الرواية كحال الروايات الفرنسية العظيمة في ذلك العصر فيها الكثير من الرسائل والعظة والدروس.
صور الكاتب في الرواية حال المجتمع الباريسي والهمجية والجهل الذي كانوا فيه وبحثهم الدائم عن التسلية الرخيصة المتمثلة في الشتم والسخرية وإيذاء الضعفاء، فقد تجدهم يقفون منتظرين للاستمتاع بمحاكمة وجلد شخص ما أمامهم في العلن دون أن تكون لهم إنسانية أو قلب يرق لهذا المشهد أو عقل رشيد ينكر الباطل والظلم إن حدث، ويلهثون لتلك الأحداث والمشاهد ويضحكون ويسخرون ممن كانوا معجبين به بالأمس، كما حدث مع الراقصة الغجرية أزميرالدا حينما كانوا يقفون مصطفين لمشاهدة رقصها مشدوهين بجمالها وخفتها ومع ذلك لم يتوانوا عن الحضور والتمتع بلحظة محاكمتها وتعذيبها فيما بعد. وأيضا يتضح من الرواية افتقار أهل باريس للحس الفني والأدبي وعدم تقديرهم للفن والإبداع كما حدث مع الشاعر جرنجوار حين تركوا مسرحيته واصفينها بالمملة ليتسلوا بأمر آخر سخيف وهو انتخاب أمير البلهاء الذي من شروطه أن يكون شخص ذو منظر بشع بعد أن اقترح عليهم هذه الفكرة أحد الريفيين وأيدوا فكرته الساذجة.
الرواية تصف التناقض بين الجمال الداخلي والخارجي، فالضابط في جيش الملك ذو المظهر الحسن لم يكن الا مجرد مخادع ماهر اعتاد الضحك على النساء مستغلا جمال وجهه وهيئته ولم يكن لأخلاقه نصيب من هذا الجمال. من ناحية أخرى، كان هناك القسيس الذي قرأ في أغلب العلوم وأفنى عمره بين الكتب والصلوات، فلم يكن علمه ولا دينه رادعا له عن الظلم واستغلال السلطة الدينية التي كانت بيده، فنجده وقد قتل شخصا ورضي أن يًتهم غيره في قضية القتل ظلما وكان أحب اليه أن تتعذب أزميرالدا وتموت شنقا على أن تكون لغيره.
أما الأحدب كوازيمودو فكان بشع المنظر، أعور، أعرج، وأصم أيضا، وبذلك فقد اجتمعت فيه كل مظاهر البشاعة الخارجية، ومع ذلك كان قلبه رقيقا ووفيا للفتاة التي سقته ذات يوم شربة ماء، فكان جميلا من الداخل حيث أنه لم ينسى معروفها في ساحة التعذيب وقام بإنقاذها وأمن لها المكان والطعام والحراسة وظل يدافع عنها حتى اخر رمق.
وبهذا يكون كوازيمودو هو الأجمل بين الجميع ، بين أولئك جميلي المظهر وأولئك أصحاب العلم والدين ذوي الأخلاق الدنيئة
هناك العديد من المشاهد المحزنة في الرواية، فمثلا مشهد محاكمة كوازيمودو من قبل القاضي الأصم الذي يصدر أحكاما اعتباطية دون وجه عدل، ومشهد السخرية من الأحدب ومن شكله الذي يكن له ذنب فيه، كلها مشاهد تخجل منها النفس البشرية السليمة.
الرواية عموما درس في معايير البشر المزيفة التي لاتهتم الا بالظاهر دون الداخل.