أنّــي مــررت بـحـيّكم كـي اسـألَه لـي هـاهنا قـلبٌ وريـمٌ أشـغلَه
ردّوا الـودائـع إنـنـا فــي حـاجـةٍ لـقـلوبنا كــي لا نـطـيل المسألة
هـيـهات نـــرجَــعُ هاهنا فقـلوعنا رحـلت ولـن تـأتي الـهوى ومـنازلَه
هـــو هـائـلٌ كـالـبحر لا حــدٌّ لــه تـعـب الـغـريق مـنـادياً مــا أطـولَـه
إيـــاكَ مـــن عــبـثٍ بــهِ ورمـالــــهِ واتــرك لــه أمـواجـه وسـواحـله
هذا الفتى قد تاب من لعبِ الهوى ما عاد يستجدي العيون القاتلة
قـــد عـــاد طـفـلا هـاربـاً بـجـميعهِ لـيـرتب الـقـلب الـجـديد وأولَّــه
هـيـهات يـغـرق مــرة أخـرى بــهِ مــــن عـاد في أنوائـهِ مـا اجـهله
ولـكـل شـيء فـي الـحياة نــوافـــلٌ إلا الـهوى تـقتصُ منه الـنافلة
هـذا الـهوى الـريان يـسقي وِردُهُ ظـمأ الـقلوب ويـستغيثُ مناهلَه
مــا ذقــت مـنـه إنـمـا عـشـقٌ بــهِ نــارٌ وكـلـي قـائلٌ : مـا أجـملَه
وإذا مـــررتَ بـعـاشـقِ فــارأف بــهِ فـلـربما لـمـحَ الـغـزالَ فـجـندَلَه
ونــأى بـعـيداً بـعـدما أزرى بــهِ فـغـدا حـسـيرَ الــروح لا أحـباب لـه
قـــل لــلـذي أعــيـاهُ ظــبـيٌ شــاردٌ إن الـظـباء طـبـاعها مـتـماثلة
تـصـطاد بـالـنظرات جـمـع قـلوبنا نـهوى فـنرتادُ الـصحارى الـقاحلة
آهٍ لـظـبـيٍ كـــم شـكـونـا ظـلـمهُ لـكـنه فــي ظـلـمه مــا أعـدلـهْ
ظـبـيٌ يـشـاغلنا فـيـسلبُ روحـنا ويـعود يـطلق بـالرميم مـشاعلهْ
يُـحيي الـعظامَ كـأنّهُ إذْ مـسَّها أنـفاس عـيسى إذ يـحلّ المعضلة
========================================