دبلن مدينة بنكهات متعددة
دبلن عاصمة إيرلندا المستريحة على ضفاف نهر ليفي. تعلن نفسها بصمت أنها مدينةعالمية، حيث ينصهر فيها الناس والطاقات والأفكار لتكون بوتقة تغذّيها نكهات جديدةوألوان لا تنتهي.
هكذا هي المدن العواصم، تدخلك في متاهاتها فترميك في تفاصيلها، لتجدي نفسك لاإراديًا مأخوذة بعوالمها المتحرّكة إلى ما لا نهاية.
منطقة تامبل بار
تامبل بار واحدة من أكثر المناطق الساحرة في المدينة التي حافظت على رونقها. فهنا الشوارع المرصوفة بالحصى والحانات والمقاهي والمعارض الفنيّة وروعة الهندسة المعماريّة... مزيج متناغم مع الشوارع القديمة.
وتعتبر تامبل بار قلب المدينة النابض بالحياة الاجتماعية والثقافية، إنها الوكر الذي يجتمع فيه المثقفون في كل المجالات، فتتحوّل مقاهيها إلى منتديات ثقافية يومية. إذ تضم العديد من المؤسسات الثقافية الإيرلندية، بما في ذلك «مركز للتصوير الفوتوغرافي» و«مركز أرك للطفولة الثقافي»، و«المعهد الإيرلندي السينمائي»، والذي يتضمن أرشيف الأفلام الإيرلندية، وغير ذلك من المراكز الثقافية التي تجعل هذه المنطقة تستحق لقب مساحة دبلن الثقافية. وفي السنوات الأخيرة، أُعيد ترميم ساحتي ميتينغ هاوس Meeting house وساحة تامبل التي يقام فيها سوق الكتب يومي السبت والأحد، فيما تستعمل ساحة ميتينغ هاوس للعروض السينمائية في الهواء الطلق خلال الصيف، إضافة إلى أنها ساحة تنظم فيها التظاهرات الخطابية.
الحصول على مصدر إلهام في معرض العلوم
مما لا شك فيه أن التكنولوجيا صارت جزءًا لا يمكن فصله عن حياتنا اليومية، نتابع أخبارها وآخر مبتكراتها كلما سنحت لنا الفرصة.
وغاليري العلوم في دبلن يأخذك إلى تطبيقات العلوم في الحياة الواقعية، ويجعل التكنولوجيا في متناول الجميع. سوف تجدين في هذا الغاليري معرض الملابس التكنولوجية، والروبوتات، وتدور فيه ندوات حول مستقبل الوقود الحيوي وفعالية العقاقير المضادة للاكتئاب. حتى أن أصحابه سخّروا تكنولوجيا النانو في تسجيل الشعار على لوح من الماس.
أما منطقة دبلن دوكلاندز فتأخذك إلى عالم التكنولوجيا العصري وتضم «حوض سيليكون» والشركات العالمية العملاقة مثل «غوغل» و»فايسبوك» و«تويتر أكستنشر»، وكان هذا الجزء من المدينة مهجورًا فجاءت هذه الشركات وأعادت الحياة إلى مبانيها.
عالم الموسيقى في أندروز لين Andrew’s Lane
أعيد فتح أندروز لين كجادة للموسيقى، بعدما كان في الماضي أحد المسارح القليلة الموجودة جنوب دبلن. وراهنًا قد يكون غاب عشاق المسرح، ولكنه يجذب هواة الموسيقى.
جولي في عالم الملوك في قلعة دبلن وحدائق Linn Dubh
في دبلن تجدين نفسك وسط عالم القرون الوسطى في حي القروسطي، وهو أقدم جزء من المدينة ويضم كنيسة المسيح وكاتدرائية سانت باتريك جنبًا إلى جنب أسوار المدينة القديمة.
فيما تتباهى ساحتا ميرون فيتز وليام، وشارع سانت ستفينز غرين بالمباني التي أتت على النمط الغريغوري.
أمّا قلعة دبلن فهي ليست قلعة بالمعنى التقليدي. ليس هناك خندق، ولا جسر متحرك، ولا أبراج... إنها مجموعة من المباني الإدارية تعود إلى القرن الثامن عشر، مبنية على نمط القرون الوسطى بين ساحتين. تستضيف القلعة المؤتمرات الديبلوماسية والعروض الموسيقية بين الحين والآخر.
يمكن الولوج إلى داخل القلعة بتعرفة، ولكن يمكنك التجول بحرية حولها، في حدائق لين التي تمتد خلف القلعة، وهي المكان الأصلي لـ linn Dubh، أي «حوض الظلام» الذي منه أخذت المدينة اسمها وتحوّلت إلى حديقة خلفية رائعة للقلعة لتكون ملاذ سكان دبلن الأكثر شعبية يمضون فيها أوقاتهم، ويتناولون غداء «البيكنك» في بعض الأحيان، كما أنها تستعمل كموقع لهبوط الهليكوبتر.
