في الصورة يحمل الفنان سليم البصري طفل الفنان حمودي الحارثي ..في كواليس العمل
تحت موس الحلاق هو عمل تلفزيوني كوميدي عراقي أنتج في نهاية ستينيات القرن العشرين وقام ببطولته الفنانين العراقيين الراحل سليم البصري وحمودي الحارثي والبقية الباقية من نخبة الفنانين العراقيين في تلك الحقبة منهم الراحل راسم الجميلي وسهام السبتي والراحل خليل الرفاعي (المعروف باسم أبو فارس) وقد نجح هذا العمل نجاحا جماهيريا كبيرا وما زالت شعبيته في اذهان المشاهد العراقي خاصة والعربي عامة حتى الآن.
تحت موس الحلاق، ليس مجرد مسلسل عراقي ولا كوميدي فحسب بل يمث أكثر من ذلك لمن تابعه وخصوصا من العراقيين لأنه أحتوى على الكثير من العبر الأخلاقية والكثير من لمحات المجتمع العراقي. والحياة العراقية في فترة الستينات كما إنه يعتبر قمة في الأداء الفني والعمل التلفزيوني من قبل الكثير من النقاد والمتابعين للفن التمثيلي العراقي, فهو مسلسل الأجيال الأكثر رسوخاً في الذاكرة العراقية والذي مهما أعيد عرضه تراه يتابع بلا ملل.
بدأ العمل بهذا المسلسل سنة 1961 ويقول الفنان حمودي الحارثي (عبوّسي) إن النصوص أو الأفكار الأولى التي جاء بها مبدع الكوميديا العراقية الفنان الراحل سليم البصري (حجي راضي) سنة 1960 وكان قد كتبها في دفتر له كانت معدة لغرض العمل المسرحي ثم أقترح عليه تحويلها إلى عمل تلفزيوني فقام بتحويلها مع ان المسلسلات التلفزيونية لم تكن رائجة آنذاك...أخرج المسلسل المخرج عمانوئيل رسام الشهير ب (ع.ن.ر)اختصاراً لاسمه...
المسلسل تناول مواضيع أخلاقية انتقادية ولا سيما موضوع محو الأمية فضلا عن تناول سلبيات المجتمع البغدادي في عقد الستينات من القرن المنصرم، وقد أبدع الفنانون العراقيون في هذا المسلسل في أدائهم من حيث العفوية والإجادة كما أن بساطة النص وسلاسته وشعبية المفردة المتداولة محليا قد جعلته مقرباً إلى قلوب العراقيين عموماً والبغداديين خصوصاً.
لكنها لم تغير حقيقة كونه سهلاً ممتنعاً وهذا ما جعل هذا العمل متميزاً وخالداً في الذاكرة
ان هذا المسلسل ما زال يحظى باهتمام الاجيال الجديدة التي تشاهد حلقاته المسجلة، وتتساءل لماذا لم ننتج مسلسل مثله حتى الآن؟ وليس أدل على نجاحه من عدد مشاهدي بعض مقاطعه المنشورة على موقع (يوتيوب) العالمي، وهي أعداد تتنامى وتزداد في كل لحظة، فضلا عن انه أصبح سلوى للعراقيين من جميع الشرائح والأطياف في الداخل والخارج.
انتج هذا المسلسل بامكانات وأجهزة محدودة جدا من جميح النواحي، فليس فيه ديكورات ضخمة، ولا مواقع تصوير (لوكيشنات) مميزة، ولا حتى ملابس أو اكسسورات فاخرة، بل ان بعض الممثلين أدوا أدوارهم بملابسهم التي يرتدونها في حياتهم العامة. أما بالنسبة لمعدات الانتاج فقد كانت عادية جدا، إذ لم تستعمل فيه أجهزة متطورة جدا بتقنيات عالية، لاسيما وان المسلسل انتج العام 1961 .
يقول الفنان راسم الجميلي:
تصور ان اداء الفنان القدير سليم البصري كان يوهمنا في أحيان كثيرة بانه حقيقة.. ففي مشهد السلم مع سهام السبتي كان يبدو(سكرانا) بل حتى السكران لا يمثل المشهد بهذه التلقائية والعفوية.
وأجاد الفنانون تجسيد الشخصيات لانها كانت حقيقية وقريبة من نفوسهم، وانه لم ينتج لأسباب سياسية أو دعائية أو لاغراض أخرى. وهذا ما دمر الأعمال الفنية اللاحقة، وفضلا عن ذلك فان تواضع الفنانين وبساطتهم وصدقهم في الأداء كان لها الدور الفاعل في عشق الجمهور للمسلسل
واترككم مع المقطع الاكثر شعبية في المسلسل :