بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد :
يروى أنّ رجلاً كان شاعراً، وكان له عدوٌّ، فبينما هو سائر ذات يوم من الأيّام، وإذا بعدوّه إلى جانبه، فعلم الشّاعر أنّ عدوّه قاتله لا محالة، فقال له: يا هذا، أنا أعلم أنّ المنيّة قد حضرت، ولكن سألتك الله، إذا أنت قتلتني امضِ إلى داري وقف بالباب وقُلْ ألا أيُّها البنتان إنَّ أباكما ) . وكانت للشّاعر ابنتان، فلمـّا سمعتا قول الرجل:
ألا أيُّها البنتان إنَّ أباكما ( قالتا )
قتيلٌ خُذا بالثّار ممَّن أتاكما
ثمّ تعلّقتا بالرّجل، وحملتاه إلى الحاكم، ثمّ طلبتا أباهما، فاستقرّه فأقرَّ بقتله، وقُتِل بأبيهما.
قال رسول الله صلىاللهعليه وآله وسلم : ( سلامة الإنسان في حفظ اللّسان ).
وقال لله صلىاللهعليه وآله وسلم : ( يُعذِّب الله اللسان بعذاب لا يُعذِّب به شيئاً من الجوارح، فيقول: ربِّ، عذّبتني بعذاب لم تُعذِّبه شيئاً من الجوارح؟!
فيُقال له: خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسُفك بها الدّم الحرام، وانتُهِب به المال الحرام، وانتُهك به الفَرْج الحرام ).
وعن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال : ( إنّ لسان ابن آدم يُشرِف كلّ يوم على جوارحه، فيقول: كيف أصبحتم؟
فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله الله فينا! ويُناشدونه ويقولون: إنّما نُثاب بك ونُعاقب بك )..