ابو كريم ..

كعادته لا ينام بعد صلاة الفجر التي يؤديها في مسجد القرية ..

كان قلقاً جداً على ابنه ( كريم ) ..

لكنه لا يظهر ذلك القلق خوفاً على زوجته ( ام كريم ) لانها مريضة ..

إعتاد على سماع صوت ( كريم ) في كل يوم ..

لكنّه لم يتصل منذُ يوم وليلة ..

اتصل بمن هم قريبين من مكان تواجد ( كريم ) في عامرية الفلوجة ..

فقالوا له : انهم يتعرضون لهجوم من قبل الدواعش ..

فزاد قلقه على ( كريم ) خصوصاً وان ( موبايل ) ( كريم ) خارج نطاق التغطية ..

وبعد صلاة الظهر جاءه إتصال من احد اصدقاء كريم ..

يُخبره ان كريم قد أُستشهد ..

لم يكن ليُصدق ما يسمع ..

أيُعقل انه لن يرَ ولده مرة أخرى ..

ماذا سيقول لامه ؟؟

الام التي كانت تُريد ان ترى ولدها في زفّة عرسه ..

استجمع قواه واخبر إخوته وابناء قريته ..

وشاع الخبر ان ( كريم ) استشهد ..

وهنا تبدأ الصورة المشرقة التي رسمها ( ابو كريم ) ..

والتي ستحكيها الاجيال بفخرٍ وإعتزاز ويسجلها التاريخ بحروف من نور ..

اخبر الجميع انَّه سيستقبل ولده بسيارة يُزينها ويجملها لانه يراه عريساً زُفَّ الى الجنة ..

وفعلاً استقبل ابنه بروحٍ مطمأنة وقلبٍ عامرٍ بالايمان ..

وهو يقول :

( على الخير والبركة إبني ، من توصل يم الحسين سلملي عليه ) ..


وزفَّ ولده الى مثواه الاخير

ليودعه في وادي السلام بجوار سيد الاوصياء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ..