اعذروني، أيها السادة.
إنني سمكةٌ وحشية
داخل زجاجة حبر..
هناك بلادٌ تخاف على نفسها
وقهقهة الريح بين الشجر.
هناك بلادٌ
تشرع أبوابها للبغايا
تأشيرةً للسفر ....
ألوف الجوامع.
ولكنهم يقطعون الرقاب
ويقتلعون الأصابع
اعذروني، أيها السادة.
إنني سمكةٌ وحشية
داخل زجاجة حبر..
هناك بلادٌ تخاف على نفسها
وقهقهة الريح بين الشجر.
هناك بلادٌ
تشرع أبوابها للبغايا
تأشيرةً للسفر ....
ألوف الجوامع.
ولكنهم يقطعون الرقاب
ويقتلعون الأصابع
لم أتأكد بعد، يا سيدتي، من أنت..
هل أنت أنثاي التي انتظرتها؟
أم دمية قتلت فيها الوقت
لم أتأكد بعد، يا سيدتي
فأنت في فكري إذا فكرت..
وأنت في دفاتري الزرقاء..
إن كتبت..
وأنت في حقيبتي..
إذا أنا سافرت
وأنت في تأشيرة الدخول،
في ابتسامة المضيفة الخضراء،
في الغيم الذي يلتف كالذراع..
حول الطائرة
أنت في المطاعم التي تقدم النبيذ،
والجبن بباريس، وفي أقبية المترو التي
يفوح منها الحب، و (الغولواز)..
في أشعار (فرلين) التي تباع
عند الضفة اليسرى من (السين)
وفي أشعار (بودلير) التي تدخل
مثل خنجرٍ مفضضٍ.. في الخاصرة..
أنت في لندن، تلبسينني
ككنزةٍ صوفيةٍ عليك إن بردت
وأنت في مدريد،
في استوكهولم،
في هونكونغ،
عند سد الصينٍ،
ألقاك أمامي حيثما التفت..
في مطعم الفندق، في مشربه..
أراك في كأسي إذا شربت
أراك في حزني إذا حزنت
أريد أن أعرف يا سيدتي
هل هذه علامة بأنني أحببت؟
كنت أعدو في غابة اللوز .. لما قال عني، أماه، إني حلوة وعلى سالفي .. غفا زر ورد وقميص تفلتت منه عروة قال ما قال .. فالقميص جحيم فوق صدري، والثوب يقطر نشوة قال لي : مبسمي وريقة توت ولقد قال إن صدري ثروة وروى لي عن ناهدي حكايا.. فهما جدولا نبيذ وقهوة وهما دورقا رحيق ونور وهما ربوة تعانق ربوة.. أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى في عروقي ، وشق للنور كوه إن في صوته قرارا رخيما وبأحداقه .. بريق النبوة جبهة حرة .. كما انسرح النور وثغر فيه اعتداد وقسوة يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة ورددت الجفون عنه .. حياء وحياء النساء للحب دعوة تستحي مقلتي .. ويسأل طهري عن شذاه .. كأن للطهر شهوة أنت .. لن تنكري على احتراقي كلنا .. في مجامر النار نسوه
أدمنت أحزاني
فصرت أخاف أن لا أحزنا
وطعنت آلافاً من المرات
حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا
ولعنت في كل اللغات ..
وصار يقلقني بأن لا ألعنا ...
ولقد شنقت على جدار قصائدي
ووصيتي كانت ..
بأن لا أدفنا .
وتشابهت كل البلاد ..
فلا أرى نفسي هناك
ولا أرى نفسي هنا ...
وتشابهت كل النساء
فجسم مريم في الظلام .. كما منى ..
ما كان شعري لعبةً عبثيةً
أو نزهةً قمريةً
إني أقول الشعر ـ سيدتي ـ
لأعرف من أنا ....
يا سادتي:
إني أسافر في قطار مدامعي
هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى ؟
إني أفكر باختراع الماء ..
إن الشعر يجعل كل حلمٍ ممكنا
وأنا أفكر باختراع النهد ..
حتى تطلع الصحراء ، بعدي ، سوسنا
وأنا أفكر باختراع الناي ..
حتى يأكل الفقراء ، بعدي ، (الميجنا ) .
إن صادروا وطن الطفولة من يدي
فلقد جعلت من القصيدة موطنا ..
يا سادتي:
إن السماء رحيبةً جداً..
ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا ..
وتقاسموا أوطاننا ..
وتقاسموا أجسادنا ..
لم يتركوا شبراً لنا..
يا سادتي:
قاتلت عصراً لا مثيل لقبحه
وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا ..
أنا لست مكترثاً
بكل الباعة المتجولين ..
وكل كتاب البلاط ..
وكل من جعلوا الكتابة حرفةً
مثل الزنى ...
يا سادتي :
عفواً إذا أقلقتكم
أنا لست مضطراً لأعلن توبتي
هذا أنا ...
هذا أنا ...
هذا أنا ...
أن تكوني امرأةً .. أو لا تكوني ..
تلك .. تلك المسأله
أن تكوني امرأتي المفضله
قطتي التركية المدلله ..
أن تكوني الشمس .. يا شمس عيوني
و يداً طيبةً فوق جبيني
أن تكوني في حياتي المقبله
نجمةً .. تلك المشكله
أن تكوني كل شي ..
أو تضيعي كل شي ..
إن طبعي عندما اهوى
كطبع البربري ..
أن تكوني ..
كل ما يحمله نوار من عشبٍ ندي
أن تكوني .. دفتري الأزرق ..
أوراقي .. مدادي الذهني ..
أن تكوني .. كلمةً
تبحث عن عنوانها في شفتي
طفلةً تكبر ما بين يدي
آه يا حوريةً أرسلها البحر إلي ..
و يا قرع الطبول الهمجي