TODAY - July 13, 2010
العلامة الوائلي الغائب عن العيون.. الحاضر في القلوب
في غاية الصعوبة تلك هي السطور التي نحاول ان نفتتح بها ما نود ان نكتب وخصوصاً اذا كانت تخص من نحب!
ماذا عساني اكتب عنك؟ وكيف أرثيك في ذكراك؟ وانت سيد الكلمة والمنطق.. ليت قلمي يستطيع كتابة ماتعلَم من علوم وفنونٍ للكتابة .. انك العلامة العلامة بحق .. الشيخ الشيخ الدكتور والاستاذ احمد الوائلي .
كيف ادمنت الوائلي؟! منذ طفولتي ادمنت أذناي هذا الصوت الشجي المدوي وأبي يستمع اليه ونحن نصغي الى مايقول فقد اوضح لنا ماخفي عنا وجهلناه, تعلقت بهذا العالم النحرير والخطيب المفوه والأديب البارع الوسيم المنطيق الدؤوب ! فهو الفارس الامير للمنبر الحسيني دون منازع , وهو الزعيم الديني شفيف الروح والوجه واللسان, الذي يتحدث ببساطة القروي وفراسة البدوي وحذق الحضري فيتسرب الى قلبك ويتربع وسطه! لا يكفِّر احدا! ولا يتجاوز على الآخرين!.. كان محب الجميع سنة وشيعة يتحدث بكل بساطة ودون تكلف .. كلماته تدخل القلوب دون أستأذان, كان بحق مكتبة متنقلة ولسان الشيعة الناطق كما يقال .. أكثر من نصف قرن ومنبره التربوي يبني صرح الاسلام العظيم, فكان نعم الواعظ لنا ..شامخاً في طرحه، مبدعاً في أسلوبه، عميقاً في فكره، بسيطاً في عرض أفكاره.
كيف العزاء ياسيدي وكيف لكلماتي البسيطة الركيكة كيف لها ان تعطيك حقك! اليك سيدي اكتب واحبس انفاسي وعيوني تمطر دمعا في ذكراك .. عذرا سيدي فلا املك عند ذكراك غير الدموع التي تحرق المآقي ..رحلت سيدي فأقرحت العيون وادميت القلوب بفراقك ..تحققت امنيتك في ان تموت في العراق الحبيب ولم تتحقق امنيتي في لقائك سيدي لقد كانت امنية العمر ان التقيك لـتقر عيني برؤيتك الجليلة المهابة!! رحلت من بين من احبوك ومن جلسوا طويلاً ينهلون من علمك الواسع.
رحل الوائلي وبين شفتيه ترنيمة الحسين .. ترنيمة الحرية المقدسة ..راجيا أن يشمله شرف الانتماء وتحضنه رحاب آل محمد خادما مخلصا يأخذه أسياده يوم يدعى كل أناس بإمامهم .
سلاماً لك أيها الصوت الحسيني الشجي فما زالت كلمات خطبك تدوي في آذان كل من سمعها .. يـا من انطقت القوافي واتقنت لغة القرآن.. يامن علمتنا ماهي النفوس الكبيرة!! عزاؤنا فيك سيدي أنك تركت تراثاً ومدرسة فكرية, وعزاؤنا فيك ان ذكرك مازال ولازال بين افواهنا تلهج بما نهلنا من علمك وحيث يقول الشاعر (الذكر للإنسان عمرٌ ثانِ) سيدي لقد أحزننا كثيراً فراقك.. انت في قلوب محبيك في كل العالم وهي وتدعو لك بالدعاء الذي دأبت على أن تختم به خطبك «اللهم أحشرنا يوم تحشرنا في رحاب آل محمد», اللهم احشره معهم وعرف بينه وبينهم في مستقر رحمتك بحق محمد وآلـ محمد .. نم قرير العين سيدي بجوار ابا الحسن هنيئاً لك.
كلمات شعرية للشيخ يرثى به نفسه حيث يقولـ:
رسمت ملامحي ليظل شكليمع المضمون في قلب الكتاب...فجسمي سوف يبلى بعد حينوامحى مثل غيري بالترابِ
وفوق الترب ليس يبين حسنٌ ولا قبح ٌ لشيخ أو شباب......بل سيظل من فعلي وقولي حضور رغم أني في غيـاب
فيا متأملا رسمي ترحمعليَّ بيوم أدعى للحساب.............وقل ربي تلطف في فقيرلـــرحمتك الكـبيرة والثـــــوابِ
من شعرٍ له رحمه الله عندما كان مريضاً ويطلب الشفاء من الله عز وجل:
ذكراك يا شيخنا الحبيب ستبقى في قلوبنا وعقولنا
بقلمي واسألكم الدعاء
الصور والشعر مقتبس من موقع الشيخ رحمه الله