إفتتحت الحكومة المحلية في البصرة، الأربعاء، أول جسر على شط العرب منذ أكثر من 25 عاماً، بكلفة 14 مليار دينار، فيما أعلنت عن قرب تشييد جسر معلق على الشط، فضلاً عن مشروع يقضي بانشاء نفق تحت المياه.وقال محافظ البصرة خلف عبد الصمد بعد قص شريط الإفتتاح في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الجسر الجديد الذي يربط بين مركز مدينة البصرة ومركز قضاء شط العرب يحمل، بقرار من مجلس المحافظة، اسم الشهيد كنعان التميمي، الذي كان من أبرز وجهاء المحافظة وأغتاله النظام السابق في العام 1994"، مبيناً أن "الجسر هو بداية لمشاريع كبيرة تخدم سكان القضاء وتتضمن تشييد جسر آخر معلق بارتفاع 38 متراً من المقرر أن يحال الى التنفيذ بعد أيام قليلة، كما توجد دراسة قيد الإعداد لانشاء نفق يمتد تحت شط العرب". ولفت المحافظ الى أن "تلك المشاريع ستحقق بعد إنجازها انسيابية تامة في التنقل بين مدينة البصرة وقضاء شط العرب"، معتبراً أنها "ستسهم أيضاً في تنشيط الحركة التجارية في المحافظة، خاصة وان منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران يقع ضمن الحدود الإدارية للقضاء".بدوره، قال رئيس مجلس المحافظة صباح حسن البزوني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الجسر الجديد سيكون أفضل بعد تركيب الفتحة الملاحية الخاصة به أواخر العام الحالي، والتي يجري تصنيعها في إحدى الدول الأوروبية"، موضحاً أن "شركة ابن ماجد الهندسية العامة المنفذة للمشروع وضعت فتحة ملاحية مؤقتة من أجل الإسراع بإفتتاح الجسر".من جانبه، قال مدير عام شركة ابن ماجد التابعة لوزارة الصناعة والمعادن عبد المطلب مطرود فيصل في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "جسر التنومة الحديدي يستند على 80 ركيزة معدنية، ويبلغ طوله مع مقترباته 650 متراً، فيما يبلغ عرضه 11 متراً، ويحتوي على مسارين للمركبات وممرين جانبيين للمشاة"، مضيفاً أن "الجسر أنجز خلال 11 شهراً، وهو مطابق تماماً للمواصفات والمعايير التي تعتمدها الهيئة العامة للطرق والجسور".وأكد فيصل أن الفتحة الملاحية المؤقتة التي وضعتها الشركة يبلغ طولها 60 متراً، وهي تعمل آلياً بالإعتماد على منظومات كهربائية للفتح والإغلاق بشكل محوري"، معتبراً أن "الفتحة الملاحية المعتمدة تصميمياً من المقرر أن تصل وتنصب بعد أشهر قليلة، اما الفتحة الحالية فهي تفي بالغرض تماماً، وتتميز بكونها سهلة الصيانة".وأشار مدير الشركة الى أن "البواخر التي تقصد ميناء المعقل التجاري القريب من مركز المدينة لن تواجه مشاكل باجتياز الجسر، لان الفتحة الملاحية تقرر تشغيلها بواقع مرتين في الاسبوع، ما يسمح بمرور البواخر بمعدل أكثر من 80 باخرة أسبوعياً".فيما أبدى مواطنون من سكنة قضاء شط العرب الذي يفصل الشط بينه وبين مدينة البصرة إرتياحهم لإفتتاح الجسر بعد طول إنتظار. وقال المواطن محسن عبد الله إن "سكان القضاء يعانون منذ سنوات من صعوبة التنقل بين القضاء ومدينة البصرة مع وجود جسر وحيد انشأ لأغراض عسكرية خلال الحرب مع إيران، ثم ظل يستخدم من قبل المدنيين لعدم وجود جسر بديل"، مؤكداً أن "الكثير من حالات الوفاة والولادة حصلت على الجسر العسكري بسبب الإزداحامات المرورية التي يشهدها باستمرار".وبحسب مستشار محافظ البصرة محسن عبد الحي فان "الجسر الجديد ليس مخصصاً لعبور الشاحنات التي تنقل البضائع المستوردة من إيران عبر منفذ الشلامجة"، مبيناً في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "الحكومة المحلية قررت تخصيص جسر خالد بن الوليد لمرور الشاحنات المحملة بالبضائع"، مضيفاً أن "الجسر دمر جزئياً من جراء قصفه خلال الحرب، وهو يخضع للاعمار حالياً، ومن المؤمل أن يفتتح مجدداً أواخر العام الحالي".يذكر أن مجلس محافظة البصرة بدورته السابقة وضع بداية عام 2009، حجر الأساس لمشروع إنشاء جسر (التنومة) الحديدي على شط العرب بعد أن تعهد فيلق المهندسين الأميركي في حينها بتمويل المشروع الذي حددت كلفته الإجمالية آنذاك بـ 11 مليون و200 ألف دولار، إلا أن الجانب الأميركي اتهم في العام 2010 شركة ابن ماجد الهندسية بمخالفة الشروط التعاقدية، وعلى أثرها قرر سحب يده من المشروع بشكل نهائي وكامل، وبعد أن تعطل العمل بالمشروع لعدة أشهر قرر مجلس المحافظة تخصيص 14 مليار دينار من موازنة المحافظة لإكماله، كما تعاقد مرة ثانية مع نفس الشركة العامة التابعة لوزارة الصناعة والمعادن.