابة ، يجب أن تتأكد من كل المعلومات التي ستقولها، تأكد من أنك تحصل على معلومات من مراجع موثوقة أو مواقع الهيئات والمؤسسات ذات السمعة الحسنة على الإنترنت، أو من كتب لمؤلفين جديرين بالثقة. خاصةً الأرقام والتواريخ والمعلومات الحساسة التي قد تعرضك للإحراج إذا ثبت خطأها. ثم اطلع على معلومات أكبر عن الموضوع، فنقص المعلومات قد يؤدي إلى أن ترتبك ولا تجد إلا التكرار، تذكر أنك قد تتعرض للسؤال، لذا قم بالإلمام بكل جوانب الموضوع الذي تنوي التحدث عنه، فهذا سيزيد ثقتك وقدرتك على المتابعة دون أي قلق.
2- أسرار التحضير للإلقاء هي أساس تحسين قدراتك في الخطابة اختر الوقت المناسب، ستحتاج أوقات مناسبة حيث تكون فيها هادئًا وخالي البال للبحث عن المعلومات اللازمة، وستحتاج أوقاتًا أخرى تستطيع فيها التفاعل مع الآخرين للحصول على وجهات نظر، وأوقاتًا أخرى تكون فيها أكثر استرخاءً لتفكر في المواضيع بصفاء أكبر، وستحتاج أوقاتًا لتدرس وترى نتائج ما تحقق. التحضير الأفضل هو التفكير الأفضل، هو الكلام الأكثر مرونة في التعبير عن وجهات نظر، اسأل نفسك كل الأسئلة الممكنة. استنتج ورتب أفكارك بحرص. اجعل الآخرين بمثابة تجارب لقدراتك في الجدال والاستنتاج، اعرف كيف يمكن أن يكون رد فعل الآخرين عند سماعهم هذا الحديث، وقدِّر ما قد يكون أكثر الأشياء أهمية بالنسبة لهم، وما هي النقطة التالية التي ستكون مناسبة للانتقال إليها.
3- حدد اتجاه إلقاءك بوضوح حتى تعمل على تحسين قدراتك في الخطابة حدد الاتجاه العام لإلقاءك، سيساعدك هذا في توجيهك للمسار العام الذي ستتخذه في إلقاءك. قم بتحديد ما ستبدأ في قوله للجمهور. هل تحاول إعطاءهم معلومات جديدة؟ أو أنك تُقوم بتجديد الأفكار أو إعادة إحياء أفكار قديمة؟ هل تحاول أن تقنع الآخرين بعمل شيء ما؟ اجعل المسار واضحًا ولا تخلط بين الكثير من المواضيع حتى يتمكن الناس من التركيز على نقاط معينة.
4 -اكتب ما ستقوله من أجل تحسين قدراتك في الخطابة اكتب خطبتك أكثر من مرة، قم بتقسيمها إلى نقاط وفقرات لتتمكن من تذكرهم بأفضل شكل. قم بتلخيص الخطبة وضع الأفكار الأساسية أمامك. ثم امتحن نفسك في الإلقاء، اكتب النقاط التي سقطت منك وحاول تذكرها بالاستمرار في التمرين.
5- تحلَّ بالثقة من أجل تحسين قدراتك في الخطابة نعم، أنت الآن ذاهب لإلقاء حديث عن موضوع ما أمام عدد كبير من البشر، استجمع شجاعتك وادخل وأنت مبتسم. قم بتحية الحاضرين وانظر إلى أعينهم بثقة، لا تشعر كأنهم غرباء عنك، فهذا هو جمهورك الذي سيستمع إليك الآن. إذا شعرت بالتوتر، لا تبدأ في العبث في ملابسك أو الأدوات القريبة منك، كل ما ستفعله هو أنك ستضع يديك خلف ظهرك الذي ستقوم بفرده تمامًا ليصبح قائمًا، ارفع رأسك وتحدث عن نقطة سهلة وواضحة، اختر اتجاهًا هادئًا لحديثك إلى أن تستعيد أعصابك، ثم عد بقوة وحماسة إلى نقطة مُثيرة.
