تاملات في زيارة الاربعين 1
العطاء وصور البذل غير المالوفة
منذ عشرة ايام والناس في حالة من الغليان البشري في شوارع العراق بسبب دخول الزوار الاجانب وهذا الغليان سببه التسابق في خدمة الزائرين فمن التوسل الى التهديد بالسلاح فقد راينا كيف يتوسل الخدام بالزائرين حتى يحصلوا على واحد منهم ليبقى عندهم ليلة او ساعات معدودة فيما رايت شخصا اخر عجز عن الحصول على بعض الزوار فرفع فأسا فوق رؤوس الزائرين مهددا بها حتى لا يبق من دون زوار ....حقا انه منظر معبر عن الرغبة في البذل الى اخر نفس انه نموذج فريد من نوعه في العطاء .
عندما ينظر الانسان في نوعية المقدم من العطاء يقف حائرا امام التنويع واما الكمية المبذولة وامام الاصرار على البذل وكانها حرب من اجل العطاء .
وليس من الغريب ان نجد الايرانيين ينشدون نشيد انتم الكرماء انتم الشرفاء ...فقد صدمني هذا النشيد لان الايرانيين لا ينشدون لغيرهم في العادة .
ولكن العطاء الذي بذله الشيعة في العراق جعل الايرانيين يعترفون بالفرق الكبير بين العطاء الكبير وبين مجرد العطاء .
ومن هنا كانت الانواع المقدمة من الاطعمة مدعاة للفخر لانها كانت فعلا مائدة سلطانية لا يكون هناك مكان خال من التفاصيل .
والجلوس ايضا كان فيه جميع اجناس البشر ومن كل اللغات وذاق الجميع جميع الاذواق .
جميل مانع البزوني