تناولي الطعام بأسلوب مطعم الـ Peploe’s
أيام الجمعة أوقات ممتعة في مطعم بيبلوز. حيث يتناول الروّاد وجبات غداء شعبية مع الأبطال المحليين، ومعلمي الأشغال الحرفية ومثقّفي المدينة في آن. لا بد لك من أن تخوضي هذه التجربة الفريدة التي تعرّفك إلى نمط حياة سكّان دبلن، تتناولين غداءك في غرفة زُينت بالخشب المنقوش والجداريات وتجلسين إلى طاولة مغلّفة بشرشف من الكتان المطرّز.
يقدّم المطعم الأطباق الكلاسيكية مثل حساء البصل الفرنسي، سلطة قيصر وسمك السلمون المدخّن مع صلصة الشبت.
تذوقي المأكولات البحرية اللذيذة في أكوا
نظراً إلى الموقع الساحلي لدبلن، فالسمك هو الطبق الحاضر في لوائح الطعام: سمك دوفر بالعظم، وسمك الباس المشوي، والهلبوت المقلي، والسلمون العضوي. هذه الأطباق يتباهى بها مطعم أكوا الذي يجعلك تخوضين مغامرة غذاء المعدة والروح بموقعه المُشرِف على البحر، يقصده الكثيرون يوم الأحد ليستمتعوا بغداء على وقع موسيقى الجاز الحي.
اكتشفي سر الاحتفاظ بالكعك في مقهى The Cake Cafe
في فناء مخفي، يقع مقهى The Cake Cafe حيث تخوضين مغامرة إيرلندية رائعة وقد تصبحين من رواده الأوفياء كلما زرت دبلن.
تدخلين إلى هذا المقهى فيجتاح حاسة شمّك جو منكّه برائحة الكعك الساخن، والبسكويت والفطائر، والسندويتشات وأطباق سلطة الكمثرى المغمّسة بالجبن الأزرق والمزينة بالجوز، وبعض الأطباق الساخنة اللذيذة.
كل طبق يقدّم بأسلوب فني رائع، فالأواني الفخارية غير متشابهة وتعكس فوضى الشهية، فيما يرحب بك الندّل بحفاوة وكأنك ملكة.
الغداء الإيطالي في Dunne &Crescenzi والإسبريسو في Bald Barista
Dunne & Crescenzi من المطاعم الإيطالية الأفضل في دبلن والذي يقدّم الأطباق الإيطالية ببساطة رائعة وبنكهتها الأصلية. وتشمل لائحة الطعام وجبات غداء طازجة، من اللحوم المدخّنة والسلطات و«البانيني».
وبعد الغداء الإيطالي، توجّهي إلى مقهى Bald Barista حيث مهمة صاحبه باز فيندال إحضار أجود أنواع القهوة إلى دبلن التي يحصل عليها مباشرة من المزارعين في البرازيل وسومطرة وإثيوبيا.بالطبع، هذا المكان أكثر من مجرد مقهى يقدم القهوة، إذ يقدّم الوجبات الخفيفة ووجبات الغداء.
تناول الطعام ممتاز في مطعم Chapter One
الجميع يحب Chapter One نظرًا إلى أسعاره المعقولة جدًا وتجربة غداء راقية في آن. تصفحي فصول هذا المطعم التالية للأول، وعيشي تجربة الأطباق الإيرلندية، التونا الأصفر مع الشمر والحبار والمطهو ببطء في الزعفران، وطبق لحم الضأن من منطقة كونيمارا الجبلية المنكّه بالخردل الأبيض والكمأة بالعسل.
يمكنك متابعة التجربة الإيرلندية وتناول تحلية التوت المسلوق واللوز والفستق المطعَّم بالليمون الإنكليزي.
تجرّئي على التخلص من ملابسك القديمة وعلّقي فيها ما تسوّقته في دبلن
أما التسوّق الذي لا تكتمل زيارتك إلى دبلن من دونه فيحتم عليك التوجّه إلى سوق لوفت The Loft Market وهو على غرار سوق نيويورك. يعرض سوق لوفت الأزياء المحلية ويجذب الطلاب وأصحاب الذوق البوهيمي في الموضة الذين يحصلون على أفضل الأسعار والصيحات للمصممين والفنانين الشباب الذين يتشاركون هذه المساحة.
ومن سوق لوفت توجّهي إلى منطقة التسوّق الأحدث التي أنشئت عام 2012. وتمتد من جنوب شارع وليام إلى شارع جورج، ومن ستيفنز السفلى إلى شارع أكسشيكر. إنها مركز التصميم والإبداع والابتكار.
شارع غرافتون هو واحد من اثنين من شوارع التسوّق الرئيسية في وسط مدينة دبلن، والآخر هو شارع هنري. ففي هذين الشارعين سوف تجدين بوتيكات لأرقى دور الأزياء العالمية، وفي الوقت نفسه متاجر العلامات التجارية التي تناسب الميزانيات المحدودة وما عليك سوى الاختيار.