هنا

[شذى الربيع]

ما الفرق بين الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري؟

برنامج الأتوكاد المعماري أو ما كان يُسمَّى سابقًا: أتوكاد سطح المكتب المعماري هو أحد برامج شركة أتوديسك، تمامًا مثل برنامج الريفيت المعماري الّذي اشترته أتوديسك في عام 2002م. برنامجان كبيران في الشَّركةِ، حازا شُهرةً واسعةً؛ ومع أنَّ الأتوكاد المعماري أكثر شهرة من الريفيت المعماري وأُنتج قبله؛ إلَّا أنَّ الريفيت المعماري استطاع في السَّنواتِ الأخيرة أن يأخذَ الحيِّز الأكبر من اهتمام الشَّركات والأفراد. هناك نُقاط التقاء بين الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري، إضافةً إلى بعضِ الاختلافات.
يُمكن إيجازها بالآتي:

أوجه التَّوافق والتَّشابه:
الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري لديهما قدرات هائلة في تكوين المباني، فلديهما كلّ الأدوات المعماريّة اللّازمة لإنتاج المباني، على سبيل المثال: الجدران، الأبواب، النَّوافذ، السَّلالم، الأرضيات، الأسقف، الجدوال الخاصَّة بالأبواب والنَّوافذ وجداول الغرف والمساحات، وغيرهم.

وُجِّهَ الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري إلى مُهندسي العمارةِ والتّصميم ومهندسي الدِّيكور على حدِّ سواء.
يحويان الأدواتِ اللّازمة للعملِ في إدارة المشروعات المعماريّة، مثل: المستويات، العلامات، الرُّموز، الجداول الزَّمنية، الأدوات الخاصَّة بعمل التَّفاصيل، الواجهات، القطاعات، إلخ.
يتوافق الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري مع التَّخصُّصات الأخرى، مثل: الهندسة الإنشائيّة، الكهربائيّة، الميكانيكيّة.
الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري برنامجان مُنتجان، يُمكن استخدامهما في اتِّخاذ مشروع ما والعمل عليه من البداية إلى النِّهاية؛ أي من الألفِ إلى الياء.
يُمكن استخدام الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري في المكاتب والشَّركات الصَّغيرة والمُتوسَّطة والكبيرة، فلا حدودَ تقفُ أمامهما.

أوجه الاختلاف
يعتمدُ الأتوكاد المعماري كما هو واضح من اسمه- على منصَّة الأتوكاد الكلاسيكي. ويشملُ وظائف الأتوكاد كافّة، إضافةً إلى جميع الأدواتِ المعماريّة، وعلى هذا يُفضّل وجود معرفة سابقة في الأتوكاد الكلاسيكي. أمَّا الريفيت المعماري، فهو لا يعتمد على الأتوكاد؛ لذلك لا يتطلب معرفة سابقة بالأتوكاد لتتمكَّن من استخدامه.

يبدأُ الريفيت المعماري المشروعات في ملفّ قاعدةِ بياناتٍ واحدة ومُتكاملة. إذا كان يعمل على المشروع أحد الأشخاص، تُخزَّنُ بيانات المشروع جميعها في ملفٍّ واحدٍ فقط، وإذا إحتاج عدَّة أشخاص إلى الوصول إلى هذا المشروع، يُقسَّمُ الملف إلى عدَّةِ أجزاءٍ بوساطةِ ملفات مُرتبطة أو ما يُسمّى Worksets . هذا مبدأُ عمل الريفيت المعماري تقسيم المشروع إلى أجزاءٍ من أجلِ التَّعاون والتَّنسيق، حيثُ يُنسِّق الريفيت المعماري كلّ أجزاء المشروع تنسيقًا حقيقيًّا، ويبقيها مُتزامنة مع بعضها بعضًا لحين الحاجة إليها. في الأتوكاد المعماري العمليّة أكثر تعقيدًا، فأنت تحتاجُ إلى عدّة خطوات لتحصلَ على المساقط ثُمّ التصّور الكلّي للمبنى، إضافةً إلى أنّ الأتوكاد المعماري يحفظُ المشروع مُفكَّكًا، كلّ جزء مُستقلّ بذاته.

