بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
مقصودي هو قدرة الروح، هذه القوة الوهمية والخيالية للروح قوية وفعالة بدرجة عجيبة بحيث أنها أقوى من جميع الأسباب الخارجية كالأدوية وغيرها.
وبالعكس من ذلك أيضاً يمكن أن يكون الإنسان سليماً لكن بالتلقين النفسي يتمرض ويموت.
اعدام بواسطة قدرة الروح (أو القوة النفسية)
يذكر في الكتب أنه كان هناك شخصان محكومان بالاعدام وقد عصبوا عين أحدهما وأجلسوه أمام الآخر ثم وخزوا جسمه وأخذ يسير منه الدم حتى مات بعد ساعة أو ساعتين.
وبعد ذلك جاء دور الثاني وعصبوا له عيناه ولكن لم يقطعوا له وريده وإنما مروا عليه بالسكين فتصور أنه جرح وأن الدم ينزف منه مثل رفيقه.
واستمر في هذا الخيال خمسة دقائق مرت ثم عشرة دقائق وهكذا حتى مضى وقت بمقدار ما مر على رفيقه فسقط ومات.
التلقين النفسي يسبب المرض أو يداويه
الأطباء الجدد يهتمون بمسألة التلقين أيضاً، فهناك اجنحة خاصة لمعالجة الذين يمرضون بالتلقين ـ وكذلك تلقين الصحة مؤثر في السلامة أيضاً، حتى أنه يقال أن الملدوغ هناك أمل في تحسن حاله مادام لا يعلم بعضة الثعبان وحين يعلم ذلك يصعب الأمر.
ولعل السبب في ذلك هو أن الخوف والرعب من عضة الثعبان يؤثر في ضغط الدم ويجعله يصل إلى القلب أسرع ويفعل فعله.
أنا وأنت لسنا هذا الجسد وهذا الجسد مركب لنا وحقيقتنا غير قابلة للظهور لأنها غير مادية ولكنها تعرف من آثارها، ومن آثارها حرركة هذا الجسد وأعمال الروح في هذا البدن، قوة الحافظة من آثار الروح وشاهد على تجرد وبقاء الروح.
لا يمنعها عمل عن عمل
من البراهين على تجرد الروح وقدرتها هو أنه لا يشغله شأن عن شأن فالروح لا يلهها عمل عن أداء عمل آخر، تضع اللقمة في الفم، وتدرك حلاوة الطعام، الاسنان تمضغ… الذائقة تدرك… تتكلم أيضاً وفي نفس الوقت عيناه تنظران. أذنه تسمع، ففي وقت واحد العين ترى والأذن تسمع والأسنان تمضغ والذائقة تذوق واللسان يتكلم وفي نفس الوقت يمكن أن يكون الفكر مشغولاً ويسأل من الحافظة مثلاً بأن هذا الطعام هل هو أطيب من ذاك الطعام وما هي خصوصياته؟ وفي الوقت الذي يكون الجسد بجميع أجزائه مشغولاً فالاحساس يعمل، والقلب يدق ويتنفس، وتعمل جميع القوى الباطنية والهاضمة.
تعدد منفذ التنفس حكمة إلهية
من حكم الله سبحانه وتعالى أن جعل للتنفس طريقان وجعل أحدهما على سبيل الاحتياط بحيث إذا عطل أحدهما قام الثاني بالواجب. منافذ الأنف مستعدة للعمل بحيث إذا كان الفم ممتلئاً بالطعام فلا حاجة لأن يخرج اللقمة باستمرار ويتنفس ثم يدخل اللقمة مرة أخرى.
ثقبا الأنف لهما حكمة أيضاً فمن الممكن أن يصاب الإنسان بالزكام ويغلق أحدهما فيمكنه أن يتنفس بالآخر.
في حالة النوم وعندما يكون الفم مغلقاً يجب أن يتنفس من الأنف وفي بعض الأحيان تغلق كلا الثقبان للأنف فطريق التنفس سيكون من الفم الذي له إتصال كامل بالمجاري التنفسية.
الخلاصة أن الإنسان في وقت واحد تصدر منه مئات الأعمال حتى يعرف ربه ويدرك قدرته القاهرة.
قدرة الله تتجلى عند الموت
“يا من في الممات قدرته”.
الأدعية والمناجات الواصلة إلينا من أهل البيت مليئة بالحكم والحقائق بحيث يتمكن الإنسان أن يحصل ببركتها على علوم ومعارف ويصير رجلاً إلهياً.
اذكركم بجملة واحدة منه وهي “يا من في الممات قدرته” فكل من يريد أن يفهم قدرة الله عليه أن يذكر ساعة الموت فعند الممات تعرف ما هي قدرة الله.
العجز بعد القدرة
هذا الإنسان هو ذلك الذي يرفع ثلاثين كيلو غرام، ساعة كاملة يتحدث بلسانه هذا على المنبر أما الآن فهو يريد أن يقول كلمة واحدة “لا إله إلا الله” ولا يتمكن فما الذي أصاب هذا اللسان.
أولئك الذين كانوا بلسان واحد يتحدثون مئات الأحاديث فما الذي سمعوا وسكتوا؟ توجه إلى المقبرة الساكنة بهدوء، لتشاهد أولئك المتحدثين ساكتين.
كيف كان الظالم بهذه الأيدي يضرب المظلوم أما الآن فالبعوض جالس على وجهه وهو غير قادر على دفعها فبعد الآن اليد لا تستمع لأوامره ولا تطيعه، اللسان لا يتحرك، وهذا هو الذي كانت أقدامه تتحرك بمجرد أن يشاء والآن ضجيع ولا شيء من أعضائه يمتثل لأوامره يتمنى أن يقوم بعمل ما ولكن لا قدرة بعد الآن.
في ساعة الموت يكون معلوماً أن القدرة لم تكن قدرته، في ساعة الموت يتضح أن القدرة كانت قدرة الله وكنت تخدع نفسك.
لا تغتر إذا أصبت شيئاً من الأموال أو الرئاسة فكرسي الرئاسة يقصم ظهر الإنسان ويسلب حظه. إنه يتصور أن كل شيء هو ملك له.
بهلول في المقبرة وجماجم الموتى
وزير هارون الرشيد مر إلى جانب مقبرة ورأى بهلول وحيداً بين المقابر وهو مشغول بنقل العظام اليابسة من مكان لآخر فسأله ماذا أنت صانع يا بهلول فأجاب، إنني أصنف الموتى أريد أن أفصل بين الرؤساء والمرؤوسين، بين الوزراء والحجاب والخدم، ولكني لم أتمكن فهذه الجمجمة لا تفرق عن تلك الجمجمة وقبورهم تتشابه أيضاً، وبهذه الكلمات كان ينصح هذا الوزير.