حياك الله اخي الفتى الذهبي
حياك الله اخي الفتى الذهبي
لا أنتِ يا حبيبتي معقولةٌ
ولا أنا معقولْ
هل من صفات الحُبِّ أن يُحَطِّمَ العاديَّ؟
والمألوفَ؟
والمعقولْ؟
تعبَ الجرحُ يا ملونة العين
وطاشَ الهدى
وضلَّ الرشاد...
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ
وتُرفعَ من أجلي الراياتْ
(نعم لها هيَ) ....
عندما أشتاق للوطن
أحمله معي إلى خمارة المدينه..
وأضعه على الطاوله
أشرب معه حتى الفجر
وأحاوره حتى الفجر
وأتسكع معه في داخل القنينة الفارغه..
حتى الفجر..
وعندما يسكر الوطن في آخر الليل..
ويعترف لي أنه هو الآخر.. بلا وطن..
أخرج منديلي من جيبي
وأمسح دموعه..
هو شاعرٌ جماهيري..
إذن..
لا بد من شنقه
على أهداب محبيه
جئتها نازف الجراح ، فقالت:
شاعر الحب والأناشيد .. ما بك؟
ذاك منديلي الصغير .. فكفكف
قطرات الأسى على أهدابك
نم على زندي الرحيم .. وأشفق
يا رفيق الصبا .. على أعصابك
إرفع الرأس ، والتفت لي قليلاً
يا صغيري ، أكأبتني باكتئابك
ممكنٌ أن نظل بعد صديقين
تفاءل .. ألم تزل في ارتيابك؟
ما تقولين ؟ كيف أحمل جرحي
بيميني .. كيف احتمال اغترابك
أين تمضين؟ كيف تمضين ؟ ردي
وأغاني ضارعاتٌ ببابك
وببيتي من ضوء عينيك ضوءٌ
وبقايا من رائعاتٍ ثيابك
أنت لي رحمةٌ من الله بيضاء
أحس السلام في أعتابك
أنت كوخ الأحلام آوي إليه
أشرب الصمت في حمى أعشابك
أنت شطٌ أغفت عليه الهناءات
وقلعي حيران فوق عبابك
أنت حانوت خمرتي إن طغى الدهر
وجدت السلوان في أكوابك
أنت كرمى الدفيق .. لو يعبد الكرم
عبدت النيران في أعنابك
مسحت جبهتي .. بأنملها الخمس
وفكت لي شعري المتشابك
يا صديقي وشاعري : لا تمكن
قبضة اليأس من طموح شبابك
أنت للفن .. قد خلقت وللشعر ..
سيهدي الدنيا بريق شهابك
أنا دعني أسير .. هذا طريقي
وامش يا شاعري إلى محرابك
ما خلقنا لبعضنا .. يا حبيبي
فابق للفن .. للغنا .. لكتابك..
عرفتك من عامين.. ينبوع طيبةٍ
ووجهاً بسيطاً كان وجهي المفضلا..
وعينين أنقى من مياه غمامةٍ
وشعراً طفولي الضفائر مرسلا
وقلباً كأضواء القناديل صافياً
وحباً، كأفراخ العصافير، أولا..
أصابعك الملساء كانت مناجما
ألملم عنها لؤلؤاً وقرنفلا..
وأثوابك البيضاء كانت حمائماً
ترشرش ثلجاً – حيث طارت- ومخملا