كل إنسان، وله مواهبه وقدراته، وله عقله، وعواطفه، والإنسان مخلوق له قيمته، وأهميته، يحتاج إليه الناس ويحترمونه. ومن خلال قيمته الذاتية يبني ثقته بنفسه، ويحقق ذاته.
فحب الذات، لا يفصل الإنسان عن الغير. ولا يؤدي إلى وحدة وعزلة غير صحيحة، لصاحبه، والمحب لذاته لا يجوز له أن يبحث عن كفايته في ذاتيته فقط.
لأن الله أراد للإنسان حياة قوية، حرة، فعالة، وناجحة. ويمكن للإنسان أن يحقق ذلك، متى أحب نفسه المحبة الصحيحة فهى النفس التى كرمها الله سبحانه وتعالى وفضلها على كثير ممن خلق ( ولقد كرمنا بنى أدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلق تفضيلا ). ان الإنسان يحب نفسه ويراعيها ويهذبها ويجملها فعلا، ويبذل كل ما في وسعه ليرتقي بها نحو المعالي. وكما قيل: إن كانت النفوس كبارا.. تعبت في مرادها الأجسام . على الانسان ألا يكتفي بحب نفسه، بل ان يجود بحبه للآخرين، الذي يجلب للنفس الراحة ولصاحبها الطمأنينة والسعادة.
وحب الإنسان لنفسه المبنى على حب الله والمتعمق بنور الإيمان يعافى من الاضطرابات النفسية، والأمراض، ويعطيه سلام الفكر والقلب، كما يحفظه سالماً في طريق حياته، لينمو، ويحقق ذاته .
محبة الإنسان لنفسه شيء طبيعي فحب الذات أساس أصيل في علاقة الإنسان بنفسه , والإنسان الذي يحب نفسه، يهتم بمصالحة الشخصية، فيهتم بدراسته وتقدمه، يعتني بلياقته وزينته، كما يهتم بعمله وإنتاجه. فحب الإنسان لذاته مفيد له، يدفعه إلى حياة كريمة بنَّاءة , وهذه الرغبة تجعل الإنسان يلتفت إلى نفسه ويهتم بها ويتقبل كل ما يراه مفيدا ويرفض كل ما يراه مضرا ً به .
فإن كنت تعاني من عدم ثقتك بنفسك فذلك يعني أنك لا تحب ذاتك بالشكل الكافي . ومع ذلك لن يحدث أي تغيير في شخصيتك إن لم تقرر عن وعي وتركيز تام ولكي تصبح سعيد لابد بأن تبدأ من الآن بحب ذاتك . حين يقل تقديرك لنفسك وحبك لها فإنك تخبر الكون بأنك عديم القيمة وبأنك لا تستحق الحب ولا الإحترام .
لابد أن تؤمن بقدراتك الكامنة، وجدارتك الشخصية الداخلية، وأهميتك كفرد في المجتمع والأمة، مما يجعل شعورك بالتقدير لذاتك شامل ويزّين أيامك باحترامك لنفسك ولغيرك، وتؤكّد أنك حلقة لها قيمتها في سلسلة المجتمع والحياة الإنسانية، وذلك في إطار الضوابط الشرعية والاجتماعية، وإلا فسوف تتحول مشاعر الإنسان إلى عدم الرضا عن نفسه، وفي الكثير من المرات، تتحول مشاعر عدم الرضا عن النفس إلى احتقار الذات، بسبب ما يرافق الإحساس بالذنب من الظروف أو الأحداث التي تدفع إلى الاحباط.
عندما تتعلم كيف تستشف الجمال في كل شيء فسوف ترى الجمال في نفسك . حينها ستتوقف لتشم الزهور . وستلاحظ كل شيء وتشعر بكل شيء .الزهور الوردية في حديقتك وخضرة السهول وهمس الريح والنجوم في السماء وأعداد لا تحصى من اشكال الجمال حولك ولكن تعلم كيف تراه.
يقول وليم شيكسبير :-
(ليس هنالك جميل ولا قبيح , وانما تفكير االنفس هو الذي يصور الجمال والقبح للانسان)
لقد خلقك الله شخصاً منفرداً، لك ذاتيتك، وشخصيتك، ومواهبك وقدراتك. اجلس مع نفسك وحاول أن تسجل على ورق ما تشعر بأنك منفرد به تعرف على قدراتك الشخصيه . ارجع إلى هذه الورقة أكثر من مرة على مدى أيام؛ وستكتشف من حولك، سواء في أسرتك أو أصدقائك.
تجنب حب السلبية، وارفض مشاعر الفشل، واعمل الأشياء التي تجعلك أفضل، وتضمن أنها تنجح. فنمو الشخص أمر يحدث يومياً. فالنمو حلقات متتابعة وعمليات متعاقبة، ترفع الإنسان إلى النضج، وتعمق الثقة بالنفس .
يجب أن تكون لديك الثقة بقدراتك ، وبأنك قادر على صنع تغييرات مهمة في حياتك ، وقد يساعدك أكثر تصور النتائج وكأنك تراها عياناً, فالصندوق المليء بالجواهر لا يتسع للحصى .. و القلب الممتليء بالحكمة لا يتسع للصغائر.
