24 أغسطس,2016
يقضي الإنسان حوالي ثلاثة أرباع حياته في النوم، لكن هل تخيّلت ما الذي سيحدث إن بقيت في سريرك ولم تغادره للأبد؟ هل تظن أن هذا الأمر سيكون ممتعًا ومريحًا؟
صدّق أو لا تصدّق، قامت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بدفع مبلغ 18 ألف دولار لمتطوع كي يبقى مستلقيًا على السرير لمدة 70 يومًا متواصلًا، لدراسة آثار الجاذبية على جسم الإنسان، وتأثير الاستلقاء على أجسام رواد الفضاء في الرحلات الطويلة. لتنفيذ ذلك، تمت إمالة السرير الذي يستلقي عليه المتطوع ست درجات للخلف، ما سمح لسوائل الجسم بالانتقال للجزء العلوي منه.
في اليوم الأول الذي يقف فيه المتطوع بعد 70 يومًا من الاستلقاء، زاد معدل ضربات القلب إلى 150 في الدقيقة الواحدة، حينها شعر بالترنّح وعدم التوازن. لكن هذه الدراسة مختلفة عن سؤالنا المطروح فهي تتحدث عما قد يحصل في بيئة منخفضة الجاذبية. لكن سؤالنا يناقش ما قد يحدث إن لم تغادر السرير مطلقًا في الوضع الطبيعي؟
أول ما قد يحصل هو قرحة الفراش نتيجة عدم مغادرة السرير، حيث تحصل بسبب الضغط الواقع على الجلد، ما يقلّل من كمية سريان الدم إليه وإلى الأنسجة القريبة. فتخيّل حجم الضغط الواقع على الأنسجة الموجودة بين العظام والسرير، والمتولّد من وزن الجسم. وإن كان هذا الضغط كافيًا، فإنه سيمنع الدم المحمّل بالمواد المغذية من الوصول إلى الخلايا، والتي ستتعرّض في النهاية للتلف، والموت. أكثر مناطق الجسم التي ستتأثّر من قرحة الفراش، هي: منطقة العصعص، والوركين، والعظم الكتفي.
كذلك ستبدأ تشعر بالضعف، حيث ستفقد العضلات من 10 – 15% من قوتها في غضون أسبوع واحد، وخلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع ستفقد تلك العضلات نصف قوتها.
نتيجة أخرى لعدم مغادرة السرير، هي ضعف قدرة التحمّل، حيث ستشعر بمزيد من التعب، والكسل، وستبدأ العضلات بالضمور وفقدان كتلتها، وكذلك العظام، وزيادة ما يُسمى بالارتشاف العظمي الذي يعمل على زيادة تكسر العظم، وتطور حالات مثل هشاشة العظام.
بعد ذلك، فإن كل يومين تقضيهما في السرير تزيد ضربات القلب بمعدل دقة واحدة في الدقيقة، كما سينخفض ضغط الدم لعدم كفاية الأكسجين الذي يحمله الدم. هناك الكثير من النتائج السيئة، منها: زيادة القلق، وحصى الكلى، والالتهاب الرئوي، وغيرها الكثير. بعد كل ما سبق، هل لا تزال تفضّل السرير؟!!