قرية جرمو الكوردية في كركوك نواة الحضارة الزراعية
تقع قرية جرمو الاثرية اسفل جبال زاغروس شرقي مدينة كركوك وتسمى ايضا قلعة جرمو ، على ارتفاع 800 متر فوق سطح البحر يحيطها حزام من غابات البلوط والفستق
يؤكد علماء الاثار ان الانسان القديم أسس قرية زراعية مستقرة في جرمو منذ 7000 عام قبل الميلاد او اكثر ، تعد اقدم مدينة من العصر الحجري الحديث ، اكتشفت فيها اثار تدل على استخدام الانسان القديم للادوات الحجرية في الزراعة البدائية مثل المنجل المصنوع من حجر الصوان واحجار طحن ، كما عثر في هذه القرية على ادوات مصنوعة من العضام استخدمت كادوات قطع وتثقيب وملاعق وكذلك جرار من الفخار للخزن، اكتشفت هذه الاثار بعد التنقيب في عدة طبقات من القرية ( 12 طبقة) .
تقدر مساحة القرية بين ( 12000- 16000) متر مربع وفيها 20 بيتا مصنوعا من الطين والطين المفخور، شيدت اسسها من الحجر وعاش فيها مايقرب من 100 – 150 شخص .
ووجدت فيها اثار تدل على تدجين بعض الحيوانات مثل الماعز والخراف والكلاب . زرعوا الحنطة والشعير والبازلاء طعاما لهم ولحيواناتهم .
لقد قاد مشروع التنقيب عن اثار قرية جرمو العالم روبرت بريدوود ودرس الزراعة البدائية في العراق وله دراسات مشابهة في ايران وتركيا .
قدم انجازات متميزة في دراسة المجتمعات الزراعية الاولى التي اسهمت في نشوء الحضارة ، مثل الحضارة السومرية التي ازدهرت منذ 3000 عام قبل الميلاد ( ق . م).
وهو الذي اكتشف عدة اكتشافات هامة مثل اقدم عينة من دم الانسان ، واقدم نموذج من صناعة يدوية للنحاس الطبيعي ، واقدم قطعة قماش . واجرى فحوصا اولية لمعرفة DNA الدم في قطعة اثرية قديمة .
ساهم بريدوود في تطوير علم الاثار من خلال الاستعانة بعلماء النبات والحيوان والجيولوجيا الذين درسوا معه ما عثر عليه واكتشفه من اثار قديمة، وقدموا وجهات نظر واراء مفيدة بشأنها ، وهو اول من استخدم المسح الاثاري لاستكشاف منطقة كاملة .
اثبت روبرت بريدوود في دراساته العلمية واكتشافاته ان الانتقال من مرحلة الصيد الى الزراعة حدث في كوردستان توركيا خلال العصور القديمة، قبل حوالي 8000 - 12000عام
وان اولى اكتشافات العصر الحجري القديم الأول في كوردستان شمال العراق بدأت عام 1928 من قبل دوروثي جارود (Garrod Dorothy A.E) التي أتمت حفرياتها التمهيدية الأولى في كهف (زرزي) قرب منابع نهر الزاب الأسفل . في الجبال المقابلة لسورداش يوجد هذا الكهف الصغير (زرزي) ولا يبعد كثيراً عن كهفي قزقبان ، و (كور و كچ ) الصناعيين .
عثر في كهف زرزي على آثار تعود لأواخر العصر الحجري القديم ومعظمها من الآلات الدقيقة التي تعود إلى ما قبل 12000 عام.
كانت تجربة دوروثي جارود الثانية في كهف (هزارميرد) قرب السليمانية، اذ كشفت فيه الحفريات التمهيدية عن صناعة صوان أولية ، وذلك لوجود الأسلحة المستدقة النهاية ذات الوجه الواحد والقاشطات ( المميزة لهذه الحضارة) واتضح من دراسة الآثار أن هناك اتجاهاً متزايداً نحو الاعتماد على المنتوجات النباتية ، ومع ذلك فإن أهل الكهف تعلموا فنون الزراعة وتدجين الحيوان، وكذلك وجدت في الكهفين ملتقطات تعود للعصر الحجري القديم.
و عثرت البعثة الأمريكية للتنقيبات في كهف (هزار ميرد) على مخلفات تعود للعصر الحجري القديم الأوسط (100000 ق.م) وهي مجموعة آثار حجرية من صنع انسان النياندرتال، عثر عليها في أسفل طبقات هذا الكهف
لقد تشابهت صناعة الكورد من اورمية حتى الى ايلام اي من اقصى الشمال من كوردستان الى اقصى الجنوب ومن الشرق الى الغرب
وأن أول من نقب في كهف هزارميرد بشكل علمي دقيق هو عالم الاثار روبرت بريدود من جامعة شيكاغو، وكان ذلك عام 1928م، فقد عثر فيه على أدوات من الحجر تعود إلى العصر الحجري القديم.
وعثر في كهف بيستون قرب كرمانشاه كوردستان الجنوبية ( ايلام ) وكذلك في كهف تامتاما قرب بحيرة أورمية على أدوات مصنوعة من الصوان ، وهذه الأدوات تماثل ما اكتشفته دوروثي جارود في كهف (هزارميرد) وهذا يدل على أن الذين سكنوا هذه الكهوف كانوا من نفس النوع من البشر اي وجود علاقة مشتركة بين الاقوام التي انتجت تلك الاثار الحضارية .