6 -فكر وأنت تتحدث من أجل تحسين قدراتك في الخطابة نعم، الأفضل أن تفعل هذا. نعم لقد قمت بالتحضير للموضوع وأنت تعرف كل ما تريد قوله. لكنك إذا تحدثت بطريقة جيدة، ستبدأ بالتحمس وقراءة ردود أفعال الآخرين الإيجابية، مما سيزيد من صلابة واندفاع حديثك، وقد تخرج في جو الإثارة ذلك بجمل ارتجالية لم تفكر فيها من قبل. وأفضل الخطب هي التي كانت حماسية بسبب تفاعل الجمهور مع المتحدث، ومجاراته لهم بجمل ارتجالية بالغة الذكاء. لكن بالطبع لا تشوش على نفسك بالتفكير العميق في موضوعات معينة، أنت تحفظ خطبتك، لكنك ستقوم بتقويتها بوضع الجمل المناسبة في الأوقات المناسبة بناء على ملاحظتك لتعبيرات الآخرين والجو العام ومستوى تأثيرك.
7 -تحدث من أكثر منطقة مريحك في جسدك: الحجاب الحاجز الحجاب الحاجز هو العضلة الموجودة في القفص الصدري والتي تقوم بعملية التنفس، ينصح الخبراء دومًا بأن يقوم مُلقي الخطبة بتقليص وبسط الحجاب الحاجز للتحكم في نبرة كلامه. يمكنك التمرن على هذا عدة مرات يوميًا، بالوقوف ووضع يدك على بطنك، خذ شهيقًا ثم زفيرًا، قم بالعد من واحد إلى خمسة في نفس واحد، ثم إلى عشرة في النفس التالي. ستشعر أن بطنك بدأت ترتاح وتسترخي، وكذلك إحساسك بالتنفس وجسدك عامةً، وستتمكن من الحديث بصوت عالٍ دون أن يبدو أنك تبذل مجهودًا زائدًا في الحديث. تجنب التنفس من الحلق والجزء العلوي من الصدر، إذا قمت بذلك، سيبدو صوتك أكثر إرهاقًا.
8- حسِّن ذاكرتك من أجل تحسين قدراتك في الخطابة حتى لو أنك قمت بكتابة حديثك على الورق وتقوم بالإلقاء منه. فقد تحتاج إلى استحضار معلومة معينة عند سؤال شخص ما. أو أنك تريد أن تذكر موقفًا معينًا، أو تريد الإشارة إلى مرجع ما. وإذا أردت ارتجال الإلقاء، سيتحتم عليك أن تكون ذا ذاكرة قوية، لتستطيع الإشارة إلى كل المعلومات عند الحاجة. حاول أن تتماشى مع ذاكرتك بأكبر شكل، احفظ وكرر المعلومات والكلام في أوقات كثيرة، وسيكون التأثير أفضل بكثير ما إن كان التكرار في أوقات قريبة. لا تشتت نفسك في مواضيع مختلفة، ثق بأن لديك سعة تخزين هائلة في دماغك وأنك تستطيع التحكم بها، اشرب المشروبات المصنوعة من الأعشاب الطبيعية المقوية للذاكرة، والجأ إلى الأدوية إلى لزم الأمر.
9 -توقف للحظات في الأوقات المناسبة في المحادثات العادية، عادةً ما يتحدث الناس بسرعة عالية دون التركيز على الوقت اللازم لوقع بعض الجمل، لكن عند إلقاءك لخطبة، ستحتاج إلى فاصل بين بعض الجمل، عندما تطرح نقطة جديدة، خذ وقتًا قصيرًا فاصلاً، إذا كنت ستعرض استنتاجًا مهمًا أو فكرة قوية، خذ أكبر وقت ممكن في إلقاء هذه الكلمات المهمة وخذ فاصلاً بعدها. قد تحتاج إلى قول جملة بشكل هادئ، وجملة بشكل بالغ السرعة، لا تكن مُلقيًا اعتياديًا، كن ممثلاً يحاول تصوير وعرض وجهة نظره عبر خطبته.
