جدة - حسن الجابر
تباين حجم الكثافة وعبور الحجاج عبر المواقيت الخمسة خلال السنوات الماضية، بحسب مطوفين تحدثوا لـ"العربية.نت"، والذين أوضحوا أن بعض المواقيت كانت تشهد ضغطاً في سنوات خلت، فيما تعد الآن من المواقيت الأقل عبورا، وذلك بسبب تغير مسار قدوم الحجاج إلى مناطق أخرى.
وتُعرف "ذو الحليفة"، و"قرن المنازل"، و"يلملم"، و"الجحفة"، و"ذات عرق" بأنها مواقع لمواقيت مكانية لا يمكن لقوافل الحجاج القاصدة المشاعر المقدسة إلا التوقف عندها، باعتبارها واجباً دينياً، ومحطة يعلن فيها الحجاج عن نيتهم لأداء فريضة الحج، ويضاف إليها ميقات "مسجد التنعيم" والذي يعتبر ميقاتا لمن أراد الحج من أهل مكة المكرمة سواء من ساكنيها أو المقيمين، فيما تلزم مناسك الحج على المتجاوزين لهذه المواقيت دون إحرام، ذبح فدية، وتوزعيها على فقراء مكة المكرمة.
منطقة "قرن المنازل" والتي تعتبر ميقات حجاج نجد ودول الخليج العربي والتي تعرف الآن بالسيل الكبير، كانت أول المواقيت التي تعرضت لتغير ديمغرافي في حجم الحجاج العابرين، بحسب ما أوضح المطوف علي السعدي، مشيرا في حديثه لـ"العربية.نت" إلى أن افتتاح طريق "الهدا" بالطائف ساهم بنشوء ميقات محاذٍ، يعرف حاليا بميقات (وادي محرم) وقد استطاع هذا الموقع الجديد، استقطاب الكثير من الحجاج القادمين من شرق الرياض والمناطق الجنوبية، كما استقطب عدداً من حجاج دول الخليج العربي القادمين جوا عبر مطار الطائف.
السعدي أوضح أن منطقة "يلملم" والتي تعتبر ميقاتاً لحجاج الساحل اليماني وإندونيسيا وماليزيا والصين والهند، وتعرف حاليا "بالسعدية" تعرضت هي الأخرى لتغيير ديمغرافي في حجم العابرين، فبعد أن كانت قبل سنوات من أكثر المواقيت اكتظاظا، بسبب مرور حجاج آسيا عبرها، أضحت الآن من المواقيت الأقل كثافة، بسبب انتقال مسار حجاج آسيا من (جدة – مكة) إلى (المدينة- مكة) وبالتالي أصبح مرورهم عبر ميقات "ذو الحليفة" الخاص بأهل المدينة ومن أتى على طريقهم.
وعن المواقيت المحاذية والمهجورة، قال المطوف سعد الشريف، إن قرية "الجحفة" والتي تعتبر ميقات أهل الشام ومصر والمغرب العربي وحجاج إفريقيا، تم استبدالها بميقات موازٍ، وهي مدينة رابغ الواقعة على ساحل البحر الأحمر، نظرا لابتعادها عن النطاق العمراني، مشيرا في حديثه لــ العربية.نت" إلى أن منطقة "ذات عرق" وهي ميقات أهل العراق وشمال نجد، ما زالت خالية تماما من أي حجاج نظرا لصعوبة الوصول إليها بسبب عدم وجود الطرق المعبدة، لذا يقوم حجاج ذلك الميقات ومن في حكمهم، بالإحرام من ميقات "قرن المنازل" المعروف حاليا بميقات السيل الكبير.
من جهته، قال المطوف خالد حلبي، إن فتاوى العلماء سهلت الكثير على الحجاج لاسيما القادمون جوا، حيث بإمكانهم الإحرام عند محاذاة الطائرة من الميقات، مشيرا في حديثه لـ "العربية.نت" إلى أن الحجاج الذين يؤدون الحج لأول مرة، يحبذون تطبيق المناسك بتفاصيلها، فيُحرمون من المواقيت المكانية كل حسب وجهته، هذا بالإضافة إلى حجاج الداخل القادمين برا، وبالتالي تعمل المرافق الخدمية بهذه المواقيت بطاقتها التشغيلية القصوى لتأمين كافة متطلبات الحجاج، والذين يقضون ما بين نصف ساعة إلى ساعة، ما بين الاغتسال وتأدية ركعتي الإحرام والراحة وتناول الطعام.
وقال حلبي، إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف تولي اهتماما بالغا بالعناية بهذه المواقيت، حيث تحرص على تنفيذ مشروعات تطويرية وتنموية بشكل مستمر لجعلها محطات حضارية ترتبط بقوافل الحجاج، مبينا أن هذه المواقيت تعتبر موقعا اقتصاديا هاما، حيث تحقق المحال التجارية الواقعة ضمن نطاق المواقيت عوائد مالية مرتفعة في ظل عبور أرتال الحافلات التي تنقل الحجاج، إذ ينعش هذا المرور كافة المرافق من محطات وقود ومطاعم وأسواق ومحلات مستلزمات الحج من الإحرامات والأحزمة والأحذية وكتيبات المناسك.
http://ara.tv/mgsqe