الخط المسماري وتطور فن الكتابة
لفت الدكتور سامي علي استاذ التاريخ القديم النظر في لقاء معه الى ان الخط المسماري الذي نسب اختراعه الى السومريين قد ظهر لاول مرة على هيئة الواح تصويرية بسيطة، أي كانت كل صورة تمثل الشيء المراد التعبير عنه وقد اصطلح العلماء اسم (العصر الشبيه بالكتابي) على الفترة التي نشأت فيها الكتابة المسمارية، ثم تطورت حتى تكاملت وقد حدد زمن هذه الفترة ما بين 3500-2800 قبل الميلاد، وهكذا بدات الكتابة اول ما بدأت على هيئة صور بسيطة، أي كانت كل صورة تمثل حاجة او عمل أي الشيء المراد كتابته او التعبير عنه، ويرى بعض الخبراء في التاريخ القديم ان هذه الكتابة التصويرية انتقلت الى مصر من بلاد الرافدين.
وأشار المؤرخ علي: الى ان المرحلة الاولى للكتابة قد اقترنت بتعلم الانسان القديم للرسم والنقش ثم تقدم فن الكتابة فانتقل من طور الصور الى رموز وعلامات صارت بعد ذلك مقاطع ذات قيم صوتية مؤلفة من اسافين او خطوط اسفينية عند صفها على الواح الطين او حفرها على الحجر، ولما كانت هذه الخطوط تشبه المسامير شكلا فقد سميت بالكتابة المسمارية او الاسفينية ثم تكاملت الجملة بادخال الصيغة الفعلية فسهل التدوين بها، وكان اول من اطلق عليها اسم المسمارية هم نقارو الحجر الذين كانوا يعملون مع (هرمز رسام) المنقب الذي كان يجري تنقيباته في مباني نينوى الاثرية داخل تل النبي يونس (1888-1891).
وأضاف: انتشر استخدام الكتابة المسمارية في العصور التالية في الشرق الادنى القديم، وقد ازداد هذا الانتشار في زمن حمورابي حيث دونت شريعته المشهورة المؤلفة من ثلاثة آلاف سطر بالخط المسماري، وفي هذا الدور لعب انتشار استعمال الاختام دورا مهما في اتقان الرسم وتكامل فن الكتابة، وقد نقل الكتبة السومريون والبابليون ما وقع تحت ايديهم من تلك الكتابات وما تناقلته الالسن من الاخبار والاساطير والقصص ودونوها على شكل ثبت بأسماء الملوك والسلالات وفق سني حكمهم، وقد عثر الباحثون على كثير من الآثار المتعلقة بدور الانتقال من الصورة الى المقاطع في المخطوطات المسمارية لقدماء الاكديين الذين استخدموها في مخابراتهم الدبلوماسية مع مصر او غيرها من بلدان العالم.
ونوه الدكتورعلي: الى ان اختراع الكتابة كان عاملا مهما في التقارب بين الناس المتباعدين فسهل وسيلة الجمع والتعاون بين الاقوام بمبادلة الرسائل والكتب، ولا شك ان الحضارة التي ازدهرت في بلاد سومر وأكد لم تتكون وتزدهر لولا توافر الكتابة.