10- اعرف جمهورك عليك أن تولي اهتمامًا كبيرًا بالجمهور الذي ستقوم بإلقاء الخطبة أمامه، تعرف على المتوسط العام للعمر والجنس وحاول التقاط ما قد تعرفه من خلفياتهم الثقافية، لتتمكن من معرفة طريقة تقديمك للمعلومات والاستنتاجات. مثلاً، قد يكون حس الفكاهة من أكثر الأشياء التي قد تجعل خطابتك مميزة. هناك نوع اعتيادي من حس الفكاهي يلائم الإلقاء في الأماكن العامة، لكن خذ حذرك مما ستتعرض له في مواقفك الطريفة والحس الساخر بناء على جمهورك، فجمهور الشباب قد يتقبل حس الفكاهة أكثر من الكبار سنًا. سيكون الأفضل أن تتحدث في ما قد يهم الشباب إذا كان عددهم الغالب، بالتماشي مع موضوعك بالطبع، إن لم يكن هناك علاقة بين موضوعك واهتمامات الشباب، حاول عرض الموضوع بالطريقة التي قد تشجع الشباب على الانتباه. استخدم المعلومات عن جمهورك في جعله مستمعًا مخلصًا.
11- تفاعل مع الجمهور في وسط حديثك، اسأل الجمهور أسئلة عن وجهة نظرهم، لكن اجعلها أسئلة لا تحتاج سوى إجابة قصيرة، لتشرح بعدها سبب صحة هذه الإجابة. سيشعر هذا الجميع بالحماسة أكبر في الاستماع لك. لكن هذه الأسئلة ليست أسئلة عشوائية، بل هي أكثر النقاط المُلتفة في الموضوع والتي قد تمر على عقل الإنسان العادي بدون أن يشعر بأنها غريبة أو ذات خلل منطقي. قم بتحويل المعلومات الصادمة التي لا يعرفها الناس إلى أسئلة، ستجعلهم يشعرون بالجهل لعدم معرفتهم معلومة مهمة وغريبة كهذه. سيبدئون الآن في الإنصات لك بحرص، كن على تواصل كذلك مع الآخرين بعد انتهاءك من الإلقاء حتى تخلق مجالات صداقة أكبر. الصداقات هي بكل تأكيد تساعد في تحسين قدراتك في الخطابة .
12- حافظ على الانضباط انتبه من الفوضى، تعتبر الفوضى وتعالي الأصوات أثناء الاجتماعات هي السبب الأول في فشلها، لا تتحدث مع أكثر من شخص في نفس الوقت، تذكر أنه إذا اشتعل النقاش، ستتحول المشكلة إلى صراع بين شخصين أو مجموعتين، لن يهم الناس بعدها سوى أن الندوة أو المحاضرة لم تكن منضبطة، سيتجه اللوم نحوك كأنك سبب المشكلة. لذا فإنه من الهام أن تحافظ على الإيقاع الهادئ لسير حديثك، أو الحماسي إن استطعت ضبط النقاش، تذكر أن هذا هو ما يفرق بين المتقنين العظماء للخطابة وبين الهواة، إذا جعلت الأمور تسير على ما يرام، سيقدرك الجميع وسيعتبرونك حكيمًا. الإعلانات .
13- قم بدعوة أصدقائك إذا كان لديك أصدقاء قد يهتمون بالموضوع الذي ستتحدث عنه، قم بدعوتهم للحضور. ستشعر بالدعم من خلال رؤية أشخاص تعرفهم وأنت تتحدث. الأشخاص المحيطين بك يستطيعون مساعدك في تحديد مدى تقدمك في تحسين قدراتك في الخطابة .
