فنان يتغلّب على حاجز العمى ليرسم عوالم ملونة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما آمن جون برامبليت أنه عَرَفَ الرسم قبل تعلمه المشي.
لكن، علاقة هذا الشاب بالفن ليست كعلاقته مع مجرد وسيلة للترفيه عن النفس، بقدر كونها طريقة لشغل نفسه عن آلامه التي عاشها خلال طفولته التي قضى غالبيتها في المستشفى.
أما السبب وراء حرمانه من طفولة طبيعية فكان داء الصرع، الذي أصابه عندما كان في الثانية من العمر، وتفاقم مع مرور السنوات.
وعندما كان جون في السابعة، استئصلت كليته اليسرى، بعد اعتقاد الأطباء بأن الفشل الكلوي كان السبب وراء نوباته، لكنه لم يؤثر هذا على حدة النوبات. وبعد قرابة الأربعة أعوام، شُخّص جون بداء لايم، ما أدى إلى زيادة حدّة النوبات إلى درجة أن قلبه وتنفسه كانا يتوقفان مع كل نوبة، إلى جانب فقدان السمع والبصر مؤقتاً.
لكن ومع كلّ نوبة، كان بصر جون يضعف شيئاً فشيئاً، إلى أن فقد النظر كليّاً.
الانحدار إلى الظلمة
ومع نهاية سن المراهقة، انضم جون إلى الجامعة، حيث درس الأدب الإنكليزي، إلا أن أجبره تكرر النوبات على الغياب المتكرر عن المحاضرات، ما جعله يترك الجامعة.
وعندما أصبح جون في منتصف العشرينات، أعاد التسجيل في الجامعة، بعد أن فقد البصر بالكامل، ووجد نفسه مجبراً على التأقلم بسرعة من خلال تعلّم لغة برايل، وإيجاد طرق للاعتماد على نفسه والمشي والطبخ بدون مساعدة.
يقول جون: "في داخلي كنت مكتئباً وغاضباً، ورغم أنني كنت محاطاً بأشخاص عرفتهم طوال حياتي، إلا أنهم لم يفهموا الطريقة التي أتواصل فيها مع العالم، ولم يعودوا يعرفون كيفية التواصل معي... إنه أمر مخيف ويُشعر المرء بالعزلة."
بدأ بعدها جون بالحركة مع الاستعانة بعصا وكلبة اسمها آن، وعاود محاولة الرسم من خلال رسم أشكالٍ بسيطة بقلم الرصاص، لكنه واجه مشكلة في تحديد إيقاف حركة يده قبل أن تخرج عن الورقة.
إيجاد النور
ووجد جون الحل من خلال استخدام طلاء الأقمشة، الذي يشكل حدوداً بارزة عندما يجف. وباستخدام هذا الطلاء، بدأ بالرسم، ومن ثم التلوين باستخدام الألوان الزيتية، التي كان يميز بينها عن طريق اختلاف ملمسها وسماكتها.
وبدأ جون بعرض أعماله في المقاهي الفنية المحلية والمعارض في الجامعة، وبعد تخرّجه، يعمل فناناً بدوام كامل، لكنه لم يبتعد عن الأدب، وكتب مذكراته ونشرها في كتاب اسمه "Shouting in the Dark".
وتشاهدون مجموعة من لوحات جون من خلال تصفّح الصور في المعرض أعلاه:
لطالما استخدم الفنان الأمريكي جون برامبليت الرسم كطريقة لسرد القصص، بالرغم من فقدانه للبصر ومعاناته مع نوبات الصرع. وتتعرفون فيما يلي إلى مجموعة من أعماله:
لوحة بعنوان "Cafe View".
لوحة بعنوان "Jeff Bridges".
لوحة بعنوان "Melting into the Music".
لوحة بعنوان "The Look".
لوحة بعنوان "Cat and Fish Bowl".
لوحة بعنوان "Dark Side of the Moon".
لوحة بعنوان "Paris at Night".
لوحة بعنوان "Zimmie and Zoey".