أخلاق أمير المؤمنين عليه السلام:
لقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله الأكرم أن التبسم في وجه المؤمن عبادة، وإن الأخلاق العالية والصفات السامية في الحقيقة هي روح الإسلام، وكم يؤكد القرآن على ذلك فالأخلاق الحسنة في الدين الإسلامي عبادة ولذلك جعلنا أخلاق سيد الموحدين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ضمن عبادته:
مرذات يوم في الطريق فرأى امرأة على كتفيها قربة ماء فأخذ منها القربة بكل تواضع فحملها إلى موضعها وسألها عن حالها فقالت: بعث علي بن أبي طالب زوجي إلى بعض الثغور فقتل وترك علي صبياناً يتأمى وليس عندي شيء فقد ألجأتني الضرورة إلى خدمة الناس.
فانصرف عنها متأثراً وبات ليلته قلقاً فلما أصبح حمل زنبيلاً فيه طعام إليها فقالت: رضى الله عنك وحكم بيني وبين علي بن أبي طالب، وهي لا تدري إنه هو علي! ثم قال: (إني أحببت الثواب فهل تسمحين لي أن أساعدك فاختاري بين أن تعجنين وتخبزين وبين أن تهتمين بالصبيان لأخبز أنا) فقالت: أنا أخبز وأنت عليك بالصبيان.
فعمد علي عليه السلام إلى اللحم فطبخه وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر وغيره، فلما اختمر العجين قالت المرأة يا عبد الله أسجر التنور، فبادر الإمام بكل تواضع وهدوء إلى سجره فلما أشعله رأته جارة المرأة فعرفته فذهبت إلى تلك المرأة فقالت لها: ويحك هذا أمير المؤمنين فبادرت وهي تقول: واحيائي منك يا أمير المؤنين، فقال: (بل واحيائي منك يا أمة الله فيما قصرت في أمرك).
وفي مرة تكلم أبو هريرة كلاما بذيئا حول الامام علي عليه السلام ثم جاءه في اليوم الثاني فسأله حاجة فقضاها الإمام له فعاتبه أصحابه على ذلك فقال: (إني لأستحي أن يغلب جهله علمي وذنبه عفوي ومسألته جودي).
وكان عليه السلام دائم البشاشة والتبسم في وجوه المؤمنين،يكرم ضيوفه ويحترم كل من جالسه حتى لو كان عدوه اللدود.