14- تمرن باستمرار التمرين هو أهم الأشياء التي سيكون عليك تطويرها عند إلقاءك. لن يكفيك تحضيرك، فالمرات الأولى في الإلقاء صعبة، قد تحتاج إلى فترة لتطور من مهاراتك. إذا كان بإمكانك الذهاب وعمل تجربة لإلقاءك في مكان الندوة أو التقديم أو أيًا كان من الاجتماعات التي ستضطر فيها إلى الحديث بثقة أمام مجموعة كبيرة من الناس. يمكنك كذلك أن تتمرن أمام المرآة. ثق من نفسك وتخيل أنك أمام كل هؤلاء الناس وستقوم الناس بالتحدث أمامهم، لا تجعل أي شيء يقاطعك، إلى أن تنتهي وتقيم أداءك.
15- صوِّر تجاربك يمكنك أن تصور تجربتك كما وضحنا في الخطوة السابقة، ثم شاهد بحرص تجربتك وحاول تقييم أداءك وتحديد نقاط ضعفك، قم بالتمرين أكثر من مرة لمعالجة نقاط ضعفك. إذا لم تتوفر لك الفرصة لعمل التجربة في المكان الذي ستتحدث فيه، يمكنك التجربة في أي مكان تجده مناسبًا، يمكنك حتى أن تفعل هذا في منزلك. تصوير حديثك بلا شك يساعدك في تحسين قدراتك في الخطابة .
16- اقرأ عن فن الخطابة يهدف فن إلقاء الخطاب إلى تحسين قدرة المتحدث أو الكتاب في إقناع الآخرين بأفكار أو اتخاذ مواقف معينة. وقد ظهر الكثير من الخطباء وأساتذة الخطابة من أكثر من ألفي سنة، حيث قام بعض الفلاسفة بوضع أساسيات علم الخطابة، مثل أرسطو الذي بنى أسلوب المناظرة الجدلية مع السفسطائيين. اعتمد أرسطو على منطق لتأسيس فن يستطيع به الشخص إتقان الحديث لتوضيح أفكاره بطريقة منطقية وثقة أمام الآخرين، تطور هذا العلم عبر مئات السنين، من خلال الفلاسفة اليونانيين والرومانيين مثل شيشرون والعلماء العرب مثل الجاحظ. إلى القرن العشرين والنظريات الجديدة والمؤثرة مثل نظريات البرمجة اللغوية العصبية. ستساعدك القراءة في فهم خلاصة تجارب أعظم الخطباء في التاريخ. وبالتالي تحصل على فرصة من أجل تحسين قدراتك في الخطابة .
17- اقرأ في علم النفس الحديث إذا قرأت في علم النفس الحديث، ستعرف ما هي التأثيرات التي يستجيب لها الحاضرين أمامك. ستتمكن التحكم في دماغك بشكل أفضل، وستصبح قادرًا على فهم سيكولوجية الآخرين وستستفيد من نقاط قوتك أمامهم، الخطوة الأهم هي التطبيق لما قرأته في علم النفس، فبعد قراءتك للكثير من النظريات، ستختار المناهج الأفضل بالنسبة لك من خلال التمرين، وفي النهاية سوف تنجح في تحسين قدراتك في الخطابة . في النهاية، حاول أن تفهم أن الخطابة هي فن، وأنك من أجل تحسين قدراتك في الخطابة ستحتاج إلى التمرن باستمرار لتكون طريقتك الخاصة فيه، لا تتردد في أخذ النصائح من الخبراء. اعلم أنك إذا اهتممت بالموضوع بدرجة كبيرة وفكرت فيه أوقاتًا طويلة، ستحصل على ثقة جمهورك بسرعة، وستتمكن بالدرجة الكافية من فن الخطابة.