بسم الله الرحمن الرحيم
لمحات عن حياة مؤسس الوهابية
تنسب الطريقة الوهابية الى الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتسمى طريقته باسم ابيه عبد الوهاب! أما السبب في عدم تسميتها بالمحمدية!! نسبة الى مؤسسها محمد فهو كما يقول البعض للحذر من وقوع التشابه بينها وبين المسلمين أتباع رسول الله(صلى الله عليه وآله) والحيلولة دون استغلاله (1).
ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد عام 1115هـ ،في قرية ((عُيينه)) إحدى القرى التابعة لـ (نجد) وكان والده قاضيا فيها.
كان محمد منذ طفولته ذا علاقة شديدة بمطالعة كتب التفسير والحديث والعقائد، وكان يستقبح منذ شبابه كثيرا من الشعائر الدينية التي كان يمارسها اهالي نجد،ومن ثم تعدى الى المدينة المنورة بعد انصرافه من مناسك الحج،فقد كان يستنكر على الذين يتوسلون يرسول الله(ص) عند مرقده المقدس، وارتحل نحو البصرة وهو في طريقه الى الشام وفي البصرة طفق يستنكر على الناس شعائرهم الدينية وينهاهم عنها فثار عليه الغيارى من اهل البصرة واخرجوه منها مدحورا‘ فتوجه الى الزبير وفي الطريق بين البصرة والزبير كاد ان يهلك‘ بسبب تعبه من المشي ونال منه الحر والعطش مانال‘ فعطف عليه رجل من الزبير اسقاه ماء واركبه معه واوصله الى الزبير، توفي والده عام 1153(2) وعندها خلا الجو لمحمد بن عبد الوهاب الذي كان والده على المذهب الحنبلي وهو كذلك، فراح يعلن عقائده الشاذة جهارا ويستنكر على الناس مايمارسونه من شعائر دينية‘ واخذ يدعو الناس الى الانخراط في حزبه وتحت لوائه فانخدع من انخدع ورفض آخرون واشتهر امره بالمدينة المنورة،وعاد الى عُيينه وكان حاكما عليها عثمان بن حمد فاستقبله واكرمه، واتفقا ووقع القرار بينهما على ان يدافع كلٌّ عن صاحبه باعتبار ان لإحدهما السلطة التشريعية والآخر السلطة التنفيذية،اي حاكم عُيينه يمده بالقوة ومحمد بن عبدالوهاب يدعو الناس الى طاعة الحاكم واتباعه. ووصل الخبر الى حاكم الاحساء بانّ محمد بن عبد الوهاب يدعو الى آرائه ومبتدعاته ويعضده حاكم عيينه فارسل حاكم الإحساء رسالة تحذيرية الى حاكم عُيينه‘ فاستدعى الحاكم محمد بن عبد الوهاب واعتذر من تأييده فقال له ابن عبد الوهاب لو ساعدتني في هذه الدعوة لملكت نجد كُلها فرفضه الحاكم وامره بمغادرة عُيينه. حدث ذلك في العام 1160 ،واتجه نحو الدرعية التي كان حاكم عليها وهي اشهر مدن نجد وكان حاكما عليها محمد بن سعود الجد الأعلى لآل سعود فاكرمه ووعده بالخير وبالمقابل بشره ابن عبد الوهاب بالهيمنة على بلاد نجد وهكذا وقع الإتفاق الشمؤوم بينهما،وكان أهل الدرعية يعانون من فقر مُدقع وحرمان فظيع حسب ماقاله الآلوسي وما رواه،اذ يقول شاهدت ضيقهم اول الامر ثم الدرعية بعد ذلك وماعند اهلها من الاموال الكثيرة والاسلحة المحلاة بالذهب والفضة والخيل والجياد والنجائب والعُمانيات والملابس الفاخرة وغير ذلك من اسباب الثروة بحيث يعجز اللسان عن عده ويكُلَ عن تفصيله البيان.
للحديث بقية
كتبته بيدى كما اعمل الرسالة
المصدر: كتاب الوهابية في الميزان... للمؤلف العلامة الفقيه آية الله الشيخ جعفر السبحاني
تعريبه للشيخ خضر آتش فراز (ذو الفقاري). دار الصدّيق الأكبر بيروت لبنان
الطبعة الأولى ( 1427هـ // 2006م)
ص11 ومايليها.
[1]دائرة المعارف لفريد وجدي 10\871 نقلا عن مجلة المقتطف: 37/ 893
2 اقتطفناه من تاريخ نجد للآلوسي :111 - 113