تقرير مصور عن موطن قبيلة ثمود (مدائن صالح) بالمملكة السعودية
يطلق على منطقة مدائن صالح اسم الحجر في (القرآن الكريم) وهي تعني باللغة العربية المكان ذا الحجارة، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم سورة كاملة بهذا الاسم ومن هنا يتضح لنا أهمية هذا الموقع التاريخي في فترة ما قبل الإسلام. وتقع هذه المنطقة في مدينة العلا وهي من إحدى المدن الخضراء الرائعة الجمال التي تتبع منطقة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية وتبعد عنها 20 كيلو متر فقط. وهي منطقة سهلية تقع على سفح هضبة البازلت التي تشكل الجزء الجنوبي الشرقي من جبال الحجاز أما الأجزاء الغربية والشمالية الغربية للموقع فتحتوي على مياه جوفية يمكن الوصول إليها على عمق 20 متراً فقط، يغلب على المنطقة الطابع الصحراوي المليء بالتموجات الرملية المختلفة في الحجم والارتفاع.
أطلق على هذا الموقع اسم مدائن صالح رحال أندلسي في عام 1336، أما الاسم الأخر والذي استخدمه القرآن الكريم هو الحجر وبصف تضاريس المنطقة المنحوتة من الجبال والصخور. ويرجع تاريخ آثار التي عثر عليها في منطقة مدائن صالح إلى عهد المملكة النبطية وتحتوي على أكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط بعد مدينة البتراء في الأردن، عاصمة مدينة الأنباط و تفصلها عنها مسافة 500 كيلو متر،وقد وصفها ابن بطوطه في أحد رحلاته إلا انه لم يذكر أي وجود بشري فيها.وعند تفسير بعض الأيات القرأنية التي يذكر فيها قوم ثمود نجد أن قبيلة ثمود التي كانت تحفر بيوتها في الجبال،حيث عاقبهم الله بالصاعقة لإصرارهم على عبادة الأصنام وقتلهم ناقة نبيهم المرسل من عند الله، صالح عليه السلام.
ولذلك اكتسب هذا الموقع في العصر الحالي سمعة بأنه مكان لعنة مما دعا بالسلطات المحلية إلى محاولة التغلب على هذه النظرة وقد أعلنت مدائن صالح عام 1972 موقعا أثريا وذلك لجذب السياح إلي المنطقة. وفي عام 2008 تم اختبار مدائن صالح كأحد مواقع التراث التاريخي التابعة لمنظمة اليونيسكو لتصبح أول موقع للتراث التاريخي في المملكة العربية السعودية، حيث يوجد بها آثار من أواخر العصور القديمة وخاصة 131 من القبور الأثرية المحفورة بالصخر وواجهاتها المحفورة بإتقان للملكة النبطية.ويذكر أن القبور الأثرية المنحوتة في الصخر المتبقي بلغ عددها 131 وتقع ضمن أربع مقابر تتوزع على مساحة 13.4 كم ومعظمها يحتوي على نحوت ونقوش نبطية، هذه المقابر هي جبل المحجر، جبل الخريمات، قصر الولد ومقبرة رابعة لم يتم تسميتها.وتدل النقوش على مكانة صاحب القبر الاجتماعية فكلما زادت وكبر حجمها زادت ثروة صاحب القبر وقد وجدت بعض الرموز العسكرية المنحوتة مما يرجح أن تكون المنطقة قاعدة عسكرية لمدينة الأنباط لحماية الطريق التجاري.