اهتمام عالمي ببرنامج طرحه السيد الصدر للتعامل مع "المثليين"
السومرية نيوز/ بغداد
تعد المثلية الجنسية في العراق من المحظورات، وما يزال المثليون يجابهون بازدراء المجتمع لهم، وعرضة للهجمات اللفظية والجسدية، وكثيرون منهم يحاولون الانعزال والتواري عن الأنظار تجنباً لتلقي الأسوأ.
وتفرض الأعراف والتقاليد الاجتماعية في العراق نمطاً ذكورياً طاغياً لا يجرؤ ذكر على مخالفته وإلا كان عرضة لـ"التمييز" عن غيره من سائر الناس، وأينما حل يسمع كلاماً خشناً وفي الكثير من الأحيان تجري معاكسته أسوة بما يحصل مع العديد من الفتيات، وثمة مفردة شديدة الوقع لا تفارق ذكر سيرته إلا وهي "مخنث"، غير آبهين بأنه بشر ربما يعاني من اختلال هرموني وبحاجة لمساعدة المجتمع على تخطي مشكلته.تشخيص من ثلاثة جوانب
وفي خطوة نادرة وغير مسبوقة طرح زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر تشخيصا لمشكلة "المثليين" وعلاجهم، وذلك من خلال رد على سؤال يسلط الضوء على بروز حالة التجمل الزائد للشباب والموضات وقصات الشعر و"العلاقات المشبوهة" بين الجنس الواحد والتشبه بالنساء، حيث كانت الإجابة مؤلفة من ثلاثة جوانب، أولها النفسي، إذ قال الصدر، إن "مثل هؤلاء يعيشون معاناة نفسية واختلاجات نفسية وضغوط داخلية تنتج ردود سلبية .. فيبادر للخروج من لباسه الرجولي الى النسوي ومعه فهم مرضى نفسيين".
وتابع الصدر، أن الجواب الفقهي في هذا الشأن هو أن "مثل هذا التشبه لا يخلو من إشكال ولاسيما إذا أوجب محرمات ونتائج سلبية .. فهو محرم بالذات وبالغرض"، أما الجواب الاجتماعي، يجب مقاطعتهم وعدم الاعتداء عليهم بما يزيد من نفورهم وهدايتهم بالطرق العقلية والمقبولة".منظمة "هيومن رايتش ووتش" من جانبها سارعت الى الترحيب بتصريح الصدر، وقالت في بيان رسمي، إن "الصدر طلب من أتباعه، وأعدادهم بالملايين، في بيان أصدره في السابع من تموز الماضي، عدم الاعتداء على مثليي الجنس وإنما مقاطعتهم".
واعتبرت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان خطوة الصدر هذه "مهمة"، مؤكدة توثيقها "سلسلة من الانتهاكات" التي ارتكبت في السابق بحق الرجال المشتبه بأن سلوكهم مثلي، ومن لا يتسق مظهرهم مع معايير الذكورة السائدة.
وقال جو ستورك نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط، "نأمل أن يغير هذا سلوك جيش المهدي والجماعات الأخرى، ويدفع الحكومة إلى محاسبة من يرتكبون هذه الجرائم".
وتابع ستورك، "في حين ما زال الصدر بعيدا عن قبول حقوق الإنسان للمثليين والمتحولين، بشكل كامل، فإن بيانه يُظهر فهمه لأهمية الكف عن الانتهاكات ضدهم"، معتبرا أن "البيان يعد تغيرا مهما في الاتجاه الصحيح، ويجب أن تتبعه تحركات ملموسة لحمايتهم من العنف".
علاج ممكن
الباحث الاجتماعي كريم سالم يقول في حديث لـ السومرية نيوز، على الرغم من حذف الجنسية المثلية من تقسيم الأمراض الأمريكي تحت ضغط الجماعات المدافعة عن المثلية، لكن توجد حالات كثيرة تراجع العيادات النفسية تطلب العلاج من الجنسية المثلية وتداعياتها، موضحا أن "المثليين يعيشون حياة نفسية مضطربة حتى في المجتمعات التي تقبلت سلوكهم".
ويوضح سالم، أن "المثليين يجدون أنفسهم غالباً في صراع شديد بين ميولهم المختلفة وبين ديانتهم ونظرة المجتمع لهم"، مبينا أن "المريض حين يدرك أن الفعل الشاذ يعد في الحكم الديني كبيرة من الكبائر، وعمل مشين وفق الأعراف الاجتماعية، فهو يتحفز لمقاومته بكل الوسائل المتاحة، ويحتاج الى التخلص من الأفكار السلبية التي تقول بأن الشذوذ نشاط بيولوجي طبيعي لا يدخل تحت الأحكام الأخلاقية وليس له علاج، في حين أن الأدلة والتجارب الحياتية أثبتت غير ذلك".
يذكر أن العديد من الجماعات المسلحة تبنت في أوقات سابقة مواقف متشددة حيال الشباب الذين يخرجون عن المألوف في لباسهم ومظهرهم ويتشبهون بالنساء، ووصل الأمر الى تهديدهم بالقتل ووصفتهم بـ"الجراوي" في إشارة الى كونهم من المثليين.
المصدر