يقول كاتب امريكي ( تستطيع أن تفعل أكثر مما تتوقع )
فكر ما الذي تحتاجة بذرة الزهره لكي تكون تلك الزهرة الجذابة ؟
تحتاج إلى أن نسقيها بالماء...
فكذلك نفسك تحتاج أن تقتنص كل فرصة لتروي نفسك بالحب والتقدير . وذلك بالبحث عن كل ما هو جميل في شخصيتك وكذلك بتقبل عيوب نفسك وتقبل فكرة أن الإنسان غير كامل . وذلك بالطبع لا يعني ان لا تسعى لتغيير نحو الأفضل ، ولكن كن عطوفاً ورحيماً مع نفسك ، قف أمام المرآه واقع في حب ذلك الإنعكاس اللذي هو أنت.
إدانة الذات لا تحرر الإنسان، إذ أنه لا يقدر أن يغير شيئاً ما لم يقبله كواقع. من السهل أن يكون الإنسان قاضياً لنفسه أو لغيره. لكنه لن يحقق لنفسه التحرر من الشعور بالذنب. والحرية تتحقق من خلال الاعتراف والتوبة عن أخطائنا وخطايانا التي بإرادتنا، والتي بغير إرادتنا، وكما نطلب أن يغفر لنا الله نغفر نحن أيضاً لأنفسنا.
ألست غالباً توبخ نفسك على أشياء تافهة ؟!! أليس هناك صوت في عقلك يخبرك بأنك فاشل لأنك غبي وترتكب الأخطاء ؟!!
حينما تجد أنتقادك لذاتك قد تجاوز الحد المعقول عليك أن تتخلص منه فوراً .
.... وعندما تتخذ هذا القرار فكأنما قررت أن تعيش وان تعطي نفسك الحق بحياة هنيئة . وكلما أحببنا أنفسنا وقدرناها كان ذلك سببا في حب الآخرين لهذا دائما ما يقال أن سعادتك في إسعاد الأخرين.. .
فالمرء الذي تعلم كيف ومتى يحب نفسه فهو القادر وحده أن يكون كريما عطوفا ودودا مع الآخـرين
فصورتك الذاتية عن نفسك هي التي تكون شخصيتك فهي تحمل رأيك عن نفسك، وتقديرك لذاتك، أو كراهيتك لها، كما تحمل ما في أعماقك من مشاعر الحب نحو الغير وحب الغير لك، واحساساتك بالأمن والأمان، والثقةبالنفس
. عندما يشعر الإنسان بفقدان قيمته الذاتية المهم في هذه الحالة لابد من ضبط كفة الميزان، فلا تميل كل الميل لأحد الطرفين، فتكون إما بين هضم وتضييع لحقوقه الشخصية، وإما لفرط في حب ذاته ,فالخير فى هذه المسأله يجب ان يكون فى الوسطيه التى ربتنا عليها ركائز الدين (وكذلك جعلناكم أمتا وسطا).
فحب النفس لا يجوز مطلقاً أن تغلق عليك حياتك، دون أن تنفتح، لتعطي مكاناً للغير، ودون أن تعطي وقتاً كافياً للاستماع للغير، والمشاركة مع الآخرين في ظروفهم، وظروف حياتهم المتنوعة.
وحب النفس أيضاً، ليس هو التباهي والتعالي والغرور والغطرسة. فمن يحب نفسه، لا يحتاج إلى أن يتعالى بما لديه من مال أو أملاك، أو بأسرته، أو بمستواه الاجتماعي أو العلمي. بل يحتاج المحب لذاته، إلى أن يقيم نفسه باعتدال، فلا يجوز له أن ينتقص من قدر نفسه، ولا أن يغالي فيه.
لان الله خلقنا على فطرة سليمة ونفس صافية , ولكن الحياة تسود القلوب وتدمر النفوس ولذلك يجب ان لا يمنعنا هذا من أن نسمو بأنفسنا وأرواحنا ونرتقي بها دائما في كل المواقف والأحداث التي تمر بنا ومن يحب ذاته ويحب لها الخير والتقدم والنجاح يجب أن يجعل هذا منطلقا لحب الأخرين ولقد وهب الله الانسان مكانة كبيرة في هذا الكون وميزه على سائر الكائنات والموجودات ، فحينما نتدبر في النصوص الدينية من آيات وروايات ونتأمل التشريعات والاحكام ، نلاحظ مدى ما للانسان عند الله عز وجل من منزلة عظيمة ودرجة رفيعة يتفوق بها على اكثر المخلوقات.
لذلك تذكَّر أنَّه كلَّما شعرت بجمالك وجمال حياتك والرضا عنها فإنَّ ذلك سيجعلكِ تري كلَّ ما هو حولكِ جميلاً ومنيراً بأمل النَّجاح والسعادة الدائمة ولا تيأس من البحث عن نقاطٍ إيجابيَّةٍ أو زوايا مضيئةٍ في حياتك تمدُّك بالرضا والسعادة.
وجزاكم الله خيرا وجعلكم الله خير امة اخرجت للناس وتحب الخير لنفسها وللناس اجمعين
منقول
.