أوصيك بجنوني خيراً..
فهو الذي يغسلك
بالماء.. والعشب.. والأزهار
ويوم أرفع عنك يد جنوني
ستتحولين،
إلى امرأةٍ من خشب...
أوصيك بجنوني خيراً..
فهو الذي يغسلك
بالماء.. والعشب.. والأزهار
ويوم أرفع عنك يد جنوني
ستتحولين،
إلى امرأةٍ من خشب...
أوصيك بجنوني خيراً..
فطالما أنا عصابيٌ..
ومكتئبٌ..
ومتوتر الأعصاب
فأنت جميلةٌ جداً..
وحين تزول أعراض جنوني
ستدخلين في الشيخوخه....
أوصيك بجنوني خيراً..
فهو رصيدك الجمالي
وثروتك الكبرى
ويوم أسحب منك
كفالة جنوني..
سيشهرون إفلاسك..
أوصيك بجنوني خيراً..
فهو التاج الذي به تحكمين العالم
ويوم تغيب شمس جنوني
سيسقط تاجك
ويجردك الشعب من جميع سلطاتك..
أأنت الذي يا حبيبي .. نقلت
لزرق العصافير أخبارنا ؟
تدق مناقيرها الحمر شباكنا
وتغرق مضجعنا زقزقاتٍ
ومن أخبر النحل عن دارنا ؟
فجاء يقاسمنا دارنا
يزركش بالنور جدراننا ؟
ومن قص قصتنا للفراش ؟
سيفضحنا يا حبيبي العبير
فقد عرف الطيب ميعادنا ...
ومن قص قصتنا للفراش ؟
فراح يلاحق آثارنا
سيفضحنا يا حبيبي العبير
فقد عرف الطيب ميعادنا ...
كان اسمها جانين..
لقيتها – أذكر – في باريس من سنين
أذكر في مغارة (التابو).
وهي فرنسيه..
في عينيها تبكي
سماء باريس الرماديه
وهي وجوديه
تعرفها
من خفها الجميل
من هسهسات الحلق الطويل
كأنه غرغرة الضوء بفسقيه..
تعرفها
من قصة الشعر الغلاميه..
من خصلةٍ في الليل مزروعةٍ
وخصلةٍ .. لله مرميه
كان اسمها جانين..
وهي وجوديه
تعيش في التابو .. وللتابو
وليلها جازٌ وسرداب..
صندلها المنسوج من رعود
يزيد من إغرائها
وكيسها الراقص من ورائها..
صديقها في رحلة الوجود
تقول لللحن : انهمر
أريد أن أرود
جزائراً في الأرض منسيه
جزائراً مرسومةً بأدمع الورود
ليس لها سورٌ .. ولا بابٌ .. ولا حدود
كانت وجوديه
لأنها إنسانةٌ حيه..
تريد أن تختار ما تراه
تريد أن تمزق الحياه..
من حبها الحياه..
***
كانت فرنسيه
في عينها تبكي سماء باريس الرمادية
كان اسمها جانين..
شوشتني النسمة الحافيه :
لمحتها تعدو على الرابيه
كانت كأحلى ما يكون الصبا
وشاحها الشباب والعافيه
مقلتها .. هدباء سوريةٌ
ولونها من عزة الباديه
ونـ.... فلقة تفاحةٍ
وثغرها تنفس الخابيه
وتمتم الغروب : شاهدتها
تبعثر النجوم في الساقيه
وقال عصفور لنا عابرٌ :
فراشها من ورق الداليه
وباحت الغابة .. مرت هنا
وانطلقت من هذه الناحيه
وقالت الوردة : كانت معي
وقطعت غلالتي القانيه
واستقطرت من سائلي دمعةً
ولونت حلـ.... الناميه
سألت عنها الطيب في بيته
والريح .. والغمامة الباكيه
والسفح .. والضياء .. والمنحنى
والليل .. والنجمة .. والراعيه
بحثت عنها في الذرى .. في الكوى
وفي دموع الليلة الشاتيه
حتى إذا عدت إلى مخدعي
محطماً .. أجر أقداميه
سمعت قلبي من خلال الدجى
يضحك مني ضحكةً عاليه
***
.. وكان أن رأيتها تختبي
من جنبي الأيسر .. في الزاويه ..