هل خدع مايكل أنجلو الكنسية؟.. رسم رموز جسد المرأة سراً على سقف "سيستين" رغم رفض البابا لها
قال فريق من الباحثين بقيادة ديفيس دي كامبوس التابع للجامعة الاتحادية للعلوم الصحية في بورتو أليغري في البرازيل، إن مايكل أنجلو رسم سراً رموزاً لجسد امرأة على سقف كنيسة سيستين.
الفريق الذي قام بتحليل لوحة "خلق حواء" التي تتوسط الكنيسة ادعى وجود أوصاف عدة لجسد المرأة، أخفاها الرسام غالباً لإخفاء معرفته بعلم التشريح ولتجنب انتقادات الكنيسة.
ففي دراسة نُشرت في مجلة علم التشريح السريري، أشار الفريق إلى أن كثيراً من فنون عصر النهضة يحتوي على معانٍ خفية مثل: رسوم على هيئة حيوانات، ومواضع الحروف ومقاربتها. ومايكل أنجلو كعالم تشريح شعر بحاجة لإخفاء عناصر في رسوماته عن طريق ترميزها.
تحليل سقف الكنيسة
استخدم الفريق برنامجَ تصوير لتحليل سقف كنيسة سيستين ليبحثوا عن أي علامة لجسم إنسان، فوجدوا أن التصويرات الخاصة بجسد الأنثى عادة ما تكون مثلثاً يشير رأسه إلى أسفل، في حين أن تصويرات أجساد الذكور تشير إلى أعلى.
ووجدوا أن وضعية ذراع حواء وساعدها "تبين شكل المثلث المعكوس بوضوح.. لذا، فعلى سقف وسط كنيسة سيستين.. من المحتمل أن مايكل أنجلو وضع رمزاً لامرأة وثنية سيئة السمعة".
وجد شكل المثلث المعكوس في مناطق عدة من الرسومات، كما وجدت رسمات لثور وجماجم خراف في الجزء المركزي، وهي تعني أشياء لم تُفهم حتى الآن. وقال الفريق وفقاً لفرضيتهم، إن هذه الجماجم "ترتبط بشكل مباشر بشكل أجزاء جسم المرأة الداخلية".
ويعتقد الباحثون أن مايكل أنجلو ضمّن هذه الرموز في رسوماته للحط من شأن الكنيسة وهدم دورها، كما فعل حين ضمّن أبطالاً يهوداً وشعارات قبل ذلك، كما كتبوا أن: "مايكل أنجلو كان يقدس كل التعاليم المتعلقة بالمحرمات الأنثوية"، "وكان ذلك لأن قوة النساء وقدرتهن على إنتاج الحياة كانت مقدسة جداً في الأديان الوثنية القديمة وفي التعاليم اليهودية".
سبب إخفائها
"ورغم ذلك فإن هذا الأمر يهدد رفعة شأن الذكور المهيمن على الكنيسة الكاثوليكية، لذا نفترض أن مايكل أنجلو أخفى هذه الرموز المتعلقة بجسد المرأة لأنه علم رفض البابا القاطع لمثل هذه التعابير".
علاوة على ذلك، وفي وقت رسم اللوحة في كنيسة سيستين، حظرت الكنيسة الكاثوليكية تشريح جسد الإنسان باعتباره "لغزاً إلهياً"، ومن المعروف أن مايكل أنجلو درس علم تشريح الجثث، لذا فمن المحتمل أن يكون استخدم شكل الرموز للتعبير عن صفات تشريحية.
ولاحظ الفريق أنه "في أوقات عدم التسامح والتعصب الديني، لم يجرؤ الفن قط أن يعبر عما شغف الفنان لتوصيله، فالشيفرات، والتلميحات الخفية، والرموز، والإشارات المحجوبة، كل ذلك لم تفهمه سوى دائرة صغيرة من الفنانين المعاصرين، وكانت تلك الطرق بمثابة الملجأ الوحيد لهم لكسر الوصايا التقليدية في ذلك الوقت".
واستنتج الفريق أنه "مثل كثير من فناني عصر النهضة في ذلك الوقت، فإن مايكل أنجلو غالباً ما قدم أشكالاً تجسد الإنسان، وإساءات جنسية، وإهانات غليظة ضد رعاة الكنيسة دون أن يدركوا ذلك. فالمسيحية بالنسبة له لم تكن أسمى من أي شكل آخر من الأديان، ومايكل أنجلو قد يكون أخفى رموزاً تتعلق بجسد المرأة ليعلي من شأن صورة المرأة التي تجاهلتها الكنيسة الكاثوليكية تجاهلًا كبيراً".
- هذا الموضوع مترجم عن موقع Ibtimes. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.