مصدر قوّة الأتوكاد المعماري الكبيرة هي: أُلفته وترابطه وتكامله الوثيق مع منصَّة الأتوكاد الكلاسيكي وملفات DWG الواسعة الانتشار. أمّا مصدر قوَّة الريفيت المعماري هي قدرته الكبيرة في التَّنسيق الكامل بين محتويات المشروع، هذا يعني أنَّ أيّ تغيير في مكان واحد في View، وفي وقت واحد، يظهر تأثيره في جميع Views المكوّنة للمشروع، فالتّغييرات الّتي تحدث في جزء من المشروع تُنسّق وتُحدَّث فوريًّا في المشروع بأكمله.


BIM
مصطلح BIM أو Building Information Modeling، هو مفهوم عام تعتمدهُ بعض المُنتجات مثل الأركيكاد ArchiCAD من شركة Graphisoft ، وبطبيعة الحال الريفيت المعماري Revit Architecture والأتوكاد المعماري AutoCAD Architecture من شركة أتوديسك Autodesk .

BIM يُعبِّر عن معنى التَّوافق التَّام، عن التَّكامل. هذا المفهوم هو -بسهولةٍ- لخلق المُحاكاة الافتراضية الكاملة للمبنى، أي: إنشاء مبنى تخيُّلي على الكمبيوتر يُشبه المبنى الحقيقي في الموقع، وتتبُّع مراحل دورة حياة هذا المشروع المُختلِفة في أثناء تنفيذه. يُستخدم هذا المفهوم لتسهيل عمليّة التَّصميم، التَّسعير، سلامة الحياة داخل المباني، الصِّيانة المُستمرَّة، إدارة المرافق، وأكثر من ذلك بكثير.

الريفيت المعماري هو نتيجة البناء باستخدام مفهوم BIM أي أنَّهُ صُنع من أجلِ هذا الغرض. الأتوكاد المعماري تطوَّر انطلاقًا من حلول BIM ولكن في معظم الحالات تُستخدم أقلّ إمكانيّات البرنامج في الشَّركات الّتي تستخدمه؛ أي أنَّهم لا يستفيدون بوجهٍ تام من إمكانيّاتهِ كافّة؛ لذا -والحال على هذه الصّورة- فإنَّ أتوديسك لم تُخطئ عندما أعلنت أنَّ الريفيت المعماري هو التَّعبير الحقيقي لمفهوم BIM

أيُّهما أفضل: الأتوكاد المعماري أم الريفيت المعماري؟
يُعتدُّ بعوامل كثيرة عند مُحاولة تقييم أيّ البرنامج أفضل للمُستخدم، بل هو خيار صعب؛ لأنَّ البرنامجين قادران على تلبيةِ احتياجات الشَّركات المِعماريّة والأفراد.
العواملُ الّتي -غالبًا- يُعتَدُّ بها :
حجم الشَّركة
نوعيّة المشروعات.
مستوى مهارة المُستخدمين.
أُجرة التَّدريب والتَّطوير.
توفّر القوى العاملة الماهرة.
الإلتزام المُستمِّر والرَّغبة في تبنِّي تكنولوجيا جديدة.
مستوى الارتياح أو عدم الرِّضا عن أدواتِ البرامج
الرَّغبة في التَّنافس.
وكثيرٌ من الأسباب المُحتملة. يحتاجُ البرنامجان إلى التَّدريب والدَّعم على حدِّ سواء، ومع وجود برامج أُخرى تُشبه عملهما مثل برنامح: أركيكاد archicad واستنكار بعض المُستخدمين أن يكون في شركة أتوديسك برنامجين مُتشابهين؛ إلَّا أنَّهُ لا تُوجد خطط تقاعد أعلنت عنها أتوديسك من أجل الأتوكاد المعماري. فالبرنامج ما زال يعمل، وسيكون لهُ إصدارٌ جديدٌ في كلِّ عام. الريفيت المعماري أيضًا–بالتّأكيد- يتمتَّع بمستقبل طويل من الاهتمام والمُتابعة والتَّنمية والتَّطوير.

في النِّهايةِ؛ إنّ الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري يتطلَّبان تغييرًا جذريًّا في الأساليب التّقليديّة وفي العقليّة الّتي اعتادت استخدام القلم والمسطرة بديلًا عن البرامج.القرارُ لك. من ستختار، الأتوكاد المعماري الريفيت المعماري؟ابحث عمَّا تُريد من البرنامج ويتناسب مع إمكانيّاتك وقدراتك. واكب التَّطوّر وانظر ما يطلبه السُّوق.عند ذلك يُمكنك أن تبدأ، وعندما تبدأ؛ لا تنسَ أن تكتبَ عن تجربتك في التّعليقات

ما الفرق بين الأتوكاد المعماري والريفيت المعماري؟.By محمود قحطان