من هو قدوة الطالب في المدارس غير الحوزوية
تعارف بين صفوف الدرس الحوزوي ان يكون الارتباط بين الأستاذ والطالب واضحا جدا حتى ان البعض من الطلبة كان يعتبر نسخة أخرى من استاذه بكل ما عنده من صفات وعلم وربما زاد عليه، الا ان المدارس خارج الحوزة وهي التي فتحت لأسباب متعددة كما أشرنا إلى ذلك في أكثر من مناسبة يختلف الوضع فيها من هذه الجهة وسبب الاختلاف ما يلي:
أولا: ان ارتباط الطالب بالأستاذ بناء على توفر شرطين أساسيين لا يمكن التنازل عنهما وهما الانضباط العلمي والانضباط السلوكي، اما المدارس غير الحوزوية فهي لا تهتم بهذين الجانبين كثيرا وانما المهم عندها ان يبقى المشروع قائما حتى لو كان على حساب عمر الطالب الضائع.
ثانيا: عندما يختار الطالب في الدرس الحوزوي أستاذا فهو يسال عنه أكثر من جهة حتى يعرف توفر صفات الأستاذ الجيد فيه لان القضية ترتبط بدينه ومستقبله العلمي، اما المدارس غير الحوزوية فهي تختار الأستاذ بناء على علاقاتها بالآخرين وليس بناء على ضبطه للدرس او انضباطه وبالتالي من الطبيعي ان تكون النتيجة هو ان الأستاذ قدوة للطالب في المدرسة الحوزوية اما في المدرسة غير الحوزوية فالأمر قد يكون مختلفا تماما.
ثالثا: عندما يجد الطالب في الحوزة نفسه غير منسجم مع الأستاذ بسبب طريقته في الطرح او ما شابه فهو بإمكانه ان يقوم باختيار أستاذ اخر بعد القيام بنفس الخطوات السابقة اما في المدارس غير الحوزوية فليس من حق الطالب ان يعترض على الأستاذ وإذا كان يريد الاعتراض فهو مخير بين امرين ان يعيش في المدرسة محاربا من قبل هذا الأستاذ او ان يخرج من المدرسة لان المدارس غير الحوزوية تريد عبيدا ولا تريد طلبة للعلم وهذا ما حصل مع عشرات الطلبة الذين طردوا من المدارس بسبب مطالبتهم بتغيير الأستاذ.
من هنا فان الأستاذ في المدرس غير الحوزوية لن يخاف من التغيير إذا كان مع الإدارة وما تريد ويحقق ما تريده منه حتى وان كان في اسوء الأوضاع الأخلاقية حتى ان عدد من الطلبة تركوا المدارس غير الحوزوية خوفا على اخلاقهم من بعض الأساتذة الذين يعيشون حالة من عدم الانضباط السلوكي في القول والفعل لهذا فان كانت هناك مطالبة بشيء فهي بإغلاق هذه المدارس التي أسست للإضرار بالحوزة العلمية وتشويه سمعة طلابها عن طريق نماذج من الأساتذة الذين لا يعرفون الله ورسوله في قولهم وفعلهم.
يقول أحد الطلبة كنت في أحد الأيام نائما في غرفة من الغرف الخاصة بالدرس ولم يكن هناك درس حسب علمي وفجأة دخل علي الأستاذ الخاص بهذه المرحلة وهي مرحلة متقدمة في المدرسة وإذا به يخاطبني بأسوء الالفاظ وبقيت في حيرة من امري مع ان هذا الشخص يدعي انه طالب قديم في الدراسة مع انه بهذه الاخلاق السيئة لا يساوي عند الله قشر بصلة وكم يوجد من هذه النماذج السيئة في هذه المدارس التي لا يعلم الا الله سبب تأسيسها.
ومن الواضح ان اضرارها بالحوزة العلمية أصبح امرا لا كلام فيه حتى ان بعض الطلبة يخفي اسم المدرسة التي يدرس فيها خوفا على سمعته بين الناس.
جميل مانع البزوني